نقلنا لكم – بتجــرد: خاض المنافسة الرمضانية لعام 2024 بمسلسله الجديد “نقطة انتهى” الذي حقق نجاحاً باهراً ونِسب مشاهدة عالية، لكن المسلسل أثار جدلاً كبيراً، وتعرّض لانتقادات بسبب شخصية “فارس” التي قدّمها فيه، وكذلك أجواء التصوير القريبة من مسلسله السابق “النار بالنار”. النجم السوري عابد فهد تحدث في حوار مع مجلة “لها” عن مسلسل “نقطة انتهى” والانتقادات التي طاولته، والمقارنة مع كريم عبد العزيز بسبب مسلسل “الحشّاشين”، وكشف عن رأيه في بعض النجوم ومَن الأقرب إليه. إلى نصّ الحوار..
– ما الذي شجّعك لتقديم بطولة مسلسل “نقطة انتهى”؟
هناك أشخاص في الحياة يواجهون الحقيقة وآخرون يختبئون منها، وذلك يورّطهم في الكذب وعدم الاعتراف بالحقيقة، وهو ما حدث لـ”فارس” الذي قدّمت شخصيته في مسلسل “نقطة انتهى”، فهو ليس إنساناً شرّيراً كما يعتقد البعض، بل تورّط في عالم الجريمة مع أشخاص يعتمل الشر بداخلهم، وهذا ما استفزّني لتقديم المسلسل، بالإضافة الى وجود شركة إنتاج ضخمة مثل “الصبّاح”، والفنانين المميزين المشاركين معي في المسلسل.
– لكن البعض يرى أن شخصية “فارس” فيها نوع من الشر، ما ردّك؟
شخصية “فارس” في المسلسل تتّسم بالطيبة والاحترام، فهو درس الطب والصيدلة وكان يعيش حياة آمنة ومستقرة، لكنّ خطأً ما يرتكبه شخص كان يريد سرقة الصيدلية التي كان يعمل فيها يؤدي الى ارتكاب جريمة قتل، ويكتشف “فارس” أن الشخص الذي قُتل هو شقيق زوجته فيخفي السرّ ومعالم الجريمة، ليتورّط بعدها مع العصابة التي قتلت شقيق زوجته، ويصبح أداة سهلة في يد هذه العصابة لتنفيذ أوامرهم ومآربهم الشخصية.
– المسلسل تعرّض لانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنه يشبه الى حد ما مسلسلك “النار بالنار” الذي قدّمته في موسم رمضان الماضي… ما رأيك؟
لقد سمعت بعض الانتقادات والآراء من الجمهور والمقرّبين منّي بأنه كان الأفضل تغيير أماكن تصوير مسلسل “نقطة انتهى” حتى لا تكون مشابهة لمواقع تصوير مسلسل “النار بالنار” الذي قدّمته في موسم رمضان الماضي، وهذه الآراء تخص المشاهدين ومتابعي المسلسل ولا دخل لي بها.
– أثار مسلسل “الحشاشين” للنجم كريم عبدالعزيز في مصر والوطن العربي جدلاً كبيراً، وربط الكثيرون بينه وبينك في “سمرقند”، ما تعليقك؟
الجمهور هو مَن يحكم على هذا الأمر، ومن حقه أن يتابع مسلسل “الحشّاشين” باللهجة العامية وليس بالعربية الفصحى. لقد قدّمت شخصية “حسن الصبّاح” مرتين من قبل، الأولى في مسلسل “سمرقند” والثانية في مسلسل “أوركيدا”، وهي المرة الأولى في تاريخ الدراما العربية التي يقدّم فيها ممثل الشخصية نفسها مرتين، لكن بأسلوب مختلف في كل عمل، ففي مسلسل “سمرقند” تعاونت مع المخرج إياد الخزوز، وبمسلسل “أوركيدا” تعاونت مع المخرج الراحل حاتم علي.
– من المعروف أن المسلسلات التاريخية تُقدّم باللغة العربية الفصحى، لكن “الحشّاشين” قُدّم بالعامية، فما رأيك؟
المسلسلات التاريخية يجب أن تُقدّم باللغة العربية الفصحى، وهي لها موسيقاها الخاصة وتأثيرها في المشاهد، وتمثّل تاريخنا وشعراءنا وأدباءنا، لكن هذا لا يعني أن أداء النجم كريم عبدالعزيز لشخصية “حسن الصبّاح” في مسلسل “الحشاشين” لم يكن جيداً، بل على العكس كان أداؤه للدور مميزاً، وقد قرّر مع مخرج المسلسل بيتر ميمي أن يقدّمه باللهجة العامية، وربما لا تكون اللهجة مناسبة أو منسجمة مع القصة والصورة، لكن لا داعي للمقارنة مع كريم عبدالعزيز وبيتر ميمي، فلكل منهما تاريخ مهم في السينما المصرية والدراما أيضاً وأتمنى لهما المزيد من النجاح.
– هل صحيح أنك رفضت المشاركة في بطولة مسلسل تركي معرّب؟
نعم، لأن لي شروطي لتقديم هذه النوعية من الأعمال الفنية، وأهمها أن يكون تعريب المسلسل حقيقياً ويشبه بيئتنا الخاصة، وليس مجرد تقليد للمسلسلات التركية من حيث الشكل والأداء، لأنه حين نغوص في دراما هذه المسلسلات يجب أن تكون قريبة من مجتمعنا العربي؛ حتى وإن تقاربت قصص حياتنا في الوطن العربي، خاصة تركيا بعد احتلالها لسوريا 400 عام.
