أخبار خاصة

ناصيف زيتون في “يا مسافر”: تعاون جديد يُكرّس أزمة فنية متفاقمة

متابعة بتجــرد: في وقتٍ ينتظر فيه الجمهور العربي خطوات فنية نوعية تُعيد وهج النجومية لفنانين أثبتوا حضورهم سابقًا، يواصل ناصيف زيتون طرح أعمال لا ترقى إلى مستوى التوقّعات، آخرها أغنية “يا مسافر” التي جمعته في ديو غنائي باللهجتين المغربية والمصرية مع الفنان المغربي زهير بهاوي.

الأغنية، التي كُتبت كلماتها على يد زهير بهاوي وميد شريف، ولحّنها بهاوي، ووزعها موسيقيًا ميد شريف، جاءت ضمن محاولة لدمج البوب المغربي بالإيقاعات المصرية. غير أن التجربة بدت متعثرة، فنيًا وهوياتيًا، حيث غابت البصمة المميزة التي اعتاد جمهور ناصيف على سماعها، وجاء الأداء في بعض المقاطع بعيدًا عن العفوية، خصوصًا في اللكنة المغربية التي بدت متكلّفة رغم الجهد المبذول.

الفيديو كليب الذي صُوّر في مدينة تطوان المغربية تحت إدارة المخرج عمر العمراني، جاء بنَفَس صيفي شبابي ركّز على الألوان والمشاهد الراقصة وأجواء السهر، لكنه لم يضف عمقًا أو قيمة سردية للعمل، ما جعل التجربة تندرج في إطار الأعمال السمعية-البصرية السريعة التي تُستهلك بسرعة وتُنسى بسرعة.

بعيدًا عن تفاصيل العمل، تكشف هذه الأغنية عن مسار فني مقلق يعيشه ناصيف زيتون في السنوات الأخيرة، حيث بات واضحًا غياب الرؤية الواضحة في اختياراته الغنائية، ما انعكس على مستوى التأثير والتفاعل الجماهيري. فرغم النجاحات اللافتة التي حقّقها في بداياته، تمرّ إصداراته الحالية دون أن تترك أثرًا حقيقيًا في المشهد الغنائي.

حتى أغنيته اللبنانية الأخيرة “حلوة”، لم تستطع فرض نفسها كضربة فنية تُعيده إلى الصدارة، بل بقيت ضمن إطار التفاعل الظرفي لا أكثر.

وعلى صعيد الحفلات، سُجّل تراجع لافت في الطلب على مشاركاته، وقد تجلّى ذلك بوضوح في حفله الأخير ضمن مهرجان جرش، حيث ظهرت المدرجات شبه خالية من الجمهور، في مشهدٍ نادر لا يُشبه بداياته، خصوصًا إذا ما قورن بالحضور الكثيف الذي شهده المهرجان في أمسيات نجوم آخرين، ما يطرح علامات استفهام حول علاقته الحالية بالجمهور ومدى قدرته على الاستقطاب.

ولعلّ لجوء ناصيف إلى التعاونات الغنائية الخارجية، مثل “يا سيدي إنسى” مع مرتضى فتيتي، و”Mi Amor” مع ريكي ريتش، و”ما في ليل” مع رحمة رياض، دون تحقيق اختراق نوعي يُذكر، يُعزّز فكرة أنه يُراهن على الانتشار لا على التأثير، وعلى الكمّ لا النوع.

في المحصلة، يواجه ناصيف زيتون تحديًا حقيقيًا يتطلّب إعادة نظر جذرية في مسيرته الفنية. فالحفاظ على النجومية لا يكون بتكرار التجارب، بل بإعادة ابتكار الذات، والعودة إلى الجذور التي جعلت منه صوتًا فريدًا في عالم الغناء العربي. والأهم، أن يُدرك أن الجمهور لا يطلب فقط أعمالًا جديدة، بل أعمالًا تُلامسه، تُبهره، وتُقنعه بأن الفنان لا يزال في ذروة عطائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى