متابعة بتجــــــــرد: قال الفنان التونسي صابر الرباعي إنه أهدى حفله الأخير في ختام مهرجان الموسيقى العربية، الذي أقيم أخيراً على مسرح دار الأوبرا المصرية، للراحلة وردة التي اعتبرها بمثابة والدته، فهي ليست مجرد فنانة يعشقها ويهيم حباً بإحساسها وأغانيها الملهمة.
وكشف الرباعي في حوار مع صحيفة “الرؤية” عن تحضيره لألبوم غنائي جديد، يختار أغانيه بعناية شديدة، ليعود به إلى جمهوره بقوة، مبيناً أنه انتهى من تسجيل 4 أغانٍ من الألبوم، وقام بتلحين بعضها، معتبراً الألبوم الجديد مفاجأة حقيقية للجمهور، ولكنه لم يحدد موعداً لطرحه بعد.
ورداً على اتهامات البعض له بتقليد كاظم الساهر من خلال أغنية “جريدة الرجل الثاني”، أكد صابر الرباعي أن الساهر لديه بصمة كبيرة في غناء قصائد نزار القباني، معتبراً إياه صاحب مدرسة في الألحان والغناء، ولكن هناك نجوم كبار غنوا لنزار قبل الساهر، مشيراً إلى أن غناء كلمات نزار قباني حلم المطربين، لأنه شاعر كبير ومتميز.. وتالياً نص الحوار:
قدمت حفلاً استثنائياً في دار الأوبرا المصرية أخيراً، حدثنا عن كواليس هذا الحفل.
بالفعل كان الحفل استثنائياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فقد كانت سعادتي مضاعفة، للمشاركة في واحد من أهم مهرجانات الموسيقى بالعالم العربي، إلى جانب أن إدارة المهرجان أسندت إليّ منفرداً الحفل الختامي وتلك ثقة كبيرة.
وهذه ليست مشاركتي الأولى، وهو ما شجعني وبكل قوة أن أكرر تلك المشاركة للقاء الجمهور المصري الذي يتذوق الفن بكل جوارحه، ولكنني شعرت بالمسؤولية الكبيرة، كوني أقف على واحد من أهم المسارح العربية.. في دار الأوبرا المصرية.
لماذا أهديت الحفل لروح الفنانة الجزائرية الراحلة وردة؟
لم تكن السيدة الراحلة وردة مجرد فنانة أعشقها وأهيم حباً بإحساسها وأغانيها الملهمة، ولكنها كانت بمثابة والدة لي، فكنت بمجرد وصولي إلى مصر الحبيبة أتصل بها، وتكون زيارتي الأولى إلى منزلها الذي يحمل “روايح” الزمن الجميل، حيث كانت تعتبرني واحداً من أهلها، فكان أقل شيء أقدمه لها أن أهديها حفلي، وأن أغني مجموعة من أجمل أغانيها، لتكون فرصة لبعض الشباب الذين يحضرون الحفل، للتعرف إلى واحدة من قامات الزمن الجميل.
على الرغم من أزمة كورونا حمل حفلك شعار كامل العدد، ماذا يعني لك ذلك؟
يعني لي الكثير.. يعني أن الجمهور في حالة تعطش ولهفة لعودة الأحداث الفنية العامة كمهرجان الموسيقى العربية، الذي يعطي جرعة من الطرب والبهجة لنفوس الجمهور، خاصة عقب فترة من البقاء بالمنزل والعزل الذي تسبب فيه فيروس كورونا، وهذا أمر طبيعي لشعب يعشق الكلمة المغناة ويقدر الإحساس الصادق.
حققت أغنيتك “جريدة الرجل الثاني” نجاحاً كبيراً، رغم اختلاف لونها عما تقدمه، فما السبب؟
كنت متخوفاً كثيراً من تلك الأغنية لاختلافها عما أقدمه، فلم أعتد تقديم هذا اللون الكلاسيكي، ولكن وقعت في سحر كلماتها، التي كتبها العظيم نزار قباني، ولم أكن أتوقع كل هذا النجاح.
كما أن تصوير الكليب تسبب في هذا النجاح، والأغنية كانت فكرة الموسيقار طلال، فهو من اقترح عليّ الفكرة والكلمات، فأحببتها وتحمست لها خاصة، وأنني مقصر إلى حد ما في غناء القصائد، وهو الأمر الذي يعد نقلة مختلفة في تاريخي.
ولكن البعض اتهمك بتقليد كاظم الساهر؟
هذا شيء طبيعي أن يغار الجمهور على النجم الذي يحبه، وكاظم الساهر لديه بصمة كبيرة في أغاني نزار القباني، وأنا أعتبره صاحب مدرسة في الألحان والغناء، لكن هناك أيضاً نجوم كبار غنوا لنزار قبل الساهر، منهم عبدالحليم حافظ وأم كلثوم، وكل فنان يستأنس بكلمات نزار ويتمني أن يغنيها لأنه شاعر كبير ومتميز.
كثيرون من مطربي العالم العربي شاركوا نجوماً عالميين بأعمال فنية، ألم تفكر يوماً في ذلك؟
أنا فنان.. ومعروف عن الفنانين طمعهم الشديد وحبهم للوصول لما هو أكبر دائماً، ولكنني لم أفكر يوماً أو أسعى للوصول إلى العالمية، لأنني فنان عربي وأحب أن أحقق ذاتي وأصل لقلوب وعقول الجمهور العربي، ولكن إذا جاءت تلك الفرصة بشكل مميز لن أتردد في تحقيقها.
ساهمت في نشر الأغنية التونسية عربياً رغم صعوبتها، فكيف فعلت ذلك؟
الأغنية التونسية وتراثها تتضمن العديد من الكنوز التي وجب عليّ أن أزيح ما عليها من غبار، وأقدمها للجيل الحالي بطريقة معاصرة، وهو ما فعلته في أغنيتي «سيدى منصور» و«برشا برشا»، وحققت بهما نجاحاً باهراً، وقدمتهما في كثير من دول العالم
وكيف قضيت فترة الموجة الأولى من الجائحة؟
كنت أتعامل معها أنا وأسرتي بحذر كبير، حيث طبقنا بشكل كامل الإجراءات الاحترازية، خاصة في ظل الفقد المستمر للأقارب والأصحاب، فقد جعلتنا الأزمة نخاف أكثر من الاقتراب الجسدي من الناس، ونلتزم بالمعايير الصحية ونأخذ حذرنا، ولكن في الوقت نفسه علينا أن نتعايش مع هذا الوضع ونتأقلم لأن الوضع على ما يبدو سيطول.
ماذا عن خططك الغنائية المستقبلية؟
أحضر لتقديم ألبوم غنائي جديد، أختار أغانيه بعناية شديدة، لتكون عودة قوية للجمهور، فقد قمت بتسجيل 4 أغانٍ من الألبوم، بمشاركة عدد من الشعراء والملحنين، وقمت أيضاً بتلحين بعض الأغاني التي ستكون مفاجأة حقيقية للجمهور عند طرحها. ولكن لم نحدد بعد موعداً لإطلاق الألبوم، فقط ننتظر أن تهدأ وطأة كورونا، حتى تأخذ كل أغنية حقها.