متابعة بتجــرد: منذ طرحه منتصف شهر مارس الماضي، استطاع المسلسل البريطاني القصير “Adolescence” أن يحقق نجاحًا لافتًا على مستوى العالم، متصدّرًا ترند مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل معالجته الجريئة لقضية حساسة تمس جميع المجتمعات: عالم المراهقين، وما يمرّون به من تحديات نفسية واجتماعية في هذه المرحلة الدقيقة من حياتهم.
المسلسل مكوّن من أربع حلقات فقط، ويدور حول مراهق يُدعى “جيمي”، يبلغ من العمر 13 عامًا، يُفاجأ بتوجيه تهمة قتل زميلته في المدرسة، فتقتحم الشرطة منزله ويتم القبض عليه، لينطلق بعدها خط سردي مشوّق يكشف من خلاله تفاصيل عالم المراهقة القاسي: من تنمر وعنف وأزمات نفسية، إلى ضغوط العائلة وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي.
تميّز العمل بإيقاع سريع وحبكة محكمة، حيث تناول كل حلقة زاوية مختلفة من القصة، بدءًا من التحقيق في الجريمة، إلى الكشف عن الحياة المدرسية، ثم الجانب النفسي لجيمي من خلال جلسة علاجية، وأخيرًا خلفية عائلية تكشف البيئة التي نشأ فيها، في بناء درامي متماسك وواقعي.
وعلى المستوى الفني، نجح المسلسل في توظيف عناصر قوية لإيصال هذا الواقع، أبرزها تقنية التصوير “one shot” التي جعلت المشاهد يعيش الحدث وكأنه جزء منه. كما أبدع طاقم التمثيل بأداء مميز، لا سيما الممثل الشاب أوين كوبر بدور “جيمي”، والنجم الإنجليزي ستيفن غراهام الذي قدّم شخصية الأب “إيدي ميلار” ببراعة.
“Adolescence” من تأليف جاك ثورن وستيفن غراهام، وإخراج فيليب بارانتانا، ويشارك في بطولته آشلي والترز، أوين كوبر، فاي ميرسي، ومارك ستانلي، ليُثبت العمل أن قضايا المراهقة، رغم اختلاف الثقافات، تبقى واحدة وتستحق تسليط الضوء بهذا العمق والواقعية.