أخبار عاجلة
بلقيس فتحي: نجاحي رسالة لكل امرأة مترددة

بلقيس فتحي: نجاحي رسالة لكل امرأة مترددة

نقلنا لكم – بتجـــــــرد: بعد 10 سنوات فن، حققت الفنانة الإماراتية بلقيس فتحي مكانة خاصة بها في سماء النجومية، ولعلها الفتاة الوحيدة التي استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تخترق الصفوف الأولى لتنافس أصحاب المراكز المتقدمة وتتجاوز الكثيرين منهم أيضاً.

بلقيس اليوم أيقونة نجاح توجد في أهم وأبرز المناسبات والمهرجانات لتعلن دائماً عن قدرة المرأة العربية والخليجية على تحدي الصعاب والوصول إلى النجاح بالجهد والمثابرة والنشاط. أما على الصعيد الجماهيري فهذا حديث يطول الكلام عنه، لأن عشاق بلقيس هم من كافة الجنسيات وكل الأعمار، يتابعونها ويحبونها لدرجة كبيرة كما تثبت ذلك منصات التواصل الاجتماعي وأرقام مشاهدات أغانيها.

في حوار مع مجلة “زهرة الخليج” يتزامن مع اليوم الوطني لدولة الإمارات، باحت بلقيس بمشاعرها لوطنها، وكشفت للمرة الأولى التفاصيل التي عاشتها مع زوجها وابنها، في فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، وتحدثت عن مفاجآتها الفنية لعام 2021، كما أعلنت نفسها كسيدة أعمال. وإلى نصّ الحوار.

أقمت في المملكة العربية السعودية ستة أشهر خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا، فما الفرق الذي شعرته بين الحياة في المملكة ودولة الإمارات؟

السعودية والإمارات عينان في رأس واحد، فالإمارات هي مسقط رأسي والمكان الذي ولدت فيه، وأهلي جميعهم يعيشون في الإمارات، وتحديداً في مدينة أبوظبي، وأنا عشت حياتي كلها في الإمارات، إلى أن تزوجت منذ أربع سنوات فانتقلت للعيش في مدينة جدة السعودية، وهناك ولدت طفلي تركي، وكثيراً ما يسألونني عن الفرق بين (العيشة) في السعودية والإمارات، لا شك في أن لكل مجتمع خصائصه، ولكن أنا لديّ القدرة على الاندماج في المجتمعات بكل سهولة، فترة الحجر التي بدأت في فبراير كنت خلالها في السعودية وقد استمتعت في تلك الفترة بالإقامة في جدة، ولكن ما إن عادت الحياة لطبيعتها، حتى قمت بزيارة الإمارات، أولاً لأنني كنت مشتاقة لرؤية أهلي بعد شهور من الانقطاع، كما أنني كنت متلهفة على ديناميكية الحياة وأسلوب العمل في مدينة دبي.

تعلم واكتشاف

كزوجة وأم، ما الدروس التي تعتقدين أنك تعلمتها في فترة الحجر، ربما كنت تعرفينها سابقاً ولكنها كبرت في عينك أثناء فترة جلوسك في البيت؟

فترة الحجر علمتني دروساً كثيرة، حيث إنه لم يكن لديّ الوقت الكافي سابقاً لأقضيه مع عائلتي المكونة من زوجي وابني، لكثرة أسفاري بحكم طبيعة عملي، ولكن في فترة الحجر قضيت وقتاً أكبر معهما، وبالتالي أصبحت أفهم زوجي أكثر، وكأنني أعدت اكتشافه من جديد، واكتشاف البيت وفهم الطفل الصغير الذي يكبر كل يوم، فكل شيء تقريباً في فترة كورونا أعدت اكتشافه، كما أنني اكتشفت قدرات ومواهب كامنة عندي لم أكن مهتمة بها قبل ذلك، مثل الطبخ والحياكة والخياطة التي أحبها كثيراً، هي كانت موجودة عندي في صغري ولكنني لم أقم بتنميتها، وأي شيء كان يعطل في البيت كنت أحاول إصلاحه، كنت أريد تمضية الوقت بأي شكل. المهم أيضاً أن بعض الأزواج كانوا منزعجين من فكرة الحجر، لأنها جعلتهم بعيدين عن المساحة المريحة بهم، خاصة أولئك الذي يعملون والذين اعتادوا البقاء لساعات بعيدين عن العائلة، وأعتقد أن هذه الفترة كانت اختباراً حقيقياً لمدى تقبلي لزوجي ومدى تقبل زوجي لي، كما أنها فترة مثمرة جداً لمن هم مثلي كثيري التنقل والسفر.

هل اكتشفت شيئاً جديداً في زوجك لم تكوني تعرفينه من قبل؟

اكتشف أن زوجي شاطر جداً في الـCalligraphy والخط العربي، وشكّل لي هذا الاكتشاف صدمة العمر، خاصة أنه كان في فترات السماح بالخروج من المنزل، يقصد المكتبة ويشتري الألوان والأدوات الخاصة بالتخطيط اليدوي، وكنت أتساءل بيني وبين نفسي (منذ متى وهو يهتم بهذه الأمور؟) ولكنني اكتشفت أنه موهوب وشاطر حتى في تصميم بعض الأشياء، كأن يصنع خيلاً خشبياً ويقوم بتلوينه، وهذه المواهب لم أكن أعرف أن زوجي يمتلكها، وفاجأني بأن المستوى الإبداعي عنده مرتفع، فأنتج قطعاً فنية رائعة في فترة الحجر.

