“بتهون” لا تُهون الانتقادات.. الشامي يواجه أزمة التجديد

متابعة بتجــرد: في إصدار جديد يحمل عنوان “بتهون”، عاد الفنان السوري الشاب الشامي ليطرح عملًا من كتابته وألحانه، وتوزيع مشترك بينه وبين إيليان ديب. الأغنية التي كان يُنتظر أن تكون بمثابة خطوة تصحيحية بعد الجدل الكبير الذي أثارته أغنيته السابقة “جيناك”، جاءت لتطرح المزيد من التساؤلات حول المسار الفني الذي يسلكه الشامي مؤخرًا.
“بتهون”: محاولة جديدة بنفس الروح القديمة؟
منذ الاستماع الأول لـ “بتهون”، يلحظ المتابع أنها امتداد مباشر للنهج الذي يسلكه الشامي منذ فترة؛ ألحان مألوفة، كلمات رومانسية بسيطة لا تحمل الكثير من العمق، وتنفيذ موسيقي لا يخرج عن الإطار التقليدي. قد يرى البعض أن هذا الأسلوب يرضي شريحة من جمهوره، لكنه في المقابل يعزز فكرة أن الشامي عالق في منطقة الراحة الفنية، غير قادر على تقديم أي عنصر مفاجأة أو تجديد.
انتظار كبير.. ونتيجة محدودة
عشاق الشامي كانوا يتطلعون إلى أن يكون هذا الإصدار محطة تعويضية تعيد له وهج النجاح السابق، خاصة بعد الانتقادات اللاذعة التي رافقت “جيناك”. لكن “بتهون” لم تُحدث الأثر المرجو، إذ جاءت ردود الفعل محدودة، ولم يتجاوز الصدى حدود متابعيه الأوفياء. وبينما كان الجمهور ينتظر نقلة نوعية، بدا وكأن الفنان يُصرّ على إعادة تدوير أفكاره الموسيقية بشكل قد يُهدد مستقبله الفني على المدى الطويل.
غياب المخاطرة وتكرار الأخطاء
النقاد اعتبروا أن “بتهون” لم تقدم أي جديد يُذكر، بل كرّست مشكلة أساسية في تجربة الشامي: غياب الجرأة على كسر القوالب. فالفنان الذي بدأ مسيرته بوعود كبيرة وأعمال أثارت الاهتمام، يبدو اليوم وكأنه يكرر نفسه بشكل يُفقده القدرة على المنافسة في ساحة مليئة بالأصوات الجديدة والاتجاهات الفنية المتنوعة.
هل يفقد الشامي مكانته تدريجيًا؟
بين أغنية لم تُحدث صدى وأخرى تثير الجدل أكثر مما تجذب الاستماع، يجد الشامي نفسه في موقع صعب. فبدلاً من أن يُثبت أنه قادر على التطور والاستفادة من النقد، يواصل إنتاج أعمال تُثير علامات استفهام أكثر مما تُثير إعجابًا. وهنا يبرز سؤال جوهري: هل يسير الشامي نحو تراجع تدريجي قد يُفقده بريقه الفني، أم أن لديه ما يكفي من الموهبة ليُعيد صياغة مسيرته قبل فوات الأوان؟
خاتمة: “بتهون”.. عنوان يعبّر عن الحال؟
رغم أن الأغنية تحمل عنوان “بتهون”، إلا أن وقعها على الساحة لم يكن بالبساطة التي يوحي بها الاسم. فبدل أن “تهون” على الشامي الانتقادات السابقة، ربما زادت من ثقلها، لتضعه أمام تحدٍ حقيقي: إما إعادة اكتشاف ذاته والبحث عن مسار فني جديد، أو الاكتفاء بإعادة إنتاج أعمال عادية لا تترك أي بصمة في المشهد الموسيقي الحالي.