متابعة بتجــــــــــرد: يدرك الفنان العراقي هُمام إبراهيم أين يسير غنائياً في الساحة الفنية، فالأغنيات التي قدمها والتي تنبع من الموسيقى المعجونة بالحزن، تعبر عن حالة شجن كبيرة، يُعرف بها الغناء العراقي، منذ وصلت أصوات مطربي العراق الأوائل إلى الجمهور العربي. وفي حوار مع مجلة “زهرة الخليج”، يؤشر هُمام الذي ذاع صيته عربياً بشكل كبير، بعد مشاركته في آخر نسخ برنامج (آراب أيدول)، إلى حال الأغنية العربية وموقف الجمهور منها، وإلى نص الحوار:
– كيف يعبر الفن عن الناس؟
-الفنان هو ضمير الناس، هو صوت بلده الذي يحمله أينما ارتحل. أنا كمطرب عراقي أسعى بكل جهدي كي أقدم أعمالاً تعبر عن ذائقة الناس وتلامس أوجاعهم وهمومهم وتطلعاتهم، وكون بلدي العراق مبتلى بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، عليّ أن أعبر عن وجع شعبي بالأغنيات التي تتحدث عنهم، سواء كانت وطنية أم رومانسية، وحتى الأغنية الرومانسية هي من الناس ولهم. مؤخراً قدمت أغنية للأطفال المصابين بالسرطان بعنوان (اتحدى) وهي من كلمات الشاعر غيث سعد وألحان علاء مهدي وتوزيع غصين. بهدف تسليط الضوء على شريحة الأطفال المصابين بالسرطان في رفع الطاقة الإيجابية لديهم ورعايتهم بلمسة إنسانية، لا بد أن يضعها الفنان على جبين هؤلاء الأطفال. وأيضاً شاركت في أوبريت (لا يا بيروت) تضامناً مع الشعب اللبناني وأهالي الشهداء والجرحى والمفقودين، الذين تضرروا جراء انفجار مرفأ بيروت، وكان الأوبريت الذي شاركني فيه مطربون عرب من مختلف الجنسيات، رسالة دعم للبنان وشعبه في وجه الأزمات المتتالية التي تعصف بالبلاد.
لغة التواصل
– كيف ترى حال الغناء في زمن الكورونا؟
فيروس “كوفيد 19” شل حركة الناس، وأثر في مختلف القطاعات وليس فقط قطاع الغناء، واجتهد الفنانون في تقديم أعمال تناسب الوضع الجديد، فالناس في حاجة إلى أن يفرحوا ويستمدوا الطاقة والأمل، ولغة التواصل بين الفنان وجمهوره مباشرة وحساسة وتأثيرها مباشر وفوري، ولذلك أنا أحضر حالياً لمجموعة من الأغنيات، أرجو أن أستطيع طرحها للجمهور قريباً.
– عندما تعود بالذاكرة إلى الوراء، ماذا تستذكر؟
يخطر ببالي فوراً بداياتي الفنية عندما كنت صغيراً، إذ بدأت بحفظ وتجويد القرآن الكريم، وعندما كبرت قليلاً، أخذني والدي إلى بيت المقام العراقي، وهو مكان عريق في العراق، كنت أتعلم به غناء المقامات العراقية، وهي طريقة غناء متوارثه لمقامات موسيقية معروفة فقط في العراق، تغنى بقواعد محددة بالأداء ويحكمها قانون غنائي، وأشهر من قدمها الكبيران ناظم الغزالي ومحمد القبنجي الذي يعتبر مؤسس المقام العراقي، ثم تعلمتُ العزف على آلة العود في معهد الدراسات الموسيقية بالعراق.
– أين ترى موقع الأغنية العراقية اليوم؟
الأغنية العراقية ما زالت مطلوبة ولها جمهورها، الذي يحب إيقاعها وموسيقاها وحالتها الخاصة، وهذا سبب تقديم معظم النجوم العرب للأغنية العراقية، وكلهم نجحوا بها، لأنهم يدركون أهميتها ومدى انتشارها.
تجارب فنية
– ما التجارب الموسيقية العراقية التي تعتقد أن الجمهور العربي خلدها؟
كثيرة هي التجارب، فكل المطربين العراقيين الذين مروا بتاريخ الفن العراقي كانت لهم بصماتهم، فحتى اليوم أغنيات ناظم الغزالي ومحمد القبنجي ورياض أحمد وداخل حسن وفؤاد سالم وحضيري بوعزيز وزهور حسين ومائدة نزهت، يعاد عرضها أو تقديمها بأصوات فنانين جدد، وأيضاً هناك مطربون كبار، ما زالوا يتمتعون بالصحة والعافية، موجودون على الساحة الفنية مثل ياس خضر وحسين نعمة ومحمود أنور وسعدون جابر وكاظم الساهر وماجد المهندس وحاتم العراقي وآخرين، وكل من غنى الغناء العراقي أسهم في وصوله للجمهور وتخليده.
– هل زمن الأغنية اليوم في يد الشباب؟
– ليست الأغنية فقط، الشباب هم عماد كل شيء في الحياة، والإيمان بالشباب هو إيمان بالمستقبل. وفنياً كل يوم تقريباً يحاول شاب مليء بالموهبة والطموح أن يقدم إبداعه للناس، باحثاً عن فرصة وحلم.