أخبار خاصة

“أمي”.. دراما الصدمة والهروب وكشف الأسرار

متابعة بتجــرد: رحلة إنفاذ مدرسة لطالبتها تحمل الكثير من المفاجآت والأسرار بين جيزان والرياض، ضمن الدراما الاجتماعية السعودية “أمي”، المأخوذ من المسلسل الشهير “أم”، من إنتاج “نيبون تي في” (NIPPON TV)، تأليف يوجي سكماتو (YUJI SAKAMATO)، ويُعرض على MBC1 وشاهد.

صوّر العمل بين الرياض ومدن أخرى في المملكة العربية السعودية، ويضم تركي اليوسف، العنود سعود، رنا جبران، القديرتين زهرة عرفات وسناء بكر يونس، وبمشاركة فايز بن جريس ونايف الظفيري، إلى جانب ريم العلي، همس بندر، وظهور خاص للممثلتين الكبيرتين أسمهان توفيق وليلى السلمان وآخرين. تولى كتابة النسخة العربية فاروق الشعيبي، محمد العمر، وهو من إخراج جودت ميركان، وقامت بالإشراف على العمل سارة دبوس.  

تنطلق الأحداث من منزل بسمة في جيزان، الطفلة التي تعاني من عنف زوج أمها وتجاهل والدتها. تتدخل معلمتها مريم لإنقاذها وتهرب بها إلى الرياض، لكن الماضي يلاحقهما، حيث يلاحقهما صحفي فضولي ووالدة بسمة وزوجها، بينما تظهر والدة مريم الحقيقية بعد سجن طويل، لتواجه ذنوب الماضي وتحمل سراً. وتتشابك مصائر الجميع بين محاولة حماية بسمة، وكشف الأسرار، وصراعات الماضي، لتسلط الأحداث الضوء على شبكة معقدة من العلاقات والضحايا. هكذا، تتصارع شخصيات مهزومة مع ماضيها وحاضرها، ويكشف القدر عن مفاجآت تهدد بفضح الأكاذيب وتغيير مصائر الجميع.

العنود سعود

تتحدث العنود سعود عن مريم، فتصفها بالإنسانة العاطفية، التي قلبت المثل القائل فاقد الشيء لا يعطيه، وجعلته فاقد الشيء يعطيه بقوة أيضاً، مشيرة إلى “أنها افتقدت حنان الأم في طفولتها، ونجحت بأن تعطيه لبسمة، الطفلة التي تعاني قسوة والدتها وظلم زوجها، لكنها تضع حواجز على تعاملاتها مع الآخرين ومع الطفلة بسمة إلى أن تقرّر أن تأخذها معها إلى الرياض، لتنعم بمستقبل أفضل”. تشير العنود إلى أن “مريم تظهر تدريجياً في صورة مغايرة عن تلك التي بدت عليها بداية، وتكشف عن كره لوالدتها معتقدة أنها انشغلت بحياتها عنها”، لافتة إلى أن “أسباب عدة تجعل الطفل يشعر بأنه غير محبوب أو مرفوض، وخصوصا حينما يأتي الرفض ممن يجب أن يكون أقرب شخص إليه”. وتشير إلى أن “هذا الأمر خلق تناقضات في مشاعرها، حتى التقت ببسمة، وتحول الرفض ودفعها لأن تغير وجهة نظرها”. وتتحدث عن علاقتها بالطفلة ترف العبيدي، فتقول: “رغم أنني لست قريبة من الأطفال عموماً، لكنني أشعر بالأمومة تجاه ترف”.

تتوقف العنود عند التعاون مع عرفات، فتقول “تحمّست حينما عرفت أنها صاحبة الدور، كونها تساعد الممثل في موقع التصوير بنصائح وتوجيهات مفيدة، وهي صاحبة خبرة كبيرة، كما أنها المرة الأولى التي أشعر فيها بتناغم عاطفي مع ممثلة كما حصل مع زهرة”. وتتطرق العنود إلى العلاقة بين مريم وفاطمة (زهرة عرفات) التي تصفها بالمتغيرة والمتقلبة، فتقول “أنها خليط من المشاعر المتضاربة،

زهرة عرفات

من جهتها، توضح زهرة عرفات أنها تخوض هنا تجربتها الأولى في عمل درامي ممتد على مدار 90 حلقة، متحدثة عن تحديات الشخصية، من دون أن تخفي إحماسها وتخوفها في الوقت نفسه. وتتوقف عند علاقة الأمومة مع العنود سعود والطفلة ترف العبيدي، واصفة إياها بـ”علاقة أم وابنة وحفيدة حقيقية حتى خارج الكواليس”. وتثني على موهبتهما وقدرتهما على التفاعل العميق مع شخصيات صعبة ودقيقة.

