وصية جورجيو أرماني تقلب الموازين.. مستقبل جديد لدار الأناقة الإيطالية

متابعة بتجــرد: أثار الكشف عن وصية مصمم الأزياء العالمي جورجيو أرماني، الذي رحل مطلع سبتمبر الجاري، جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والموضوية، بعد أن تضمنت خطة مفصلة لبيع حصص تدريجية من مجموعته أو إدراجها في البورصة، في خطوة غير مسبوقة بالنسبة لدار لطالما ارتبط اسمها بالهوية الإيطالية والاستقلالية.
تفاصيل خطة البيع
كُتبت الوصية بخط يد أرماني في أبريل 2025، وجاء فيها:
- بيع 15% من الشركة خلال 18 شهراً.
- بيع حصة إضافية تتراوح بين 30% و54.9% خلال 3 إلى 5 سنوات لنفس المشتري.
وفي حال فشل البيع، نصت الوصية على خيار إدراج المجموعة في البورصة الإيطالية أو سوق عالمية مماثلة.
المشترون المفضلون
حدد أرماني ثلاثة أسماء كبرى كمشترين محتملين:
- مجموعة LVMH الفرنسية تحت قيادة برنار أرنو.
- شركة L’Oréal الشريك التاريخي في إنتاج العطور.
- مجموعة EssilorLuxottica الرائدة في صناعة النظارات والموزعة الرسمية لنظارات أرماني.
المفاجأة أن أرماني، الذي رفض طوال حياته بيع شركته أو إدراجها في البورصة، بدا وكأنه أدرك أن الحفاظ على الاستقلالية بعد رحيله قد يكون مستحيلاً وسط التحديات المتزايدة في صناعة الموضة.
هيكلة الإدارة الجديدة
أوضحت الوصية تقسيم حقوق التصويت كالآتي:
- 30% لمؤسسة جورجيو أرماني (تأسست عام 2016).
- 40% لشريكه بانتاليو ديل أورشو، مدير تصميم الأزياء الرجالية.
ويشارك في مجلس إدارة المؤسسة ديل أورشو إلى جانب:
- إيرفينغ بيلوتي (شريك في روتشيلد).
- أندريا كاميرانا (ابن أخت أرماني).
- أعضاء آخرين من خارج العائلة.
الورثة
لم يكن لأرماني أبناء، فجاءت وراثته موزعة بين شقيقته روزانا، ابنتي شقيقتيه سيلفانا وروبرتا، وابن أخته أندريا كاميرانا، إضافة إلى شريكه ديل أورشو الذي وصف بـ”اليد اليمنى” للمصمم الراحل.
التحديات والقيمة السوقية
بلغت إيرادات مجموعة أرماني عام 2024 حوالي 2.3 – 2.4 مليار يورو، مع تراجع الأرباح بسبب ركود قطاع الرفاهية وتغير أذواق الشباب. وتقدّر قيمة العلامة التجارية ما بين 5 و7 مليارات يورو. ويرى محللون أن LVMH هي المرشح الأقوى للاستحواذ لقدرتها على الاستثمار طويل الأمد، بينما أبدت EssilorLuxottica اهتماماً رسمياً بالصفقة.
سيرة ومسيرة “الملك جورجيو”
وُلد جورجيو أرماني عام 1934 في بياتشنزا شمال إيطاليا، وبدأ بدراسة الطب قبل أن يتركه ليلتحق بالجيش، ثم اكتشف شغفه بالموضة من خلال العمل في متجر La Rinascente. عام 1975 أسس علامته التجارية بتمويل شخصي بعد بيع سيارته، ليُعرف لاحقاً بـ”الملك جورجيو”.
على مدار عقود، نجح في بناء إمبراطورية ضمت “Armani Privé”، “Emporio Armani”، “Armani Exchange”، إلى جانب فنادق ومطاعم وعطور، مثبتاً مكانته كرمز عالمي للأناقة الإيطالية.
ورغم وضوح الخطة في وصيته، يبقى السؤال: هل ستبقى أرماني داراً إيطالية الهوية، أم ستذوب تدريجياً داخل إحدى الإمبراطوريات الفرنسية العملاقة؟