متابعة بتجــرد: أشعلت الفنانة المغربية أسماء لزرق منصات التواصل الاجتماعي بتدوينة نشرتها عبر حسابها على “إنستغرام”، أعلنت فيها منعها من المشاركة في إحياء ذكرى رحيل الفنانة التونسية ذكرى محمد بقرار من وزارة الثقافة في تونس.
التدوينة تحولت إلى مرجع للعديد من الحسابات والصفحات المغربية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وغيرهما، وركز المدونون على كلمة “أجنبية”، التي وصفت بها الفنانة المغربية أسماء لزرق، في حين أن المعروف والمعمول به أنه لا يتم توظيف كلمة أجنبي في توصيف فنان عربي يشارك في تظاهرة فنية تقام في دولة عربية أخرى.
وعملت الفنانة أسماء لزرق على نشر صورة للرسالة الموقعة من طرف مديرة الموسيقى والرقص بالنيابة في وزارة الثقافة التونسية، إضافة إلى منشور ضمنته تساؤلا قالت فيه “ما رأي وزارة الثقافة والنقابات الفنية في المغرب؟”، وأضافت “وزارة الثقافة التونسية تمنعني من الغناء في حفل ذكرى بدعوى أنني أجنبية”.
وفي تعليقها على صورة الرسالة والمنشور، قالت أسماء لزرق “اعتذر من الجمهور التونسي والجالية المغربية والعربية بتونس عن عدم مشاركتي في هذا الحفل لظروف خارج عن إرادتي! وبقرار من وزارة الثقافة التونسية بمنعي من المشاركة بحفل تكريم الراحلة ذكرى والسبب كوني مغربية أجنبية”.
بعض المدونين المغاربة، أكدوا أن من ثاروا بسبب هذا الموضوع وحرصوا على تأويله أكثر من اللازم ينطبق عليهم القول المصري “عايزين جنازة ويشبعوا فيها لطم”، في المقابل ركزت تدوينات أخرى على مصطلح “الأجنبية” الذي وصفت به فنانة مغربية كانت ستشارك في حفل فني في دولة عربية أخرى هي تونس، ووضعوا بعض بهارات السياسة على الوجبة الرقمية التي تحولت إلى وليمة دسمة كثرت الأيدي الممتدة لتناول ما تيسر منها.
تساؤل لزرق حول رأي النقابات الفنية في المغرب، كان الرد عليه سريعا من طرف “النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية، حين نشر رئيسها توفيق عمور تدوينة عبارة عن صورة لرسالة وجهها لنظيره وزميله ماهر الهمامي رئيس “النقابة التونسية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة” بخصوص الموضوع.
وحسب مضمون الرسالة، فقد طالبت “النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية”، وزارة الثقافة التونسية بالاعتذار للفنانة المغربية أسماء لزرق، كما عبرت عن استغرابها واستنكارها لقرار صادر عن وزارة الثقافة التونسية يقضي بتعليق مشاركة الفنانة المغربية أسماء لزرق في الحفل المذكور، المزمع تنظيمه في المسرح البلدي بتونس العاصمة يوم 6 حزيران/ يونيو الجاري.
وأوضح توفيق عمور في رسالته إلى ماهر الهمامي، أن قرار تعليق مشاركة الفنانة المغربية أسماء لزرق جاء بناء على قرار تضمنته مراسلة رسمية موجهة من وزارة الثقافة التونسية إلى الجهة المنظمة للحفل، اعتبرت فيه الفنانة المغربية “أجنبية”.
وبعد أن استغرب موقف وزارة الثقافة التونسية، قال توفيق عمور في رسالة نقابته المغربية إلى نظيرتها التونسية، إن العرب لا يطلقون عادة مصطلح “الأجنبي” إلا على غير العرب، بينما الفنانة لزرق هي فنانة من دولة مغاربية جارة تجمعها مع تونس العروبة والدين والتاريخ والجغرافيا والحضارة.
وبالنسبة للجانب التقني والقانوني، أفادت النقابة المغربية بأن الإجراءات التي تضمنها كراس شروط ممارسة المهنة، والتي تم على أساسها تعليق مشاركة الفنانة أسماء لزرق، كان من الأجدى أن يتم فرضها على الجهة المنظمة للحفل دون المساس بالفنانة الضيفة.
وإضافة إلى مطلب الاعتذار، ضمّن النقيب الفني توفيق عمور رسالته مطالبة وزارة الثقافة التونسية العمل على ردّ الاعتبار للفنانة المغربية أسماء لزرق، والتواصل مع الجهات المعنية من أجل الحيلولة دون وقوع مثل هذه المواقف التي تسيء للفنانين والمبدعين.
واسترجع عمور بعض محطات التواصل الفني بين الفنانين المغاربة والتونسيين، حين قال في رسالته موجها خطابه للنقيب الفني الهمامي “إخوانكم من الفنانين التونسيين القادمين للمغرب تتم دائما معاملتهم على أحسن وجه باعتبارهم إخوة لنا في بلادهم وليسوا أجانب، وقد عشتم أخي وزميلي هذه التجربة أنتم وفرقتكم الموسيقية حينما أحييتم حفلا موسيقيا مالوفيا بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط قبل حوالي ثلاث سنوات، والذي حضرناه كنقابة فنية لمؤازرتكم وتشجيعكم والترحيب بكم بين ظهرانينا”.
ولم تمر سوى ساعات قليلة على نشر نص الرسالة، حتى أكد توفيق عمور رئيس “النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية”، أنه تلقى اتصالا من نظيره التونسي الهمامي، لم يكشف عن فحواه، في مقابل كشف عما تضمنته الرسالة الصوتية التي تلقاها من الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق.
وأكد عمور “توصلتُ قبل قليل برسالة صوتية من طرف صديقي وأخي الفنان التونسي والعربي لطفي بوشناق، يؤكد لي حسب تصوره ونظرته للأشياء عدم تعمد إقصاء الفنانة المغربية، وبأن الأمر كان نتيجة مساطر وإجراءات لم يتم استيفاؤها من قبل الجهة المنظمة”.
موقف آخر من “نادي الفنانين” في المغرب، انضم إلى جملة المتضامنين مع أسماء لزرق، وقال في بيان مقتضب له نشرته الفنانة المعنية بالأمر على حسابها بإنستغرام، إنه “يستغرب هذا الموقف غير المبرر، والذي ينطوي على إقصاء واضح لا يستند على أسس موضوعية”، ويقصد “رفض” وزارة الثقافة التونسية مشاركة الفنانة المغربية واعتبارها أجنبية.
وأعلن نادي الفنانين، تضامنه اللامشروط مع الفنانة أسماء لزرق، داعيا إلى “سن قانون ينظم توافد الفنانين الأجانب على المغرب من باب المعاملة بالمثل”.