أخبار عاجلة
مخرجة الوثائقي Hyphen: الفيلم دعوة للمواجهة مع أزماتنا

مخرجة الوثائقي Hyphen: الفيلم دعوة للمواجهة مع أزماتنا

متابعة بتجــرد: أعربت المخرجة اللبنانية رين رزوق، عن سعادتها بردود فعل جمهور الدورة الـ13 من مهرجان مالمو السينما العربية، وتفاعلهم مع فيلمها الوثائقي ” Hyphen”، الذي يُشارك ضمن مسابقة الأفلام الطويلة.

وأكدت رين خلال حوارها مع “الشرق”، أنها لم تكن متخوفة من مسألة تفاعل الجمهور مع المشروع، بقدر انشغالها من وصول الفيلم إلى أكبر قطاع من المُشاهدين بالوطن العربي، خاصة وأنه “يُخاطب وجدانهم ويُسلط الضوء على أزماتهم بشكلٍ مباشر، إذ أن القضايا التي يتناولها العمل ليست مُتعلقة بالشعب اللبناني فحسب”.

وقالت رزوق، إنه كانت هناك تساؤلات عدة من قبل الجمهور حول مشاهد بعينها، وذلك بعد عرض الفيلم في مالمو، “جمعتني بهم نقاشات ووجدت تباين في ردود الفعل واستقبالهم لأفكار العمل، وهو الأمر الطبيعي في أي فيلم”. 

فيلم ” Hyphen” عبارة عن حديث مُطول من “نيكول” لصديقتها وابنة خالتها التي تحظى بثقتها، وتُقرر البوح لها بقصص وحكايات خفية دون مخاوف أو محاذير حول إدمانها للمخدرات، كما يتطرق إلى علاقتها بأهلها، وكذلك تأثير الحرب الأهلية على الشعب اللبناني، ومحاولات للعلاج واللجوء إلى الطب النفسي.

وكشفت المخرجة رين رزوق، كواليس صناعتها لهذا الفيلم الوثائقي، موضحة أنها بدأت العمل على المشروع بالصدفة منذ عام 2011، عندما فوجئت بصديقتها تطلب منها الفرصة للبوح بما تحمله من قصص وحكايات خاصة بها، أبرزها إدمانها المواد المخدرة “كنت وقتها في السنة الأولى لي بالجامعة وبحوزتي كاميرا صغيرة، وعلى الفور رحبت بها وقررت أنّ أسجل ما تقوله على مدار جلسات متتالية، لتوثيق تلك القصص، وبالفعل استجابت للفكرة، قبل أنّ تطلب التوقف عن فكرة تسجيل الجلسات، لكن أقنعتها حتى تراجعت عن رغبتها، وواصلت عملية التوثيق”.

وأوضحت أنها كانت تُصور الجلسات بواسطة الكاميرا، لكنها لم تُفكر وقتها في تحويله لفيلم وثائقي، متابعة: “لم تكن لديّ نية إطلاقاً لصناعة هذا الفيلم، خصوصاً وأنها صديقتي اختفت تماماً لمدة نحو 7 أعوام، بعدما انتهينا من تلك الجلسات، لتعود فجأة عام 2018 تقريباً، وأبدت رغبتها في استكمال مشروعها بالتطرق إلى المزيد من القصص والحكايات، لاستأنف ذلك بتناول موضوعات أكثر جدية وبشكلٍ احترافي أيضاً”.

وتابعت أنّ “نيكول جاءت برغبتها، وكشفت عن كل ما يؤرقها، وتحدثت بشكلٍ عفوق وبتفاصيل شاملة، فلم أبذل مجهوداً معها للمزيد من البوح، وما يُميز هذا العمل، أنّ المُشاهد العربي قد يجد نفسه في هذا الفيلم وليس المواطن اللبناني فحسب”.

وأكدت رين أنها لم تكن مترددة من خوض تلك التجربة، باعتبارها التجربة السينمائية الأولى لها، وتستعرض فيها مشاكل وأزمات قد يصفها البعض بالجريئة، قائلة: “كانت لديّ رغبة في الحديث عن الحالة النفسية عند المُدمن، وتأثير ذلك عليه والدوافع وراء دخوله هذا العالم الغامض، في ما يُعانيه لبنان من انفجارات وحروب وأزمات سياسية واجتماعية واقتصادية”.

