أخبار عاجلة
رئيسة مهرجان عمان السينمائي: نسير بخطى ثابتة ولم نتعجل النجاح

رئيسة مهرجان عمان السينمائي: نسير بخطى ثابتة ولم نتعجل النجاح

متابعة بتجــرد: قالت الأميرة ريم علي، رئيسة مهرجان عمّان السينمائي الدولي، إن المهرجان نجح في إثبات وجوده خلال سنوات قليلة، و”حقق مكانة تنافسية جيدة” على مستوى المهرجانات الدولية.

وقالت  الأميرة ريم علي في حوار مع “الشرق”، عن الدورة الرابعة من المهرجان التي اختتمت فعالياتها، الثلاثاء، موضحة أن شعارها “بدايات وحكايات” يعود إلى احتفاء المهرجان دائماً ببدايات صناع السينما في كل المجالات. 

وأضافت أن “المهرجان يُركز بشكلٍ أساسي على التجارب السينمائية الأولى لصُنّاع الأفلام، التي تُعد بداية كبيرة بالنسبة لهم، إيماناً بأنهم سيكونوا أصحاب شأن كبير في المستقبل القريب”، مشددة على أن “الشعار يتوافق مع السمة الرئيسية للمهرجان”.

وتابعت: “أي فيلم عبارة عن حكاية، ولا بد أن تكون بدايتها جيدة ومميزة، لتدفع المُشاهد داخل القصة، كما أن الجمهور قد يتذكر بداية صناعة الأفلام، ويعود بحثاً عن أول فيلم مصري أو سوري وهكذا. الإدارة كانت لديها رغبة في استخدام كلمتي (بدايات وحكايات) كشعار لها لهذا العام”.

وأقيمت الدورة الرابعة لمهرجان عمان السينمائي الدولي في الفترة من 16 وحتى 22 أغسطس، بمشاركة 65 فيلماً متنوعاً ما بين الروائي والوثائقي من 19 دولة، بجانب عقد جلسات نقاشية وورش عمل مع عشرات من صنّاع السينما في الوطن العربي والعالم.

“احكوا.. عبّروا.. نرغب في سماع أصواتكم.. نسمع لمجتمعنا بالأردن والعالم العربي أيضاً”، هكذا لخصّت الأميرة ريم علي، أحد أبرز أهداف مهرجان عمّان السينمائي الدولي، مشيرة إلى “عقد ورش عمل، ومحاضرات ومناقشات سينمائية، حتى يكون لصُنّاع الأفلام في مرحلة البدايات فرصة لزيادة مهاراتهم”.

وأكدت أن “إدارة المهرجان تسير بخطوات مدروسة، وبهدوء، وثبات شديد، دون تعجل، حتى يكون هناك نمواً طبيعياً، لذا نتطور سنوياً مع الاحتفاظ بهوية المهرجان، كما أننا نفتخر بمديرة المهرجان ندى دوماني، التي نجحت في توفير أجواء إيجابية وعائلية بين فريق العمل”. 

وأبدت سعادتها بحجم تفاعل الجمهور مع فعاليات وعروض الأفلام بالمهرحان، قائلة: “يهمنا دوماً أن يكون الجمهور على قدر كبير من السعادة والمتعة، وراضياً عن المحتوى المُقدم”، موضحة أن إدارة المهرجان تعقد بعد انتهاء كل دورة اجتماعاً فورياً للاطلاع على الإحصائيات الخاصة بالدورة، لا سيما حجم الحضور.

وأشارت إلى أن “سينما السيارات” كان الإقبال عليها كبيراً في الدورة الأولى بسبب ظروف كورونا آنذاك، لكن تراجع الإقبال عليها نوعاً ما، بالتزامن مع الدورات التالية، لذلك “قررنا تخفيضها مع زيادة عدد القاعات العادية، فضلاً عن الانتقال إلى المحافظات، حيث نظمنا عروضاً في 6 مدن مختلفة هذا العام، وذلك بسبب اهتمام وحرص الجمهور على الحضور والتواجد”.

وكشفت الأميرة ريم علي، كواليس تأسيس مهرجان عمّان السينمائي، التي جاءت بالتزامن مع انتشار جائحة فيروس كورونا في العالم، قائلة إن “الفكرة كانت تراودها منذ سنوات طويلة، خاصة في ظل وجود تطلعات من قبل البعض، لوجود مهرجان يُكمل أهداف ورؤية الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، التي تحل الذكرى الـ20 لتأسيسها هذا العام، كما أن الأمير علي بن الحسين كان يرغب دوماً في دعم المواهب الشابة في صناعة الأفلام، وصناعة تجارب سينمائية من الواقع الأردني”.