نبارك لك إطلاق ماركة المكياج الخاصة بك، كثيرون قالوا إن هذه الفكرة ربما كانت وليدة فترة الحجر، ولكنني أعرف أنك كنت تفكرين منذ فترة في إنتاج هذا الخط، فمتى قررت ذلك ولماذا اخترت المكياج تحديداً؟

فكرة Bex Beauty كانت تراودني منذ عدة سنوات، وأتتني الفكرة من خلال تعاملي مع أصناف مختلفة من المكياج مع خبيرات التجميل، وكانت تأتيني استفسارات كثيرة من الجمهور الذين يطلبون معرفة ما الذي أضعه من مواد، ليقوموا بفعل ذلك، والسبب أن لون بشرتي قريب من لون بشراتهم، فبالتالي احتياجاتهم تتشابه مع احتياجاتي، وأعتقد أنني أمثل فتيات الجزيرة العربية وفي عمر قريب من أعمار الفتيات والشابات، وعندما وصلتني هذه الاستفسارات، قلت لنفسي (لماذا لا أقدم هذا الشيء؟ وأراعي النواقص الموجودة في السوق، وبالتالي ألبي احتياجاتي واحتياجات الفتيات). ودعوني أكشف للمرة الأولى عن أننا أجرينا دراسة متعمقة جداً من دون أن تعرف الفتيات المشاركات في الدراسة أنها لصالح Bex Beauty، فقمنا بدراسات عشوائية تتلخص في توجيه أسئلة محددة مثل: (ما الذي تريده الفتاة في علبة المكياج؟)، (ما احتياجاتكن ومتطلباتكن؟)، (ما الأشياء التي لو وفرناها لكن ستسعدكن؟)، وبناء على نتائج الدراسات قررنا أن نطلق الـ Foundation كأول منتج متبوعاً ببقية المنتجات، أما لماذا فكرت في المكياج ولم أختر مجالاً آخر كالموضة أو غيرها؟ بصراحة كل هذه المجالات واردة، ولكن الـMake Up كان أقرب لي، ولا تستغربوا إن قررت في العام المقبل أو الذي يليه أن أطلق Fashion Brand، أو ما شابه، لأن هناك فئة من الناس تحب الشخص المشهور وتحب أن تقلده أو أن ترتدي كما يلبس، وأنا أدرك أن هناك شريحة تحب أن تفعل مثلي.

سيدة أعمال

هل الفنانة قادرة على أن تكون سيدة أعمال في نفس الوقت؟

نحن النساء خلقنا الله متعددات القدرات والمواهب، وهذا الأمر أنا أردده في كل المحاضرات والندوات التي أشارك فيها، وهذه الخاصية ربما لا يملكها الرجال بشكل كبير، وهذا ليس تقصيراً في حق الرجال، ولكن المرأة تستطيع أن تكون ربة بيت وموظفة وزوجة في نفس الوقت، الأمر نفسه ينطبق على الفنانة بإمكانها أن تكون زوجة وأماً ولديها عملها الخاص وأيضاً تعمل في المجال الموهوبة فيه، ونجاحي رسالة لكل واحدة مترددة في أنها قادرة وتستطيع.

معظم أغانيك موجهة لفئة الشباب، هل تتعمدين ذلك كنوع من الاستثمار في الجيل الجديد، أم أنه فعلاً يعبر عن ذوقك ومزاجك في اختياراتك الموسيقية؟

كثيراً ما أسمع الناس يقولون لي إن أعمالي شبابية وإيقاعية، علماً بأن من يدقق في أعمالي سيجد الكثير من الأعمال الكلاسيكية المنفذة مع الأوركسترا السيمفونية، وهذا أمر صعب جداً على الكثير من الفنانين الشباب تقديمه من الناحية الإنتاجية، لأن الأمر مكلف جداً أن نعمل مع فرقة سيمفونية، ومع ذلك في كل ألبوم طرحته كانت هناك أغنيات كلاسيكية، وفي آخر ألبوماتي (أراهنكم) كانت هناك 6 أغنيات كلاسيكية من أصل 12 أغنية تضمها الألبوم، أما لماذا الأغاني الإيقاعية تكون أقرب للفئة التي تسمعني؟ فالجواب لأن هذه الأغاني تشبهني وتشبه شخصيتي، وظهوري في وسائل التواصل الاجتماعي وأسلوبي في هذا الظهور يشبه هذه الأغاني، وأنا لا أختار هذه الأعمال لأنها إيقاعية أو (تكسر الدنيا)، بل لأنها تشبهني وتشبه عفويتي كما أظهر من دون تصنع، فكل الأغاني الإيقاعية التي نجحت تشبهني إلى حد كبير وتشبه طريقتي وتفكيري وأسلوبي، وأعتقد أن هذا هو سبب نجاح ما أقدم، إضافة إلى أن أسلوب أغنياتي غير مستهلك كثيراً من الفنانات الخليجيات الموجودات على الساحة، كون أغلبهن يركزن على اللون الكلاسيكي وهذا ليس خطأ بل هو صحيح وصحي، ولكن أيضاً التنوع صحي، لذا أنا أسير في خط آخر يشبهني.