تشير عرفات إلى غموض شخصية “فاطمة”، فتقول “أنني كنت متحمسة منذ قرأت النص لاكتشاف السر الذي أدى بها إلى دخول السجن”. وتؤكد على أهمية الأجواء الإيجابية والتجانس والمحبة بين فريق العمل، مشيرة إلى أن هذه العوامل تساهم في تقديم عمل فني جميل ومؤثر”. وتشير إلى كيفية تحضيرها للدور شكلا ومضموناً، فتقول “أظهر بشكل طبيعي، ولا ألجأ إلى إخفاء التجاعيد وصبغ شعري وما إلى ذلك من تفاصيل تخدم الشخصية”. تضيف قائلة “أولي الشخصية اهتماماً خاصاً، وأحرص على تقديم أداء صادق وعميق، وأراجع نفسي حتى أصل إلى أقوى تجسيد ممكن للمشهد”. وتشيد زهرة بفريقي الإخراج والإنتاج اللذين يوفران سبل الراحة للممثل، معتبرة أن “هذا الفريق هو من بين الأفضل، كونهم يفهمون احتياجات الممثل”. وتشير زهرة إلى حرصها على التركيز على التحضير الداخلي للشخصية المعقدة والكئيبة إذا صح التعبير، لدرجة أن فريق العمل كان يسألني عن حالتي باستمرار، لكنني كنت أتقمص الشخصية بعمق”.

سناء بكر يونس

تشير سناء بكر يونس إلى أن “هذه تجربتي الأولى من هذا النوع، ورغم خبرتي الطويلة في التمثيل، أرى في هذا العمل فرصة للتعلم من مدرسة مختلفة أثبتت نجاحها”. وتؤكد “أننا نقدم هذا العمل بتفاصيل وعادات وتقاليد المجتمع السعودي، وباللهجة البيضاء السائدة في الرياض”، لافتة إلى أنها استمتعت بالتجربة واستفادت منها، “خاصةً في التعامل مع المخرجين الشباب والفريق الفني، لاسيما أن طبيعة العمل الدرامي الطويل، يمثل تحديًا جديدًا بالنسبة لي، وأتمنى أن نكون على قدر المسؤولية، وأن يمثل مجتمعنا السعودي خير تمثيل”. 

تلخص يونس العمل بالقول أنها “قصة مؤثرة تتناول صراعًا بين أم ربت وأم أنجبت، ونتابع خطين متوازيين لحياة هاتين الأمين، إحداهما بسيطة والأخرى محامية قانونية، وتتخلل الحلقات العديد من الأحداث والقصص المشوقة التي تنبع من خلفيات الشخصيات المتنوعة”. وتشير إلى “أنني أجسد دور نورة وهي سيدة مثقفة ومحامية، تجمع بين الحنان والصرامة، ولديها ابنتان وثالثة متبناة، ربتها كابنة لها لمدة ربع قرن، لكن ظهور الأم الحقيقية لمريم يُشعل صراعًا بين الأم التي ربت والأم التي أنجبت.”

تركي اليوسف

يوضح تركي اليوسف أن “التجربة تحمل إيجابيات كثيرة، وتحمل روح المشروع الجديد والمغامرة الجميلة ضمن دراما سعودية تعيش مخاضات متقدمة”، معتبراً أن “تقديم عمل عالمي بنسخة سعودية، إثر نجاحه في عدة نسخ حول العالم، بحد ذاته خطوة مهمة”. ويعرّج تركي على تجربة الأعمال المعربة التي حققت وتحقق نجاحات كبيرة عبر مجموعة MBC ومنصة شاهد، متمنياً التوفيق لهذه التجربة أيضاً، “لأننا فعلا أمام دراما شيقة في موضوعها وتفاصيلها شكلاً ومضموناً”. يشير تركي اليوسف إلى “أننا نحرص على تقريب هذا العمل من الروح السعودية وبيئتها، لأن التمثيل يرتبط بالبعد الثقافي والاجتماعي للشخصيات”. يقول: “أنا من عشاق الأعمال التراجيدية التي تكتب بشكل جميل، وقد أعادني هذا العمل إلى أيام مسلسلات ناجحة قدمتها في الماضي”.