وتابعت: “كان علينا التأني في خطوة تأسيس مهرجان، لحين التأكد من وجود أفلام لعدد من الشباب بشكلٍ دوري دون انقطاع، وتحمل أفكاراً جديدة، وأتذكر عندما كنت أعمل بالهيئة، كنّا ننظم عروض أفلام في عمّان وعدد من المحافظات الأردنية، وكان الجمهور متعطشاً للسينما لدرجة كبيرة، وينجذب للعروض التي ننظمها، رغم أنها لم تكن أفلاماً تجارية تقريباً، وعقدنا أيضاً برامج سينمائية متنوعة بصفة شبه دورية، مثل (أسبوع الأفلام الجزائرية) و(أسبوع الأفلام الفلبينية) وهكذا، في شكل أقرب إلى مهرجان مُصغر يتجول في المحافظات، وكان إقبال الجمهور يتزايد سنوياً”.

واستكملت: “وصلنا أخيراً لمرحلة تسمح لنا بتأسيس مهرجان سينمائي، خاصة مع وجود نوعية كبيرة من الأفلام التي نفذها الشباب الأردني، ولديها القدرة على المشاركة في المهرجانات الدولية وتُنافس على الجوائز أيضاً”.

الأميرة ريم علي واصلت حديثها لـ”الشرق”، قائلة: “كنا حريصين على تأسيس مهرجان يحمل أهدافاً مختلفة، خاصة وأن هناك عدداً من المهرجانات بالمنطقة لها أهداف ومحتوى شبه موحد، لذلك قررنا المنافسة بما يتماشى مع رؤى وأفكار الهيئة الخاصة بدعم الشباب، ودفعهم لاستكمال رحلتهم في عالم السينما”. 

وتذكرت كواليس انطلاق الدورة الأولى، التي انطلقت بعد أيام قليلة من إغلاق البلاد بسبب الجائحة في عام 2020: “ترددنا كثيراً بين قراري التأجيل أو الإطلاق في ظل ظروف الوباء، إلى أن توصلنا في النهاية لاستكمال ما بدأناه، حتى نعطي رسالة للجميع بأهمية وجود الفن، وأنه بمثابة غذاء للروح، ولا يمكن الاستغناء عنه، مثل الطعام والشراب، كما أنه يُحسن من الحالة النفسية”. 

وتابعت: “الجمهور لم يكن كبيراً بالدورة الأولى، بسبب توقف حركة الطيران وقتها، لكن نجحنا في تنظيم عروض أفلام في أماكن مناسبة، من خلال استغلال المسرح المفتوح للهيئة، وكذلك سينما السيارات بما يُحقق شرط التباعد بين الأشخاص، حتى انتهت الدورة بسلام، وذلك منحنا طاقة قوية للاستمرارية، وباتت الدورات التالية، تشهد نمواً وتطوراً كبيراً”.

وقالت الأميرة ريم علي، إن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عملت على تعزيز البنية التحتية لصناعة الأفلام في الأردن، على مدار السنوات الماضية، مشيرة إلى دورها “الاستثنائي” في استقطاب شركات الإنتاج العالمية لتصوير أعمالهم على أراضي المملكة، لتكون وجهة أساسية لهم.

ولفتت إلى وجود اتفاقية تخص تصوير الأفلام الأجنبية في الأردن، تُلزم الجهة المنتجة بالاستعانة بعدد معين من الكوادر الشبابية الأردنية، بما يضمن تدريبهم ومنحهم الخبرات، موضحة أن “هذا يأتي ضمن أهداف الهيئة ودعم الصناعة بشكلٍ عام”، وشددت على أن “هذه الخبرات المُكتسبة من بلدان عدة، تساعدهم على صناعة أفلام احترافية فيما بعد، الأمر الذي يُعزز قدراتهم الفنية”.

وكشفت عن وجود احتفالية خاصة، سبتمبر المقبل، بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيس الهيئة الملكية للأفلام، رافضة الإفصاح عن تفاصيلها، باستثناء إعلانها افتتاح استديو سينمائي، الأمر الذي سوف يسهم في اكتمال مشهد صناعة الأفلام في الأردن.

وبشأن مشاركة فيلمين من المملكة لأول مرة، في الدورة الماضية من مهرجان كان السينمائي، أعربت عن فخرها واعتزازها بالتطور الكبير الذي شهده الفيلم الأردني مؤخراً، ما جعله موجوداً في عدد من المهرجانات السينمائية بالعالم، وليس مهرجان كان فحسب، مرجعة السبب إلى “جهود الهيئة الملكية للأفلام الأردنية، ومهرجان عمّان السينمائي الدولي”، مضيفة أن ذلك “منحنا إشارة على أننا نسير في الطريق الصحيح، ما يدفعنا نحو التطوير طوال الوقت”.

وأثنت على مساحة تواجد المرأة في صناعة السينما بالأردن وكذلك الوطن العربي، وقدرتهن على النجاح الكبير واقتناص الجوائز من مختلف المهرجانات السينمائية، إذ صار لديهن بصمة واضحة في المجال. 

إلى الأعلى