ما الأغنية الأقرب إلى قلبك؟

كل الأغاني قريبة مني، ولكنني أختار أغنية (هوى) لأنها بداية الشهرة والنجومية.

إحساس الأمومة

ابنك تركي صار عمره عامين ونصف العام تقريباً، ما الذي غيرته فيك هذه الفترة من الأمومة؟ وما الذي تعلمته منه؟

موضوع الأمومة حساس عند كل أم، ولو سألت نفس الأسئلة لمجموعة من الأمهات ستجدين أن الإجابات تتشابه بشكل كبير، تركي اختبر صبري اختباراً كبيراً، خاصة في فترة الولادة والسهر والتعارف بيننا، كانت فترة اختبار الصبر الحقيقية بالنسبة لي، ولكن أعتقد أن الله حبانا كأمهات بقدرة التحمل، واكتشفت أنني إنسانة صبورة وسأبقى لآخر يوم صبورة معه، واكتشفت أنني قوية، ولم أكن أعرف أنني أمتلك هذه القوة، إلا يوم الولادة وما بعد الولادة، وجعلني أعطي الناس أعذاراً، كما جعلني أنظر إلى الأطفال والأمهات نظرة مختلفة لم أكن أعرفها قبل ولادته، فدائماً ألتمس العذر للأم وأضعها في خانة وحدها، لأنني أعتقد أنها تتصرف بحكم الأمومة قبل أي شيء، سابقاً كنت عندما أرى طفلاً تائهاً، كنت أقول (مسكين). أما اليوم فأبكي معه إلى أن يجد أهله، لأنني أرى ابني في كل الأطفال الموجودين.

لمن تقرأ هذا الحوار تحلم بأن تكون فنانة مثلك أو سيدة أعمال، ما نصيحتك لها؟

عليك أن تكتشفي مكامن القوة والضعف فيك، فالأولى هي التي تصقل الموهبة أو المهنة لتستطيعي إكمال الطريق وتحقيق الحلم المستهدف، أما مكامن الضعف فيجب أن تتغلبي عليها، وهناك قاعدة أساسية ما دمت في الـComfort Zone لن تبدعي، ستكونين جيدة ضمن مواصفات الأمان المحيطة بك، ولكن عندما تخرجين خارج الصندوق فبداية المعاناة ستجعلك تحققين الحلم بطريقة أقوى.

ما الذي يعنيه لك الاحتفال باليوم الوطني الـ49 لدولة الإمارات العربية المتحدة؟

هو يوم مميز ليس لدى الإماراتيين فقط، بل في كل قلوب الناس جميعاً، وخاصة المقيمين على أرض الدولة، فالفرق بين الإمارات وبقية الدول، أن قيمة الإنسان فيها عالية جداً، تكاد تقدر بالذهب بل أغلى، كما أن الاحترام المتبادل بين جميع الجنسيات في الإمارات قل نظيره، ويكاد يكون معدوماً في عدد كبير من الدول العالمية التي زرناها وشاهدنا الفرق بيننا وبينهم، وشيوخنا أطال الله في أعمارهم يهتمون بقيمة الإنسان وبناء الإنسان قبل البنيان وقبل المعمار الذي نتمتع به بفضل الله في الإمارات، لهذا نشعر بأن كل أيامنا هي يوم وطني، وجميعنا نشعر بالمسؤولية الوطنية علينا وليس فقط في اليوم الوطني، ولكن هذا اليوم تحديداً هو يوم تجديد الولاء والانتماء عند كل إماراتي ومقيم على أرض الدولة، وكل عام والإمارات بألف خير.

ما الذي ينتظره جمهورك منك في عام 2021؟

في العام الجديد أكون قد أكملت عشرة سنوات في الفن، ولا أعرف كيف مرت بسرعة، فقررت أن أكافئ جمهوري بألبوم جديد، خاصة أنني عشت في راحة فنية بسبب ولادة ابني تركي والاعتناء به، ولكن عندما قررت الانطلاق مجدداً، بدأت فترة الحجر الصحي ولم يكن لديّ ستوديو، واستطعت بمساعدة زوجي سلطان تركيب ستوديو صغير في غرفة نومي، سجلت فيه مجموعة أغنيات، ومن هذا المنطلق سأطرح ألبوماً جديداً في عام 2021، لكن ليس دفعة واحدة بل كل شهر أغنية حتى تأخذ حقها في الاستماع والمتابعة والاهتمام بين الناس، كما لدي مجموعة من الرسائل الاجتماعية والإنسانية التي ستتضمنها أغنياتي المصورة وهي مشروعي الأساسي.

إلى الأعلى