ويتطرق اليوسف إلى الشخصية التي يقدمها في الأحداث، قائلاً: “أن عبيد هو رجل عنيف، ونادراً ما نشاهد رجل بهذه القسوة في الدراما السعودية، لكن هؤلاء الأشخاص هم من الذين عاشوا معاناة في طفولتهم أو مروا بتجارب صعبة صنعت منهم شخصيات بهذه القساوة، فأصبحت علاقته بالأشياء مختلفة”، مشدداً على المبالغة في انفعالات الشخصية وتصرفاتها باستمرار”.

يختم اليوسف بالقول: “لقد احترمتُ الرؤية الفنية لصناع العمل، وهم يقدمون لونهم الخاص بنكهة سعودية خالصة، وأنا كممثل، أُضفي خلفية أدائية، تُعطي البعد الاجتماعي لشخصية تعاني من إشكاليات سلوكية كبيرة”، خالصاً إلى القول “أن عبيد وزوجته سهام، لا يمكن أن يكونا بكامل صحتهما النفسية والأهلية”.

رنا جبران

تتحدث رنا جبران عن تجربتها المؤثرة في تجسيد شخصية “سهام”. تصف الشخصية بأنها مزدوجة الأوجه، لدرجة أنها تتوقع انقسام الجمهور بين محبين وكارهين لها. تشير إلى “أنني حينما قرأت النص، كنت أدعو على سهام، لشدة جبروتها وقسوتها على ابنتها”. وتتحدث عن التحضير للشخصية بالقول أن “الانغماس فيها كان مرهقًا نفسيًا للغاية، حيث كنت أستمر في البكاء بعد انتهاء التصوير، مما أثر على حالتي المزاجية وحساسيتي، وسبب هذا التأثير العميق هو أن الشخصية بعيدة كل البعد عن طبيعتي الحقيقية، بينما المواقف المتعلقة بالأمهات، والأطفال، والحيوانات تلامسني بعمق في حياتي الخاصة”.

تشير رنا إلى أنها عادة ما تفصل بين شخصيتها الحقيقية وأدوارها، لكن الأمر مع سهام كان مختلفاً، إذ أن الشخصية استنزفتها عاطفيًا. تقول: “أتوقع أن يكره الجمهور سهام في البداية بسبب أفعالها، كمشهد رميها لابنتها في كيس قامة في مكب النفايات، وهو المشهد الذي أثر بي بشدة أثناء قراءته الأولى له مع المخرج في اجتماعنا الأول.

تؤكد رنا اهتمامها الشديد بالتفاصيل، مثل تعابير الوجه وحركة الجسد وحتى تفاصيل الملابس والإكسسوارات، لأنها كمشاهدة تنزعج من الأخطاء في الأعمال الدرامية. وتختتم حديثها بالتطرق إلى صعوبة رسم ملامح شخصية سهام، “حيث أنها لا تشبه أي شخص قابلته في حياتي، وهي فريدة وغريبة لدرجة لا أتوقع ولا أريد أن أصادف شخصًا مثلها في الحياة”. وعن التحضير للشخصية، تقول: “اعتمدت بشكل كبير على خيالي واستعنت بنصائح وتوجيهات فريق العمل، خاصة فيما يتعلق بمظهر سهام وطريقة لبسها”.

ترف العبيدي

من جانبها، تقول الطفلة ترف العبيدي “أنني أحرص دائمًا على التحضير المسبق لأدواري لتوفير الوقت والجهد في موقع التصوير، إذ أحفظ الحوارات في المنزل وأتدرّب على المشاهد التي سأقوم بها، وأفضّل التدرب أمام المرآة، حيث أشاهد نفسي وأراجع الحوارات وتعابير الوجه”. وتتوقف ترف عند شخصية بسمة بالقول أنها تحب والدتها “سهام”، لكنها تشكو عدم اهتمامها بها ومعاملتها بقسوة لها، إلى درجة أن “بسمة بدأت تقصد المسجد، ظناً منها أنها ستجد من يتبناها هناك، كما حصل مع طفلة رضيعة قرأت عنها في الصحيفة”.

