متابعة بتجــرد: توفي الفنان الرائد مصطفى الزعري، الثلاثاء، بعد صراع مع المرض، وبعد رحلة فنية زاخرة بالعطاء أهدى خلالها البسمة للمغاربة عبر مسلسلات و”سيتكومات” وأفلام تلفزيونية وغيرها من فنون العرض حتى “السكيتشات” التي كان أحد روادها إلى جانب رفيقه الراحل مصطفى الداسوكين.
يأتي رحيل الزعري وهو يطل على جمهور القناة التلفزيونية الأولى من خلال حلقات مسلسل “رحلة العمر” للمخرجة لميس خيرات، والذي جمع ثلة من نجوم الزمن الجميل، أمثال حسن فولان وأحمد الناجي وفضيلة بنموسى وراوية ومليكة العمري، كما جمع نجوم الزمن الحالي مثل طارق البخاري.
وعبر زملاء الفنان الراحل عن حزنهم الشديد على هذا الفقدان الجلل الذي أصاب المشهد الفني المغربي، من خلال تدوينات عددوا فيها مناقبه ودعوا له بالرحمة والمغفرة، وشددوا على تذكير الجمهور بعطائه ومعه جيله الذي كان من بين مؤسسي التمثيل والكوميديا على وجه الخصوص.
ولم يتمكن الراحل الزعري من هزيمة المرض الخبيث الذي أنهى مسيرة عقود من العطاء بين التلفزيون والمسرح منذ سبعينيات القرن الماضي، ليسلم الروح صباح الثلاثاء ثالت كانون الأول/ ديسمبر، تاركا فراغا كبيرا وحزنا في قلوب زملائه وكل الجمهور المغربي الذي يذكر له ثنائيات “الزعريوالداسوكين” وغيرها من الأعمال التي امتعت وأفرحت ملايين المغاربة.
في هذا الصدد، كتب الباحث الدكتور أسامة خضراوي على منصة “إكس”: “من منا لا يتذكر ولا يعرف الفنان الكوميدي والمسرحي الأستاذ مصطفى الزعري أحد أهرامات الفن الهادف في المغرب… من منا لم يشاهد ويستمتع بحواريته مع مصطفى الداسوكين في حلقات ثنائية كوميدية هادفة… ظروفه الصحية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها أي فنان في أواخر حياته”.
وكان آخر ظهور للراحل مصطفى الزعري في صورة جمعته بزميله وصديقه محمد الخلفي، وهو يعوده في المستشفى حيث يتلقى العلاج. وتناقلت المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي الصورة مع تعليق شبه موحد أكد أنه “لقاء أهرامات الفن في المغرب”.
الراحل مصطفى الزعري المتزوج من الفنانة رشيدة مشنوع، من مواليد 1945 في درب السلطان بالدار البيضاء، حيث نشأ وترعرع يتيما بعد رحيل والده وهو في ربيعه الثالث فقط، لتنكب والدته على تربيته ورعايته والعناية به، ومنها توجيهه إلى المسرح حين أرسلته إلى نادٍ مسرحي من أجل تفريغ طاقته الطفولية في الشغب.
ومن بين الخطوات الأولى في الدرب المسرحي التي خطاها الراحل الزعري، انتماؤه إلى “فرقة الأخوة” التي تعود للفنان الراحل عبد العظيم الشناوي، وكانت إحدى المحطات الهامة في بداياته، إذ تتلمذه على يد أحد رواد المسرح المغربي، الراحل الطيب الصديقي في المعهد البلدي، كما كان أحد أعضاء فرقة البدوي.
سطع نجمه في الثمانينيات كثنائي برفقة صديقه وزميله الراحل مصطفى الداسوكين، وكان أول لقاء بينهما في مسرحية “النواقسية” للراحل عبد القادر البدوي، ليتواصل عطاء الزعري الكوميدي المميز، من خلال أعمال عديدة في المسرح والتلفزيون والسينما أيضا.
ومن أشهر أعماله “بنت الحراز”، و”حلوف كرموس”، و”العائلة المثقفة”، و”دابا تجي دابا”، وتلفزيونيا نذكر “ستة من ستين”، و”بيوت من نار” و”سعدي ببناتي”، أما سينمائيا فتظل مشاركته في فيلم “الرسالة” لمصطفى العقاد أبرز ظهور له، إلى جانب أعمال أخرى منها الأجنبي والمغربي.
من منا لا يتذكر ولا يعرف الفنان الكوميدي والمسرحي الأستاذ مصطفى الزعري أحد أهرامات الفن الهادف في المغرب… من منا لم يشاهد ويستمتع بحواريته مع مصطفى الداسوكين في حلقات ثنائية كوميدية هادفة… ظروفه الصحية والاجتماعية الصعبة التي يمر منها أي فنان في أواخر حياته، pic.twitter.com/uon6Qbpg2u
— د. أسامة خضراوي (@OusamaKhadraoui) December 3, 2024