متابعة بتجــرد: تتنوع عروض مهرجانات بعلبك الدولية هذه السنة، من الباليه والرقص المعاصر إلى العزف على التشيللو، مروراً بالموسيقى الصوفية والفلامنكو والأغنيات اللبنانية وجنسيات الفنانين المشاركين، فيما تشكّل إقامة هذه الحدث الثقافي العريق الذي أُعلن برنامجه الخميس “ضوءاً في نفق مظلم” يجتازه لبنان بفعل الانهيار الاقتصادي.
من القلعة الأثرية الرومانية في بعلبك (شرق لبنان)، ووسط حضور لافت للسياح، عرضت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية للبرنامج الذي يتضمن خمس حفلات تقام ما بين الأول من يوليو والسادس عشر منه في “مدينة الشمس” ومعابدها الأثرية.
وقالت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج، في مؤتمر صحافي احتضنته الساحة الواقعة ما بين أعمدة جوبيتر ومعبد باخوس، إن المثابرة على إقامة المهرجانات تعبير عن رغبة “في إلقاء القليل من الضوء في النفق المظلم”، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان وصنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم.
وأضافت “أردناها إحياء للفرح والأمل، ولو للحظات قليلة، في بلد بات في أمسّ الحاجة الى ذلك”، معتبرة أنها تندرج في إطار “معركة ثقافية”.
وشددت على أن مهرجانات بعلبك التي أقيمت للمرة الأولى قبل أكثر من 65 عاماً متمسكة “بالحفاظ على هذا الإرث الثقافي” الذي بات رمزاً للبنان في ستينات القرن العشرين وسبعيناته، واستقطب أهم الفنانين اللبنانيين والعالميين، وعنصراً أساسياً في الحركة السياحية.
وتوقع وزير السياحة وليد نصار أن تكون الحركة السياحية الداخلية “واعدة” هذا الصيف، إذ أن “أعداد الوافدين أكبر مما كانت عليه العام الفائت”.
وأشار إلى أن “الكتلةالنقدية التي ستدخل لبنان تتجاوز تلك التي سجلت عام 2022 وبلغت 6,4 مليار دولار”.
وتُفتتح المهرجانات في الأول من يوليو بحفلة عنوانها “جالا روبرتو بوليه وأصدقاؤه”، تتضمن لوحات رقص باليه ورقص معاصر مع نجم دار “لا سكالا” في ميلانو روبرتو بوليه، يرافقه راقصون وراقصات معروفون.
وكان بوليه “الراقص الرئيسي في مسرح الباليه الأميركي في نيويورك من 2009 إلى 2019″، و”يقارن بالراقص (السوفياتي الشهير) رودولف نورييف”، بحسب نائبة رئيسة المهرجانات جمانة دبانة.
وتطل في الليلة التالية فرقة الكندي الموسيقية الصوفية الحلبية التي انطلقت عام 1983. وترافق منشد الفرقة الشيخ حامد داود مجموعة موسيقيين ودراويش. وقالت دبانة إن “هذه الأمسية بمثابة تحية إلى مؤسسها جوليان جلال الدين فايس الذي سبق أن قدم حفلتين في بعلبك”.
وما يميز الحفلة الثالثة من المهرجان أنها أنتجت خصيصاً لمهرجانات بعلبك وعنوانها “Roots In Our Hands From Spine To Beirut” ( الجذور في أيدينا من إسبانيا لبيروت) للموسيقي الإسباني ناتشو أريماني.
ويضم العمل راقصة فلامنكو والمغنية فابيان ضاهر وجوقة جامعة القديس يوسف، إضافة إلى موسيقيين من لبنان وإسبانيا.
والجمهور على موعد مع المغني ملحم زين وفرقته الموسيقية وستصدح في سماء القلعة أبرز أغنياته القديمة والجديدة.
ويختتم المهرجان بحفلة عنوانها “فودو تشيللو” حيث ستقف على أدراج معبد باخوس المغنية الفرنسية الإفريقية إيماني يرافقها ثمانية عازفي تشيللو، وهو عرض “يجوب أوروبا ويحقق نجاحاً واسعاً”، بحسب دبانة.