“ذا باتمان”.. عودة فارس الظلام لمواجهة قوى الشر

متابعة بتجــرد: في عالم باتمان، تستدعي الشرطة البطل من خلال عرض إشارة “بات” مكبرة عبر سماء الليل. هذه استعارة مناسبة لتاريخ الشخصية، الذي نوقش كثيرًا في الأفلام، والذي ألقى بظلاله الكبيرة بشكل غير عادي بفضل المعجبين الذين اقتنعوا، في أذهانهم، بالضبط كيف يجب أن يصور فارس الظلام.

باتمان الذي ظهر للعلن عام 1939 ليس أول بطل خارق أو حتى الأفضل بالضرورة. لكن الأساليب المختلفة لتكييفه مع شاشات السينما أثارت شغفًا مفرطًا بين المعجبين للدخول الى عالمه ومعرفة كواليس واسرار حياته، بما في ذلك ردود أفعال غير متوقعة.

جمهور فارس الظلام كانوا على موعد مع جزء جديد من سلسلة افلام البطل الخارق المحبب، وهو The Batman أحدث أفلام شركة “وارنر براذرز” Warner Brothers، كما أنه عمل جديد داخل عالم شركة “دي سي كوميكس” DC Comics الممتد، وتجربة جديدة لممثل جديد للقيام بشخصية فارس الظلام.

يمثل فيلم The Batman، بطولة روبرت باتينسون، أحدث تجسيد للشخصية عبر الشاشة الفضية، ويبدو الفيلم من نواحٍ عديدة أنه مصمم للاستفادة من رغبات قاعدة المعجبين المتحمسين لفارس الظلام. ويقدم الفيلم المليء بالحيوية والجدية باتمان باعتباره مخلوق الليل، وهي صورة شحذها فنانو الكتاب الهزلي مارشال روجرز ونيل آدامز في السبعينيات، وفرانك ميلر في الرواية المصورة الشهيرة “عودة فارس الظلام”.

رسوم هزلية

واستشهد المخرج والكاتب المشارك مات ريفز برسوم هزلية أخرى كتبها ميلر، “باتمان: العام الأول”، والتي تصور مرحلة مبكرة من حياته المهنية في مكافحة الجريمة، من بين مصادر إلهامه في الفيلم الجديد، ولكن هل تجاوز الجمهور اختلافهم حول مدى أهلية روبرت باتينسون لتجسيد شخصية فارس الظلام؟ يبدو ان هذا السؤال محل الجدل لن تحسم إجابته إلا من خلال شباك التذاكر.

يستعرض فيلم «باتمان» بدايات شخصية المحقق والفارس المظلم؛ تلك الفترة المتخبطة، حيث لم يكن بروس وين قد استطاع التمكن بعد من باتمان، لذلك قرر مات ريفز مخرج وكاتب سيناريو الفيلم أن يعود لقراءة كوميكس باتمان (العام الأول)، والتي كانت من تأليف الكاتب المهم فرانك ميلر، ولكن لأن القصة كانت في بدايتها تماما انتقل ريفز للعام الثاني في حياة باتمان.

ويسلط الفيلم الضوء أيضا على عدد كبير من الشخصيات المهمة في حياة فارس الظلام، مثل المحقق جيمس جوردون وسيلينا كايل (كاتومان) وأزوالد كوبيلبوت «الرجل البطريق» ورجل العصابات كارمين فالكون والقاتل المتسلسل رديلر أو رجل الألغاز.

وتدور قصة الفيلم حول شخصية رجل الألغاز ريدلر الذي يبدأ في سلسلة اغتيالات بمدينة جوثام تطول عدداً كبيراً من رجال الأعمال والسياسيين، ما يجعل باتمان مضطراً للتحقيق في هذا الأمر وكشف شبكة كبيرة من الفاسدين وأموراً ربما تمس شخصيته الحقيقية بروس وين وعائلته، الفيلم مدته 3 ساعات تقريباً، وهو نسخة أكثر سوداوية وعنفاً وواقعية من ثلاثية كريستوفر نولان التي عرضت في بداية القرن الحالي.

انتقادات مبكرة

ويبدو أن الانتقادات المبكرة لاختيار روبرت باتينسون لتجسيد الشخصية دفعت المخرج ريفز إلى الاستعانة بممثلين ذوي الشعبية والقدرات التمثيلية العالية في الأدوار المساندة، فنجد المخضرم أندي سيركس يقوم بشخصية ألفريد الخادم الأمين المخلص لباتمان وأحد القلائل الذين يعرفون هويته الحقيقية كبروس وين، ويقوم بدور الرجل البطريق كولين فاريل، وتقوم زوي كرافيتز بشخصية كات ومان، ويقوم جون تورتورو بدور رجل العصابات كارمين فالكون، بينما يؤدي بول دانو شخصية رجل الألغاز ريدلر، وأخيراً يقوم النجم جيفري رايت بشخصية المحقق جيمس جوردون.

لاشك أن البعض وقف حائراً أمام ذهاب ريفز إلى بدايات فارس الظلام بعد سلسلة طويلة من الأفلام التي استعرضت حروبه ضد الفساد وقوى الشر، ولكن للمخرج العالمي وجهة نظر تجاه أسلوبه في الفيلم الجديد، حيث يرى أن الجمهور خلال السنوات الماضية شاهد النسخ المتزنة من الرجل الخفاش، لكن في هذا الفيلم يشاهد الجمهور النسخة المضطربة من باتمان، الخفاش الذي يسعى ويبحث ويحاول الفهم للوصول للاستقرار.

استطاع روبرت باتينسون أن يتعامل مع شخصية الرجل الوطواط بذكاء، لقد تخلص نوعاً ما من فوضى الأداء الكوميدي في أعماله السابقة وعاد بالزمان إلى الخلف عندما كان بطلاً محورياً في سلسلة تولايت، بينما نتابع كيف تعاملت زوي كرافيتز بطريقة السهل الممتنع مع شخصية Catwoman، إنها تميل إلى المبالغة في تقدير حقيقة أنها تستطيع «الاعتناء بنفسها»، بينما تصبح أيضاً عاجزة تماماً كلما كان باتمان حولها – لكن كرافيتز تؤدي الدور برشاقة.