– يعني، هل توافق على هذه الأعمال الدرامية إذا توافرت فيها هذه الشروط؟
حين أختار مسلسلاً تلفزيونياً من هذه النوعية، يجب أن يكون معرّباً وله هوية سورية وعربية كاملة وليس تقليداً للمسلسل التركي. أنا أرفض تقليد الأعمال التركية لأن لا إبداع في التقليد، لكن هناك مسلسل تلفزيوني مؤلّف من 90 حلقة ويضم فريق عمل يتولّى تعريبه بشكل جيد ليكون تابعاً لمحطة “إم بي سي”، وهو مستوحى من هذه الفكرة لكن بصورة قريبة من بيئتنا ومشروعنا الفني.
– هل انزعجتْ النجمة السورية كندة علوش من تصريحاتك الأخيرة بأنها مظلومة فنياً بوجودها في مصر؟
لا أعتقد ذلك أبداً، فأنا قلت هذا الكلام من دافع حبّي لكندة وتقديري لموهبتها، وأتمنى لها كل الخير، وقصدت أنها تستحق الظهور بنجومية أكبر.
– صرّحت أيضاً بأن النجم السوري مكسيم خليل هو الأقرب إليك، ما السبب؟
هناك نجوم سوريون مميزون بالنسبة إليّ، مثل باسل خياط وباسم ياخور وتيم حسن الذي يسعى دائماً الى تقديم أعمال فنية تحمل قيمة كبيرة، وفيها تطور وتجديد؛ وكذلك قصي خولي، لكن مكسيم خليل هو الصديق الصدوق الذي يقف بجانبي في الأزمات والمِحن، ويسأل عني كل يوم. باختصار، هو إنسان مُحب وذو أخلاق عالية وصاحب مسؤولية، ولذلك قلت إنه الأقرب إليّ.
– هل تزعجك تعليقات روّاد منصات السوشيال ميديا أحياناً، وكيف تتعامل معها؟
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً من حياتنا كفنانين، لكن التعليقات التي تصلني عبرها لا تزعجني أبداً ولا أعيرها اهتماماً، وأعتقد أنني أقل النجوم الذين يتعرّضون للانتقادات من خلالها، والفضل في ذلك يعود الى محبة الجمهور الكبيرة لي.
– في ظل انتشار مسلسلات الـ15 حلقة عبر المنصات الرقمية المختلفة، كيف ترى مصير دراما الـ30 حلقة؟
لا بد من تقديم مسلسلات تلفزيونية مؤلفة من 30 حلقة في شهر رمضان تحديداً، لأن النجاح في هذا الشهر يكون له طعم مختلف ومميز عن أي وقت آخر، لكن عرض مسلسلات الـ10 أو الـ15 حلقة على منصات رقمية مختلفة في أوقات أخرى، يعطي فرصاً جيدة للكثير من الممثلين للاستمرار وكسب دخل مادي ليعيشوا بكرامة، لهذا السبب نحتاج الى مثل هذه النوعية من المسلسلات القصيرة، رغم أن بينها ما ينجح وأخرى لا تحقق الانتشار المطلوب.
– هل تابعت مسلسلات في شهر رمضان وأعجبتك؟
تابعت بعض المسلسلات، ومن الدراما المصرية شاهدت مسلسل “العتاولة” للنجم أحمد السقا والذي قدّم فيه دوراً مميزاً، ومسلسل “عتبات البهجة” للنجم الكبير يحيى الفخراني، فهو من جيل الزمن الجميل وأتمنى ألاّ يغيب عن الشاشة أبداً، ومن الأعمال الدرامية العربية تابعت مسلسلات “تاج” و”نظرة حب” و”مال القبان”، والأخير عمل درامي مميز حقيقةً، وكذلك مسلسل “ولاد بديعة” الذي يدور في إطار من الأكشن والحركة، للكاتبين علي وجيه ويامن الحجلي.
– هل فكرت في اعتزال الفن؟
رغم النجاح الذي أحققه في أعمالي الفنية كل عام، تراودني أحياناً فكرة الاعتزال، لكن شغفي الكبير بمهنة الفن بات هوساً أو مرضاً ليس له دواء ويحتاج الى علاج.
– ما رأي زوجتك وابنيك في مسلسل “نقطة انتهى”؟
تفاوتت آراء أفراد عائلتي في المسلسل ودوري فيه، فمنهم مَن أبدى إعجابه بالعمل ومنهم مَن انتقد بعض الأمور، فمن الصعب أن يكون هناك وجهة نظر واحدة، لكن بالطبع أكون سعيداً للغاية حين يصفّق لي ابناي على تميّزي في تقديم مشهد في المسلسل.
– ما سرّ نجاح الزواج في رأيك؟
السر يكمن في أساس التربية الصالحة للإنسان، كيف تعلّم وتربّى، هل كانت رغباته مُشبعة في منزل ذويه؟ كل هذا يؤثر في استمرار العلاقة الزوجية لسنوات وتربية الأطفال أيضاً، والأهم وجود الثقة والحُبّ والتفاهم بين الطرفين، فحين تفقد العلاقة الزوجية الاحترام والحب يخفّ وهجها تدريجاً وتكون نهايتها الفشل.