نايف الظفيري

من جانبه، يقول نايف الظفيري أنه يقدم شخصية عامر وهو صحفي يبحث دوماً عن الحقائق، ويكلف بمتابعة ملف الطفلة بسمة التي غرقت في البحر. يقول نايف أن “عامر بالنسبة لي ليس مجرد صحفي يسعى لكشف الحقائق، بل هو شخصية مركبة، تحمل عقدة دفينة. كان دافعه في البداية وظيفي بحت، وكانت نقطة التحول في تكوينه حادثة مؤلمة مع طفل تعرض للعنف من والده، فلام نفسه وشعر بالتقصير، وأنه لم يفعل ما يكفي لإنقاذ ذلك الطفل، ترك في نفسه جرحاً عميقاً”.

يردف بالقول أن “عامر يرى في قضية مريم فرصة، أو ربما محاولة لتصحيح خطأ الماضي”، لافتاً إلى أن هناك صراع داخلي دائم لديه: إذا كان هو، كشخص بالغ وصحفي، لم يتمكن من مساعدة ذلك الطفل، فكيف لمريم، وهي شابة في مقتبل العمر، أن تنجح في مواجهة ظروفها الصعبة وتربية طفلة صغيرة؟ هذا الشك يدفعه إلى الضغط على مريم، واختبار قوتها، ربما بشكل قاسٍ في بعض الأحيان. يضيف نايف بالقول أن “عامر يحمل في داخله قناعة راسخة: “من يعرف الشر ولا يبلغ عنه، فهو شريك فيه”. لذلك، فإن موقفه تجاه قضية مريم ليست مجرد تعاطف إنساني، بل هو إحساس بالمسؤولية. هو يشعر بأنه مدين لمريم، وأنه يجب أن يكون دائمًا في صفها، حتى لو كان ذلك يعني الاصطدام بالآخرين”، موضحاً أن “هذا الصراع بين التعاطف مع سهام، والدة مريم، وضرورة الوقوف بجانب مريم هو ما يجعل شخصيته مثيرة للاهتمام”.

فايز بن جريس

يكشف فايز بن جريس عن تجربته في تجسيد شخصية الضابط مازن، معترفًا بتخوفه الأولي من خوض عمل درامي طويل يمتد لتسعين حلقة، وهو رقم لم يعتده في مسيرته الفنية التي بدأت بمسلسلات قصيرة ومكثفة، إلا أن هذا التخوف سرعان ما تبدد أمام حماسته للتجربة الجديدة، والتي يرى فيها تحدياً فنياً ممتعاً ومختلفا.

يؤكد بن جريس على “أهمية الأعمال المعربة وجماهيريتها الواسعة في العالم العربي، معرباً عن تفاؤله بنجاح النسخة السعودية، رغم اعترافه ببعض الخشية كونها تجربته الأولى في هذا النوع من الإنتاجات السعودية إثر مسيرة حافلة بأعمال عربية لاقت صدى واسعاً”. وعن طبيعة العمل وعناصره التشويقية، يشير فايز إلى أنه مليء بالإثارة. ويغوص بعد ذلك في الحديث عن شخصية الضابط مازن، فيصفها بـ”الصارمة والجدية في التعامل مع الأحداث والقضايا المطروحة”، كاشفاً أن “ظهور شخصية الضابط مازن سيكون في حلقات متقدمة، لكنه دور مؤثر ومحوري في تطور الحبكة الدرامية والأحداث حتى نهاية العمل”. يرى بن جريس في هذه الشخصية فرصة لتقديم أداء مميز ومختلف، يضيف لرصيده الفني ويلامس تفاعل الجمهور السعودي والعربي على حد سواء، خاصة وأن هذا النوع من الأعمال يحظى بدعم كبير ويتوسع جمهوره باستمرار. يختتم بن جريس حديثه بالتعبير عن حماسه الشديد لهذه التجربة الجديدة وثقته بفريق العمل، متمنيًا أن يحقق المسلسل النجاح وأن يكسر حاجز التوقعات في الدراما السعودية والعربية.

يُعرض مسلسل “أمي” على MBC1 و”شاهد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى