قضية الشقيقين مينينديز تعود إلى الواجهة بعد 35 عاماً.. وثائقي جديد على “نتفليكس”

قضية الشقيقين مينينديز تعود إلى الواجهة بعد 35 عاماً.. وثائقي جديد على “نتفليكس”

متابعة بتجــرد: أثار الشقيقان لايل وإريك مينينديز ضجة كبيرة بعد ارتكابهما جريمة قتل والديهما عام 1989. وقد انقسمت الآراء حول الدوافع الحقيقية للجريمة. تعود القضية اليوم لتحتل الساحة مجدداً مع بدء عرض فيلم وثائقي بعنوان “الشقيقان مينينديز” على منصة “نتفليكس” في السابع من أكتوبر، سبقته سلسلة وثائقية على المنصة نفسها بعنوان “الوحوش: قصة لايل وإريك مينينديز”، وأثارت جميعها تساؤلات جديدة حول الحقيقة المظلمة وراء ما حدث.

الفيلم الوثائقي الجديد، والسلسلة الوثائقية، التي احتلّت المرتبة الأولى في قائمة التلفزيون الإنكليزي مع 19.5 مليون مشاهدة في الأسبوع الأوّل من عرضها، والمرتبة الأولى أيضاً في 89 دولة أخرى، أعادا فتح أبواب قضية القتل الشهيرة، التي هزّت الولايات المتحدة منذ أكثر من ثلاثة عقود، حين أقدم الشقيقان لايل وإريك مينينديز على قتل والديهما خوسيه وكيتي في منزل العائلة في ببيفرلي هيلز. أثارت الجريمة في ذلك الوقت صدمة واسعة، لا سيما بعدما ادّعى الشقيقان أنهما فعلا ذلك خوفاً على حياتهما من والدهما رجل الأعمال الكوبي الناجح خوسيه، الذي كان يعتدي عليهما جنسياً منذ الطفولة وسط صمت والدتهما كيتي.

وفي الوقت الذي يحمل فيه عنوان السلسلة، التي بدأ عرضها في أيلول (سبتمبر) الفائت، كلمة “وحوش” إلى جانب اسمي الشقيقين، تساءل المشاهد: “مَن المقصود بالوحوش؟ فهل كان الوالدان المعتديان هما السبب وراء المأساة أم أن الشقيقين اللذين قتلا بدم بارد هما من الوحوش؟”.

دوافع الجريمة

عرض المسلسل الوثائقي جريمة القتل من وجهات نظر مختلفة، ويستكشف دوافع الشقيقين لقتل والديهما. ويحاول في الوقت عينه عرض الأمور من وجهة نظر الوالدين أيضاً، وهو أمر قال صنّاعه إنه استند إلى بحث مكثف.

قد تتشابه قصة لايل وإيريك مينينديز والجريمة التي ارتكباها مع العديد من الجرائم الأخرى، التي عرضت عبر وسائل الإعلام أو في وثائقيات أخرى، إلا أن التفاصيل التي ذكرها الشقيقان عن الاعتداءات الجسدية والعاطفية والجنسية المتكررة منذ الصغر من قبل والدهما – يعتقدان أنها بدأت في سن السادسة – والتي وصلت في السنوات الأخيرة إلى الاغتصاب، دفعت بشريحة كبيرة من الجمهور إلى التعاطف معهما منذ عام 1989 وحتى يومنا هذا.

قال الشقيقان في محاكمتهما إنهما كانا يخشيان أن يقتلهما والدهما بعدما هدداه بفضح اعتداءاته المستمرة. لكن الادعاء شكّك بشهادتهما، ووضعها في خانة القتل لأجل المال. وأدين الاثنان بجريمة القتل العمد من الدرجة الأولى، وبالتآمر على القتل عام 1996، وحُكم عليهما بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.

نائبة المدعي العام: “يبالغان في التمثيل”

أما في الفيلم الوثائقي الجديد، الذي يُظهر المحاكمة الحقيقية للشقيقين، فتقول المدعية العامة باميلا بوزانيتش، التي كانت نائبة المدعي العام في لوس أنجلوس حينها، إن لايل وإريك كانا غير صادقين خلال وقوفهما على منصة الشهود، وتعتقد بأنهما كانا “يبالغان في التمثيل”، منذ لحظة وصول الشرطة إلى منزلهما ليلة وقوع الجريمة، حيث “وجدوا الشقيقين أمام المنزل بحالة هستيرية”.

هل يمكن إطلاق سراح الأخوين مينينديز؟

في مقابلة مع مجلة “فانيتي فير”، كشفت جوان فانديرمولين، شقيقة كيتي مينينديز، معلومات جديدة عن شقيقتها وعلاقتها بولديها، في ظهور نادر لها بعد حصول إريك ولايل على جلسة استماع جديدة في قضيتهما.

وقالت فانديرمولين البالغة من العمر 92 عاماً: “كان ينبغي على كيتي الانفصال عن خوسيه قبل وقت طويل (من وقوع الجريمة). لقد حاول إريك ولايل إقناعها بالمغادرة، ووعداها بأنهما سيعتنيان بها وبكلّ شيء”، مشيرة إلى أن كيتي كانت “مجنونة” منذ طفولتها، بسبب “تعرضها لسوء المعاملة”.

وطلب فريق الدفاع عن لايل وإريك مينينديز من المحكمة العليا في لوس أنجلوس مراجعة إدانة الشقيقين بالقتل، في ضوء وجود أدلة جديدة، يقال إنها تثبت صحّة الادعاءات بأنّ والدهما اعتدى عليهما جنسياً لسنوات، أحدها تمثّل برسالة اكتشفت حديثاً، كتبها إريك قبل ثمانية أشهر فقط من جريمة القتل، بالإضافة إلى ادعاءات واردة في مسلسل وثائقي، عرض عام 2023، بعنوان “مينينديز + مينودو: خيانة الأولاد”، يزعم فيه عضو سابق من فرقة “مينودو” الموسيقية أن خوسيه مينينديز، الذي كان مديراً تنفيذياً في شركة “RCA” للتسجيلات، تحرش به أيضاً.

منذ انطلاق عرض المسلسل الوثائقي وصولاً إلى الفيلم، تجدد الحديث عن فتح الباب أمام احتمال إعادة تقييم جريمة عمرها 35 عاماً وقلب مسار القضية بالكامل.

إلى الأعلى