أخبار عاجلة
“وومان كينغ”.. علامة فارقة لإنجازات هوليوود

“وومان كينغ”.. علامة فارقة لإنجازات هوليوود

متابعة بتجــرد: قبل بضعة أعوام تسبب فيلم الأبطال الخارقين، “بلاك بانثر” (أو /النمر الاسود/) الذي أنتجته شركة “مارفل” في ضجة كبيرة، من خلال طاقم عمل يعتمد في الاساس على ذوي البشرة السمراء، إلا أنه لم يكتف بالنجاح الهائل الذي حققه في شباك التذاكر فقط، بل إنه حصل أيضا على ثلاث جوائز أوسكار.

ويعتبر فيلم “بلاك بانثر” علامة فارقة في مجال التمثيل السينمائي من حيث تقديم ممثلين من ذوي البشرة السمراء. أما الآن، يعد الفيلم الامريكي التاريخي “ذا وومان كينج” (أو /المرأة الملك/) علامة على التقدم الذي تحرزه هوليوود.

فهو فيلم ملحمي للمخرجة الامريكية السمراء جينا برينس-بيثوود، كما يضم بطلات سمراوات من بينهن فيولا ديفيس، الحاصلة على جائزة الأوسكار.

ويركز الفيلم على جماعة “أجوجي” والجيش النسائي لمملكة “داهومي” (المعروفة حاليا بـ /بنين/). وكانت جماعة “أجوجي” (المعروفة أيضا باسم “داهومي أمازونز”) تعتبر مخيفة بشكل خاص في القرن التاسع عشر.

وكانت الجماعة قاتلت ضد تجارة الرقيق في غرب أفريقيا، والأوروبيين الاستغلاليين، وامبراطورية الأويو الأفريقية التي وقفت إلى جانب المستعمرين وساعدتهم في استعباد الأفراد.

ويروي فيلم “وومان كينج” تلك القصة؛ حيث كانت جماعة “أجوجي” موجودة بالفعل، لكن فيما يتعلق بمسألة الاستعباد، فربما كان دورها أكثر تعقيدا بعض الشيء.

وتجسد الممثلة فيولا ديفيس دور “نانينكا” زعيمة جماعة “أجوجي” التي قتلت مجموعة من المقاتلين الذكور من أجل إطلاق سراح سجناء في أول مشهد بالفيلم.

ومع ذلك، فإن “نانينكا” تعاني أيضا من صدمة تعرضت لها في ماضيها. إنها لديها إلى جانبها “أمينزا” الذكية (التي تجسد دورها الممثلة البريطانية من أصول أوغندية شيلا أتيم 31/ عاما/) و”إيزوجي” الصارمة (التي تجسد دورها الممثلة الانكليزية لاشانا لينش 34/ عاما/).

ما “كينج جيزو” (الذي يجسد دوره الممثل البريطاني جون بويجا 30/ عاما/ نجم سلسلة أفلام الفضاء الملحمية /حرب النجوم/) فهو يقدّر رأي نانينكا وقوة النخبة لديها. وفي الوقت نفسه، من الناحية السياسية، يجب على نانينكا أن تقف في وجه زوجات جيزو.

وبصفتها مجندة شابة ضمن “أجوجي” تتسبب “ناوي” المتهورة لكن الموهوبة للغاية أيضا (والتي تجسد دورها الممثلة الجنوب أفريقية ثوسو مبيدو 31/ عاما/) في الاخلال بالنظام بين  صفوف “أجوجي” أكثر من مرة، مما يتسبب في إزعاج نانينكا.

ويُحظر على المحاربات الزواج والإنجاب، إلا أن “ناوي” تقوم بمغازلة شاب أوروبي يدعى “مالك” (ويجسد دوره الممثل الشاب جوردان بولجر) الذي تم إحضار والدته إلى أوروبا كأمة من عبيد “داهومي”.

وسرعان ما يسأل مالك – الذي جاء إلى أفريقيا مع مجموعة من تجار الرقيق – نفسه سؤالا، وهو /إلى جانب من سيقف؟./
ويشار إلى أن قيام مخرجة من ذوي البشرة السمراء، وهي جينا برينس-بيثوود، بإخراج الفيلم، تسبب في إحداث فرق كبير بالنسبة للممثلين.

وقالت الممثلة فيولا ديفيس في لندن. “تشعر بأنك مرئي في عالم لا يراك فيه أحد على الإطلاق أحيانا كامرأة سوداء وكمرأة من ذوي البشرة السوداء الداكنة. فقط لا يراك الأفراد، ولا يرون قيمتك… إن الأمر يجعلك تشعر بأنك ذو قيمة ويجعلك تشعر بأنك حقيقي.”

أما بالنسبة لثوسو مبيدو، فقد كانت مشاركتها في فيلم “المرأة الملك” أول مرة تعمل فيها مع مخرجة من ذوي البشرة السمراء. وتقول عن ذلك إن الأمر كان “ممتعا جدا”.

جدير بالذكر أن الممثلين كان عليهم أن يخضعوا لبرنامج مكثف للياقة البدنية وكمال الأجسام مدته شهر قبل بدء التصوير، لكي يتناسبوا مع الجانب الجسدي لأدوارهم الصعبة. كما تعين على جميع الممثلين تقديم مشاهد القتال الخاصة بهم بأنفسهم ودون الاستعانة بمن يقوم بذلك بدلا منهم.

حتى لاشانا لينش التي لديها خبرة كبيرة في أفلام الحركة والإثارة، وصفت المتطلبات الجسدية للمشاركين في الفيلم بأنها كانت “التحدي الأكبر” طوال مشوارها الفني وحتى الآن.

ويتناول فيلم “المرأة الملك” مع تجارة الرقيق والعنصرية والتمييز على أساس الجنس والاغتصاب، لكن على الرغم من مدى عمق هذه القضايا، تمكنت المخرجة جينا برينس-بيثوود من صنع فيلم ممتع بصورة مدهشة.

إلى الأعلى