وأضافت أنها كانت تسعى لتسليط الضوء على تلك الأزمات كخطوة أولى للتصدي لها وعدم تجاهلها، بجانب تقديم روشتة علاجية لبعض الذين عانوا بأنّ الانتحار ليس حلاً لمشاكلهم، بل يجب الاستعانة بأطباء نفسيين، رغم نظرة البعض للطب النفسي بأنه شيء مُعيب ووصمة عار في حق صاحبها، مُشددة على قوة العلاقة بين الحالة النفسية والجسدية وأنهما مرتبطان ببعضهما البعض.

وكشفت المخرجة اللبنانية عن أبرز الصعوبات التي واجهتها في صناعة الوثائقي ” Hyphen”، موضحة أنّ “جمع المادة المصورة واقتناء مواد بعينها، كانت عملية شاقة جداً واستغرقت شهوراً طويلة، وكنت أسعى لتوصيل رسالة معينة من خلال الفيلم الذي يضم مجموعة من القصص والحكايات في وقتٍ مُحدد”.

ولفتت إلى أنها كانت تعود لتصوير مقتطفات من بعض القصص، بعدما تكتشف بعض الملاحظات خلال مرحلة المونتاج، واصفة تلك الفترة بـ”الصعبة للغاية، نظراً لما بذلته من جهود ضخمة”.

وأوضحت أنها كانت لديها بعض المخاوف من موقف عائلتها وعائلة “نيكول” تجاه الفيلم، “العائلة كانت لديه علم بأنني أصنع فيلماً وثائقياً، لكنها لم تعرف ما يحويه من تفاصيل وأحداث، وأنا لم أكن أفصح لهم عن أي شيء وقتها، فيما رفضت عائلتها على ظهور صورهم في المشروع، لذلك استعنت بمؤثرات بصرية لإخفاء تلك الملامح حتى لا أضع نفسي تحت المسائلة القانونية، فلا أرغب تماماً في إثارة الجدل أو افتعال أزمات، كل ما يستهويني فقط هو تقديم الفيلم للجمهور العربي والاطلاع على رد فعلهم وحجم تفاعلهم مع الأحداث ومدى تأثيره عليهم”.

وتابعت أنّ “الأهل كانوا ضحايا الحرب في لبنان، لذلك الأبناء لم يلقوا الاهتمام الكافِ نوعاً ما، لانشغال كل منهم بمصالحهم، وبالتالي ذلك أحدث مشاكل بمرور الوقت، انعكست في بعض الحالات اتجاه البعض منهم من فكر في السفر ومنهم من اتجه للعمل، ومنهم من سقط في دوامة عالم الإدمان، ومنهم أطفال صغار”.

وقالت المخرجة رين رزوق إنّ: “نيكول لم تُشاهد الفيلم حتى الآن، ولم تحضر معي مرحلة المونتاج، كون المُمثل أو البطل غير مُطالب بذلك، فأنا باعتباري مخرجة المشروع تسلمت المادة المادة المصورة ولي الحرية المطلقة فيها، وليس لأحد أن يدلو برأيه تجاه العمل”.

وشددت على مدى ارتباطها الشديد بالفن بشكلٍ عام والسينما بشكلٍ خاص، فقد عملت بمجال الإنتاج فور تخرجها، ومن ثم عملت كمُساعد مخرج في أكثر من مشروع، كما أنها تطمح لدخول التمثيل أيضاً، لافتة إلى أنها كان لديها مشروع فيلم روائي طويل قد انتهت من كتابته قبل فترة طويلة، لكنها قررت تأجيله، وإعطاء الأولوية لـ” Hyphen”، “أشعر وأنا هذا المشروع جزءًا منّي”.

واختتمت حديثها مع “الشرق”، بالخطوة الفنية المُقبلة بعد عرض فيلمها في مهرجان مالمو، قائلة إنّ: “مشروع الفيلم الروائي الطويل لن يكون الخطوة المُقبلة، خصوصاً وأنني أرغب في منحه الوقت الكافي في التحضير والتصوير، حيث إنّ الأحداث مستوحاة من شخصية لبنانية”.

إلى الأعلى