متابعة بتجــرد: تشهد الساحة الفنية المصرية تصاعداً ملحوظاً في أزمة استخدام صور وأصوات نجوم زمن الفن الجميل في إعلانات تجارية، من دون إذن مسبق من ذويهم، عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما دفع عدداً من ورثتهم إلى اتخاذ إجراءات قانونية للمطالبة بحقوقهم الأدبية والمالية، ووقف عرض تلك الإعلانات التي اعتُبرت مسيئة وغير لائقة بتاريخ هؤلاء الفنانين.
محمد شبانة: استغلال غير قانوني لصورة عبد الحليم حافظ
عبّر المنتج محمد شبانة، نجل شقيق الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، عن استيائه الشديد من ظهور “العندليب” في إعلان لصالح مؤسسة مصرفية، من دون الحصول على موافقة مسبقة من العائلة، واصفاً الأمر بأنه “انتهاك صريح للحقوق المالية والأدبية”، مشيراً إلى أن الطريقة التي تم بها تجسيد عبد الحليم لا تليق بمكانته وتاريخه الفني.
وأكد شبانة في تصريحاته لمجلة “سيدتي” أنه اتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد الجهة المنتجة، للحفاظ على صورة العندليب ووقف أي تشويه متعمد أو غير مباشر لتاريخه الفني.
إحياء صوت العندليب: مشروع قيد الدراسة
وفي سياق متصل، كان الفنان عمرو مصطفى قد أعلن في أكتوبر الماضي نيته إحياء صوت عبد الحليم حافظ باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما أثار جدلاً واسعاً. وعلّق شبانة حينها قائلاً إن المشروع لا يزال في مراحله الأولى التجريبية، وأن العائلة ستُقيّم النتيجة قبل اتخاذ قرار بعرضه على الجمهور، مؤكدًا أن “جمهور العندليب هو الحكم الحقيقي”.
ورثة توفيق الدقن: انتهاك صارخ لحقوق فناني الأداء
لم تتوقف الأزمة عند عبد الحليم حافظ، بل طالت أيضاً الفنان الراحل توفيق الدقن، حيث وجّه نجله ماضي الدقن خطاباً رسمياً إلى المجلس الأعلى للإعلام للمطالبة بوقف إعلان يظهر فيه والده باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى جانب عدد من الفنانين الراحلين.
وفي بيانه، أشار إلى أن جمعية أبناء فناني مصر للثقافة والفنون تتابع عن كثب ما وصفه بـ”الاعتداء المتكرر” على حقوق فناني الأداء، مؤكدًا أن أحد منتجي السلع الاستهلاكية استخدم شخصيات فنية شهيرة دون سند قانوني أو تفويض من الورثة أو الجمعية، بغرض تحقيق مكاسب مادية، ما يشكل تعدياً على التراث الفني المصري.
الجمعية: سنواجه العبث بالقانون
وأضاف البيان: “نحن أمام انتهاك صريح للقانون رقم 82 لسنة 2002، إذ تُعد الصور والأصوات من البيانات الشخصية، والاعتداء عليها يُعد مخالفة صريحة. الجمعية لن تقف مكتوفة الأيدي وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية الإرث الفني لرموز الفن المصري”.
ودعت الجمعية المجلس الأعلى للإعلام إلى التدخل العاجل لوقف عرض الإعلانات، مؤكدة أن استمرار بثها يُشكّل تعديًا غير مقبول على القوة الناعمة لمصر، ويسيء لتاريخ فنانيها الكبار الذين تركوا إرثاً لا يُقدّر بثمن.
جدل أخلاقي وقانوني مستمر
وتطرح هذه الأزمة المتصاعدة تساؤلات أخلاقية وقانونية حول مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن والإعلانات، خاصة في ظل غياب الأطر القانونية الواضحة لتنظيم استغلال صور وأصوات الشخصيات الراحلة، ما ينذر بمزيد من المواجهات القضائية بين الورثة وجهات الإنتاج في المستقبل القريب.