جدل مستمر حول “معاوية”.. بين رفض الأزهر ومنع العرض في العراق

متابعة بتجــرد: أثار مسلسل «معاوية» جدلًا واسعًا قبل عرضه، حيث واجه اعتراضات من جهات دينية، أبرزها الأزهر الشريف، الذي رفض تجسيد الصحابة على الشاشة، رغم كونه ليس جهة رقابية رسمية لتحديد ما يمكن عرضه.
في هذا السياق، أكد الدكتور رضا عبد الواجِد، عميد كلية الإعلام في جامعة الأزهر في تصريحات صحافية، أن الأزهر يرى ضرورة الامتناع عن تقديم مسلسلات تجسد الصحابة والأنبياء، نظرًا لقدسية هذه الشخصيات في الوجدان الإسلامي.
وأضاف أن المسلسل يعالج قضية تاريخية حساسة، يصعب تناولها دراميًا دون التورط في الجدل المذهبي بين الطوائف الإسلامية المختلفة، خصوصًا أتباع الإمام علي بن أبي طالب والخليفة معاوية بن أبي سفيان.
وقررت هيئة الإعلام والاتصالات منع عرض المسلسل عبر قناة «أم بي سي العراق»، مشيرةً إلى أن الأعمال الدرامية ذات الطابع التاريخي الجدلي قد تؤدي إلى إثارة النزاعات الطائفية، مما يهدد السلم المجتمعي، خاصة خلال شهر رمضان.
وأكدت في بيان رسمي التزامها بالقوانين المنظمة لقطاع الإعلام في البلاد، مطالبة المؤسسات الإعلامية بعدم بث أي محتوى قد يثير الفتن أو يؤجج الخلافات.
بدوره دافع الكاتب خالد صلاح، مؤلف المسلسل، عن رؤيته للعمل، موضحًا عبر منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن المسلسل لا يسعى إلى الانتصار لرؤية تاريخية على أخرى، بل يحاول تقديم معاوية كإنسان عاش تحولات كبرى في عصره، بين السياسة والدين والصراعات.
وأشار إلى أن المسلسل يستعرض شخصية معاوية من منظور درامي، حيث كان قائدًا سياسيًا يحكم بالعقل قبل السيف، وواجه تحديات شخصية وسياسية كبيرة، مثل فقدان أحبائه وصراعه على السلطة بعد مقتل عثمان بن عفان.
ورغم الاعتراضات، أعلنت شبكة «أم بي سي» استمرارها في عرض المسلسل، الذي بدأت حلقاته الأولي بالفعل، حيث يؤدي الممثل السوري لجين إسماعيل دور معاوية، بينما يجسد الفنان الأردني إياد نصار شخصية الإمام علي بن أبي طالب.
ويُسلط العمل الضوء على فترة حساسة من التاريخ الإسلامي، وسط انقسام حاد في الآراء حول طريقة معالجته دراميًا.
يبقى السؤال: هل سيتمكن المسلسل من تقديم رؤية درامية متوازنة دون إثارة المزيد من الجدل، أم أن الاعتراضات ستؤثر على مستقبله؟