رحلة بحث عن الذات في الزمن المطلق واللامكان في “حطام”

متابعة بتجــرد: تستعد قاعات السينما التونسية قريبا لاستقبال الفيلم القصير “حطام” للمخرج وسيم القربي بطولة الثنائي مهذب الرميلي ولبنى نعمان، في عمل يقدم رحلة بحث عن الذات انطلاقا من قصة زوجين يبحثان عن الانعزال عن العالم.
ويروي الفيلم الذي يدوم 20 دقيقة قصة زوجين يخوضان رحلة في الزمن المطلق وفي اللامكان، عبر باب بألف قفل يروي حميمية الحياة وخصوصيات من المجتمع.
و”حطام” هو فيلم عجائبي، يستعرض أطوار الدورة الطبيعية للحياة ويسبر أغوار العلاقات الأسرية عبر صورة المجتمع الذكوري وعلاقة الأب بالابن، وفيه ألوان من الطبيعة تصور الحياة بين البدايات والنهايات، في تجليات الإحتفاء والمأساة. وتكمن جمالية هذا الفيلم في العناصر المكونة للفانتازيا التي ابتدعها خيال المخرج لتكون شاعرية الصورة لغة سينمائية معبرة بضجيج الصمت.
و”حطام” هو فيلم صامت تُعبر فيه الصور والموسيقى عن فلسفة المعنى، وقد أنتج الموسيقى التصويرية للفيلم المبدع التونسي ربيع الزموري، وهي موسيقى تمتزج مع أصوات الطبيعة في الفيلم لِتخرج المشاهد من حقيقة المعنى وتحلق به في فضاءات تتحرر فيها الروح من قيود الحياة.
والعمل من بطولة الوجه المألوف في الدراما التلفزيونية التونسية مهذب الرميلي والفنانة لبنى نعمان، التي تخوض تجربتها السينمائية الثانية بعد تجاربها في المسرح مع عزالدين قنون ومشاركتها في مسرحية “ذاكرة قصيرة” للمخرج وحيد العجمي، ومسرحية “ليلة معومة” للمخرج جمال المداني، فضلًا عن تجربتها الغنائية مع الملحن مهدي شقرون.
;سبق وان تحصلت نعمان على جائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم “باستاردو”اخراج نجيب بلقاضي.
وأكدت بطلة الفيلم أن “قصة فيلم حطام تعبيرية رمزية، فهي ليست مرتبطة بزمن وليست محددة بمكان وليست مرتبطة بمجتمع إنما هي مرتبطة بإنسان وقصته مع الحياة، وكيف يتواصل داخل الطبيعة، ويتناسل ويمارس وظائفه البشرية في دورة الحياة”، وفق تعبيرها.
وتم تصوير “حطام” في صائفة 2022 في غابات “دار شيشو” الممتدة على مناطق من مدن الهوارية وقليبية وحمام الأغزاز الساحلية.
وشارك في كتابة سيناريو الفيلم الكاتب المغربي نور الدين وحيد، في حين صمم الفنان الليبي عماد السنوسي الهوني ديكور الفيلم الذي أخرجه وسيم القربي
ويقول مخرج الفيلم وسيم القربي في تصريحات لوسائل إعلام محلية عشية عرض الفيلم في القاعات إنّ “حطام” عبارة عن “رحلة في الحياة الإنسانية من خلال مسعى زوجين إلى البحث عن العزلة، وهذه الرحلة تتكرر بين الأجيال وهي عبارة عن دورة أو دوّامة يعيش فيها الإنسان على مر العصور”.
ورغم غياب النصّ المنطوق لا يخلو الفيلم من بعض الرمزيات والرسائل الخفية التي بعض الملامح عن طبيعة المجتمع التونسي وتناقضاته.
ويذكر أن القربي هو أستاذ مساعد للتعليم العالي بالمدرسة العليا للسمعي البصري والسينما بقمرت، ومؤلف لعدة كتابات في مجال السينما من بينها كتاب “هوية السينما التونسية: من ثوابت التأسيس إلى إبدالات الإمتداد”، وحائز على عدة جوائز تونسية وعربية ودولية في مجال السينما.