بتجرد

نوال الزغبي تطلق “وقت الشدة”.. وجع الخذلان في ألبوم “يا مشاعر”

متابعة بتجــرد: أفرجت النجمة الذهبية نوال الزغبي عن أغنيتها الجديدة “وقت الشدة”، رابع إصدارات ألبومها المنتظر “يا مشاعر”، مطلقة بذلك واحدة من أكثر أغنياتها صدقًا وعمقًا، سواء من حيث الكلمة أو الأداء أو الرؤية البصرية.

الأغنية من كلمات هناء الشيخ علي، ألحان أحمد بركات، توزيع وميكس وماسترينغ عمر صبّاغ، والكليب من إخراج رامي نبها الذي قدّم معالجة درامية مؤثرة تعكس الحالة الشعورية المكثفة للنص.

تعالج نوال في “وقت الشدة” موضوعًا إنسانيًا عابرًا للزمن، يلامس مشاعر كثيرين ممن ذاقوا مرارة الغدر بعد العِشرة، والخيانة بعد الإخلاص. في كل مقطع، تتصاعد حالة الوجع الداخلي لتعبّر عن لحظة الانكشاف الكبرى: حين يغيب من اعتقدنا أنهم الأقرب، تمامًا في الوقت الذي نكون فيه بأمسّ الحاجة إليهم.

تغنّي نوال من قلب التجربة: “وقت الشدة ما شفناهم… نِسيونا نحنا القوّيناهم”، مُجسّدة بصوتها المليء بالألم قصصًا واقعية، مألوفة، لكنها قلّما تُقال بهذا الوضوح وهذه الجرأة. فالأغنية ليست فقط عن الخيانة، بل عن صدمة من ظننا أنهم أهل الثقة، عن الجراح التي تتركها الخيبات الكبيرة في أرواحنا الطيّبة.

الكلمات مكتوبة بلغة بسيطة ولكن مشحونة بالعاطفة، ما جعلها قريبة من الناس بشكل مباشر، تُصيب القلب بلا استئذان. أما اللحن، فجاء بانسيابية حزينة تليق بجوّ النص، ورافقه توزيع موسيقي دقيق ومتوازن.

في هذا السياق، يبرز اسم الموزّع الموسيقي عمر صبّاغ كعنصر أساسي في نجاح الأغنية، إذ استطاع أن ينسج توزيعًا يواكب النص ويعزّز الحالة الشعورية العميقة التي تحملها الكلمات. بخبرته الطويلة وحسّه الفني الرفيع، قدّم عمر توزيعًا يمزج بين البساطة والعمق، دون أن يُغرق الأغنية في التعقيد أو يطغى على صوت نوال. من خلال لمسات موسيقية معاصرة وذكية، حافظ على هوية الأغنية الوجدانية، وترك للمشاعر المساحة الكاملة لتصل إلى المستمع بأقصى درجات الصدق.

أما الكليب، فاختار له رامي نبها نهجًا بصريًا دقيقًا، ابتعد فيه عن الاستعراض وركّز على إيصال المشاعر، فظهرت نوال بأداء تعبيري داخلي قوي، يلامس كل من عاش تجربة مشابهة. المشاهد تنقّلت بين لقطات رمزية للوحدة، الانكسار، والصدمة، مع لمسات إخراجية تدعم النص من دون أن تطغى عليه.

وتُعد “وقت الشدة” من أبرز الأغاني في ألبوم “يا مشاعر” حتى الآن، من حيث المضمون والطرح، إذ تُكمل بها نوال خطّها الفني القائم على نضوج الاختيار، وتمسّكها بتقديم أغنيات تعيش، وليس فقط تواكب الترند.

هي رسالة موجّهة لكل من تَنكّر لعِشرة، وكل من خذل من أحبّه بصدق. وهي أيضًا اعتراف شجاع من نوال بأن الطيبة ليست ضعفًا، لكنها قد تكون عبئًا على من لا يعرف قيمتها.

ومع نجاح “يا مشاعر”، وصدور “وقت الشدة”، يتأكد مرّة جديدة أن نوال الزغبي في أوج نضجها الفني، وأنها ما زالت قادرة على ملامسة وجدان الجمهور، بالكلمة، بالصوت، وبالصدق وحده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى