بيروت تواجه الأوجاع بمهرجانات وأمسيات فنية

بيروت تواجه الأوجاع بمهرجانات وأمسيات فنية

متابعة بتجـــــــــــرد: نشاطات حياتية تشهدها العاصمة اللبنانية قبل نهاية عام 2020، منها انطلق، وبعضها توضع عليه اللمسات الأخيرة. أما العامل المشترك بين النشاطات، فيكمن في وجود الأنشطة الثقافية والفنية التي تثبت قدرة المواطن اللبناني على نفض غبار الوجع والألم.

وتبدأ هذه النشاطات بمهرجان “بيروت ترنّم” بنسخته الـ13، الذي انطلقت فعالياته في الأول من ديسمبر وتستمر إلى 23 منه، ويحمل معه عنوان “الأمل”. فسحة الأمل أطلقت شرارتها مع الموسيقي اللبناني العالمي عبدالرحمن الباشا في كنيسة مار يوسف بشارع مونو. وأكمل العنان الثقافي الفني مع عازف البوق اللبناني العالمي إبراهيم معلوف في الرابع من ديسمبر في أسواق بيروت ضمن حفل أقيم في الهواء الطلق. ويحيي في المكان نفسه كل من عازف البيانو طارق يمني (15 ديسمبر) والموسيقي وعازف البيانو غي مانوكيان (20 ديسمبر). وبين 16 و21 ديسمبر سيحيي أمسيات فنية كل من ماتيو الخضر وجاهدة وهبة وغادة شبير وفاديا طنب في كنيسة مار مارون الجميزة. إضافة إلى عازفين أرمن على آلات الكمان والتشيللو والفيولا في 22 ديسمبر في كنيسة القديس نيشان وسط بيروت. ويختتم المهرجان فعالياته مع السويسري كزافييه دي ميتر، الذي سيعزف على آلة الـ Harp مجموعة مقاطع موسيقية عالمية.

الفنان الأوبرالي ونجم “ذا فويس” بنسخته الفرنسية اللبناني ماتيو الخضر يعبّر بعزم عن عودته تدريجياً إلى مزاولة حياته بعدما دمر منزله خلال انفجار مرفأ بيروت، تزامناً مع استعداده للمشاركة في حدثين فنيين هدفهما واحد: تأكيد حبّ الحياة لمدينة بيروت. ويقول: “لا يمكن أن ننهزم بسرعة مهما مرّ علينا. أعترف بأنني دمّعت عندما علمت بأنني من بين المشاركين في مهرجان “بيروت ترنّم”، حيث تأتي هذه المشاركة بعد توقفي عن الغناء منذ مشاركتي في برنامج “ذا فويس”، وإلغاء 17 حفلاً لي حول العالم بسبب جائحة كورونا. حُجرنا في المنزل وتقبّلنا هذا الواقع المفروض، لكن بعد انفجار الرابع من آب – أغسطس وتدمّر منزلي، فقدت صوتي ولم أكن قادراً على الغناء، وأعود اليوم في أول حفل لي منذ العام الذي يمثّل تحدّياً ضد كل ما يتعرّض له لبنان”.

الفنانة غادة شبير حاضرة سنوياً بشكل ثابت في المهرجان، وتقول: “صحيح أننا مشلولون أمام الوباء العالمي وما يحصل في لبنان، لكن مع وجود المثابرة والتحدّي لا بد من وجود الموسيقى رغم الفاجعة التي مر بها لبنان. نتمسك بالفرح الذي يجب أن يكون موجوداً، والمهرجان يجسد التسامح والعطاء من دون حدود، والموسيقى تفوق المواساة والتسلية، فيها رمزية الوجود، وهذا العمل دخل في تاريخ بيروت، ولا يمكن أن نمحو ذكرى المهرجان السنوي”. وتضيف: “الأمل موجود مع استمرار الحفلات. أصرّ كل سنة على أن أقدم حفلاً فيه خشوع وفرح في الوقت نفسه. لم نفقد يوماً الأمل بأن يعود بلدنا، ونريد أن نتقبل العذاب، لكن من دون أن نستسلم لليأس، لأنّ هذا بمنزلة اعتراف بالهزيمة. كل فنان اليوم يفكر بتقديم الفرح”.

أما “بيروت مدينة الحياة”، فمبادرة ولدت بعدما قررت مجموعة من المهنيين النشطين من قطاعات مختلفة توحيد جهودهم وتكريس وقتهم وجمع خبراتهم ومعرفتهم وعلاقاتهم لإعادة إحياء ركائز المجتمع في منطقتي مار مخايل والجميزة، رافضين الخضوع للأمر الواقع والاعتياد على الألم. وستكون الموسيقى حاضرة في هذه المبادرة التي تنطلق من 7 ديسمبر الجاري إلى الثالث من يناير المقبل، وأُطلقت بهدف إعادة الحياة إلى هذه المنطقة، التي تعرضت للدمار من خلال اشتراك مجموعة من المصمّمين والفنّانين والمعارض والمتاجر والمطاعم لإعادة الحركة إلى الأحياء، من خلال إنشاء أنشطة وورش عمل تستهدف جميع شرائح المجتمع. ستة فنانين وموسيقيين اعتادوا الغناء في الجميزة ومار مخايل سيحاولون إضفاء أجواء فنية خاصة، مقدّمين في الوقت نفسه تحيّة إلى أرواح ضحايا انفجار مرفأ بيروت. كما سيحيي الفنان ماتيو الخضر حفل إضاءة شجرة الميلاد التي حملت تسمية “شجرة الحياة”.

إلى الأعلى