حين يُصبح الجوع غلافًا.. “تايم” تفضح كارثة غزة بصمت الصورة

متابعة بتجــرد: في خطوة تعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، اختارت مجلة تايم الأمريكية صورة التقطها مصور وكالة “الأناضول” علي جاد الله لتكون غلاف عددها الأسبوعي، تحت عنوان بارز: “مأساة غزة”. الصورة المعبّرة تسلّط الضوء على المعاناة اليومية لأكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023.
وتحوّلت عدسات الكاميرات العالمية إلى مرايا تعكس الواقع المرير في غزة، حيث تتصدر صور المجاعة والتجويع الممنهج صفحات الصحف والقنوات الإخبارية حول العالم. فقد نشرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية صورةً لمراسلها أحمد العريني تظهر حشوداً من الفلسطينيين يحملون أواني طعام فارغة خلف الحواجز، في مشهد يجسّد اليأس والحرمان.
فيما بثّت شبكة بي بي سي البريطانية صورة مؤثرة لأب فلسطيني يحمل جثمان طفله الذي توفي جوعًا، إلى جانب طفل آخر يحمل كيسًا من الطحين، يبدو على وجهه الذبول والانكسار.
أما صحيفة ديلي ميرور البريطانية، فقد عنونت تقريرها بـ”كارثة غزة”، مرفقةً صوراً لنساء وأطفال يبكون وهم ينتظرون المساعدات بأوانٍ فارغة، في مشهد يختصر الألم الذي يعيشه الغزّيون يوميًا. كما شاركت صحف أوروبية أخرى مثل إل بايس الإسبانية، والغارديان وفايننشال تايمز البريطانية، بصور توثّق المجاعة والحرمان في أحياء القطاع، خصوصًا شماله ومخيمات النزوح التي تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والماء.
وفي تقرير مروّع صدر عن الأمم المتحدة في 27 يوليو، حذّرت المنظمة من أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا أي طعام منذ أيام، مع تفشي أمراض سوء التغذية والإسهال والجفاف، نتيجة إغلاق المعابر بالكامل منذ مارس الماضي. وأكدت أن القطاع بحاجة إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية الحاجات الأساسية، في وقت يُتَّهم فيه الاحتلال الإسرائيلي بتسهيل سرقة المساعدات وحماية الفوضى التي تحيط بها.
منذ بدء العدوان، استُشهد وأُصيب أكثر من 208 آلاف فلسطيني، فيما لا يزال أكثر من 9 آلاف شخص تحت الأنقاض، في ظل نزوح قسري طال مئات الآلاف من العائلات، مع انهيار كامل للبنى التحتية الصحية والتعليمية.
وتأتي هذه المشاهد المؤلمة في ظل دعم أمريكي غير مشروط للاحتلال، وصمت دولي وصفه مراقبون بـ”المتواطئ”، ما سمح باستمرار المجازر وفرض سياسة التجويع كسلاح حربي.
عدسات المصوّرين، التي لطالما رصدت لحظات تاريخية فارقة، تحوّلت اليوم إلى شهود عيان على ما يُوصف بـ”جريمة العصر”، وناقوس خطر لا يتوقف عن قرع ضمائر العالم، أملاً في تحرك عاجل لإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة.