راشد الماجد: “تكعبلت” كثيرًا حتى نجحت والبعض يتهمني بالغرور

راشد الماجد: “تكعبلت” كثيرًا حتى نجحت والبعض يتهمني بالغرور

متابعة بتجــــــــــــرد: بين الفن والإبداع من جهة، والإنسانية والكرم والشهامة من جهة أخرى، يلمع اسم النجم راشد الماجد الذي استطاع منذ بدايته قبل 36 عاماً، أن يصبح أيقونة لأبناء جيله أولاً، ولبقية الأجيال التالية التي ترى فيه حالة خاصة ومختلفة يصعب الوصول إليها.

في ظهوره الفني يحقق الحدث، فهو الغائب عن الإطلالات الإعلامية ولا يظهر إلا لقول المفيد، حاله كحال حفلاته التي ترفع شعار (كامل العدد) قبل موعدها بأيام، إذ يختار ظهوره بدقة وحرفية شديدة.

إليكم هذا الحوار الذي أجرته معه مجلة “زهرة الخليج” وألقى فيه “الماجد” الضوء على حال الساحة الفنية، كما تحدّث عن مواضيع كان قد تنبأ بها مسبقاً.

تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني، ماذا يعني لك هذا اليوم كمواطن وفنان؟

هو يوم نؤكد فيه حبنا وامتنانا للوطن ولسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وللشعب السعودي. وبالتأكيد هذه المناسبة تعني الكثير لنا كسعوديين، إذ دائماً ما كنا نستثمرها بالاحتفال في جميع أرجاء الوطن، خاصة مع الانفتاح الجميل ورؤية 2030، فكان الاحتفال يعم السعودية والجاليات في مختلف أرجاء العالم، حتى إننا يمكن أن ندخل موسوعة غينيس بكم الاحتفالات التي تقام، لكن هذا العام مع جائحة كورونا، سنفتقد لقاء الناس ولكننا سنحتفي بقلوبنا وعقولنا، وجاهزون لنحتفي بالوطن وقادته بكل الطرق المتاحة.

جمهور رائع

غنيت في أكثر من مدينة ومنطقة، كيف ترى الجمهور السعودي والتزامه وانضباطه في الحفلات؟

إنه جمهور رائع أكثر مما تخيلت شخصياً أو تخيلنا جميعنا، كنا نلتقي بجمهورنا في الخليج وأوروبا، ولكن في السعودية فوجئنا كثيراً من هذا الحب والحضور والانضباط، صراحة أمر مذهل، وأنا لا أبالغ فالعالم كله تابع الحفلات التي نقلت على الهواء مباشرة.

ما شعورك بعد أن خصصت الهيئة العامة للترفيه «ليلة السندباد» لتكريمك على مشوارك الفني؟

أول مرة تكون لي حفلة أو لزملائي ويرافقها معرض لعرض تاريخنا ومقتنياتنا، وتعرض على الشاشات مقاطع من إنجازاتنا وشهادات بحقنا، إنه شيء جميل ورائع، وهي من الأمور التي فاجأنا فيها المستشار تركي آل الشيخ بصراحة، وهو شخصياً كان الداعم لها بشكل غير طبيعي، ومن كل النواحي، وشعرت بأنها حفلة تكريم حقيقية بالنسبة لي.

الخطوات في المملكة كانت متسارعة والقرارات كثيرة، سواء من الناحية الفنية أو من النواحي الاجتماعية، أنت شخصياً اليوم ماذا تنتظر من قرارات إضافية خلال العشر سنوات القادمة حتى موعد تحقيق رؤية 2030؟

أنا متفائل جداً، وأشعر أن الرؤية ستسبق موعدها، بصراحة بناء على ما نرى من إنجازات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وكل القائمين معه، والمسؤولين فعلا لا ينامون إلا لتتحقق كل الأحلام، وأنا أراها تسبق عصرها، لدرجة أنني أشعر أن الرؤية ستكون في 2025 وليس 2030، وبالنسبة لما أطلبه شخصياً، ليس لدي طلب إلا أن تبقى همة شباب الوطن وهدفهم في بناء وطنهم.

أغاني وكليبات

طرحت مؤخراً مجموعة أعمال منفردة وأغنيات من حفلاتك المختلفة، ولكن الجمهور دائماً متشوق لسماع جديدك وخاصة الألبومات هل من جديد تحضر له؟

هناك ألبوم أعمل عليه على «نار هادئة»، وأنا أصدر من الأغاني التي أراها جميلة ليتمتع بها الجمهور وأتمتع أنا بها معه، إلى أن أنهي العمل على الألبوم، من وجهة نظري اليوم يتوجب عليّ أن أصدر ألبوماً لأنني أعرف كمية الطلبات من الجمهور، وعليّ أن ألبي رغبتهم، لذا أنا في موقف محرج معهم.

يسأل الجمهور أيضاً متى سيصدر لك فيديو كليب جديد، كنا معتادين عليك بأنك كسول في الحفلات ونشيط بالكليبات، والآن أصبح العكس

ليست قضية كسول، ولكن أشعر أن الكليب له وقته وله علاقة أيضاً بموضوع التقدم بالعمر، لكن إذا وجدت فكرة جيدة وجميلة سأقدم كليباً جديداً، ولكن بشرط أن يكون له فكرة وسيناريو وليس من الكليبات التي قدمتها في الفترة الماضية، فحينها كان لها حلاوتها وموضتها، وأنت تعلم أنني من الناس الذين بدؤوا تصوير الأغنيات خاصة في منطقة الخليج في فترة التسعينيات، وكنت أول فنان يظهر بالملابس «الكاجوال» وتلقيت انتقادات لعدم ظهوري بالزي الخليجي التقليدي، واتهمت بأنني أتعرى من الثوب الخليجي لأنني ارتديت الجينز في التصوير، لذا إن وجدت سيناريو ثقيلاً وفيه فكرة مناسبة، سأصور واحدة من الأغنيات.

مواهب جديدة

هل أنت متفائل بالجيل الجديد من الفنانين السعوديين والخليجيين؟

نعم، وأنا أصرح للمرة الأولى أنني كنت أول من تبنى المواهب، من خلال شركة «بلاتينيوم ريكوردز» وقبلها من خلال شركتي الخاصة «فنون الجزيرة»، وأيضاً من خلال قناة «وناسة»، ولم يكن لي مصلحة بأي شيء، كنت فقط أبحث عن المواهب وأدعمهم وهذا الأمر ليس بجديد بل منذ سنوات وتحديداً منذ عام 2006. لذلك أود أن أقول (يا جماعة أنا تعبت وأنا لوحدي أدعم ولا يوجد من يكمل الطريق)، فالأمر أخذ من جهدي ووقتي وفكري ومالي، ولم تكن لدي مصلحة إلا حب الفن وتجميع الناس الموهوبة، حتى في (جلسات وناسة) كان هدفي تقريب الفنانين من بعضهم البعض، وإعطاء فرصة للمواهب الجديدة، فالساحة الغنائية لا يجب أن تقف على 5 أو 6 أشخاص فقط، ويجب أن يكون هناك جيل جديد، وعلينا نحن أن نخدم الفنانين الجدد بخبراتنا، لأن اليوم الموضوع ليس صوتاً فقط. أين مواهب برامج المسابقات التي خسروا عليها الملايين، مثل: (ذا فويس، اراب غوت تالينت، آراب أيدول) وسواها من البرامج، أين هم نجومها وخريجوها، من منهم انضم إلينا في الصفوف الأولى وبقي؟ حتى محمد عساف أكثرهم شهرة، هو اليوم يتخبط فنياً. لكن إذا نظرت إلى برنامج _ألبوم) الذي اخترعناه محلياً ولم نشتريه من (فورمات عالمية)، خرّجنا منه فنانين كثر، منهم: محمد الزيلعي، منى أمارشا، أصيل هميم، عبد الفتاح الجريني، وجيلاني وغيرهم، وأنا اهتممت بهم شخصياً، من خلال شركة «بلاتينيوم ريكوردز»، وكنت أختار لهم الأغاني وأعطيهم حتى من أغنياتي التي اشتريتها لنفسي وأمنحهم إياها، وهدفي الوحيد كان أن أصنع جيلاً جديداً يذكرني فيه التاريخ بالخير.

وهل فعلا ذكرك الناس بالخير؟

كنت وحدي، ولم أستطع أن أكمل بمفردي، هذه المهمة تحتاج لدعم مادي أكبر، واليوم فعلاً نقول للمسؤولين وللمحطات يجب أن تساهموا معنا لأننا نخدم هؤلاء الشباب، نخدمهم بالخبرة واختيار الكلمة واللحن ليتعلموا كيف يغنون، وما الذي يناسبهم، ولا يصبح حالهم كحالنا، أنا منذ 36 عاماً بدأت الغناء و«تكعبلت» فنياً كثيراً حتى نجحت، وكنت أقول دائماً لنفسي (وقعت وتعثرت ونجحت وعدت وتكعبلت وأخفقت ونجحت)، ولكن بعد مرتين أو ثلاث عندما تحقق النجاح ستستمر، لأنك ببساطة ستتعلم من أخطائك.

لكنك قلت لم يأتِ نجم جديد لينضم إلى الصفوف الأولى، هل من السهل الوصول للنجومية، حتى لو توفر الدعم المادي؟ وما السر أننا لا نرى نجوماً جدداً في الصف الأول؟

أنت تستطيع أن تكون مشهوراً عربياً لمدة يوم أو أسبوع، أو حتى من نجاح أغنية واحدة، ولكن بعد ذلك الاستمرارية هي المشكلة، أنت عند ما ترى العالم يصـــوت لمتســــابق في برنامج ما ويأخذ المركز الأول، عرفه الناس وبعد أيام نسوه وكأنه غير موجود! هنا المشكلة، لأنه بعد هذا النجاح يحتاج إلى صقل موهبته ومساعدته في إكمال مشواره الفني بشكل صحيح، الموهبة ليست بحاجة لفلسفة، تماماً كما يحدث في الغرب، يأتون بالموهبة الجديدة ويتبنونها بشكل صحيح، يقولون له أنت وظيفتك أن تغني فقط، وليس لك علاقة لا في اختيار ملابسك أو اختيار أغانيك. المشكلة عندنا أن الشباب بمجرد أن تنجح له أغنية أو اثنتان، يشعر أنه أصبح نجماً وبأن قراره هو الصائب، وبأنه قادر على الاستمرار ولكنه مع الأسف يقع، ولا يعود قادراً على القيام ثانية.

ذكاء فني

أنت تتمتع بذكاء فني، هل تلمس نفس هذا الذكاء في جيل الشباب؟

ليس واضحاً، ما زال الشباب يتعلمون، لا أقدر أن أقول إنني أرى بصراحة عند أي منهم ذكاء فني متقد، بالنسبة لي أنا أشعر بأنني مختلف، قد يتهمني البعض بالغرور وبأنني لست متواضعاً، والأمر ليس كذلك، لكنني أنا مختلف عن الباقين جميعهم في أمور كثيرة، في إنجازاتي في أعمالي وشركتي، لا يوجد فنان اليوم ينتج ويعطي من أغانيه ومن أمواله واهتمامه ووقته للآخرين، أخبرني أي فنان يفعل ذلك؟

هل لمست الوفاء ممن ساعدتهم؟

نعم لمست الوفاء مع الكثير منهم، لا أقول كلهم، ولكن لمست في مجموعة منهم وغادروا.. الله يسهل عليهم وأتمنى أن يذكرونا بالخير فقط.

مررنا بجائحة كورونا التي حجرت العالم، وأعرف أنك لا تحب الجلوس بالبيت، فماذا فعلت أثناء الجائحة وماذا تعلمت من هذه الفترة؟

لم يتغير شيء بالنسبة لي، ولم أتعلم أي شيء جديد، أكملت حياتي كما هي، أنا في كورونا كما أنا قبلها، بالعكس أصبحت مشاويري وخروجي من المنزل في كورونا أكثر، لأنني أصلاً أحب أن أرتدي (الماسك) كي أمشي في المولات براحتي دون أن ألفت الانتباه إلى وجودي، ولهذا لم يتغير أي شيء، سوى أنني أصبحت أرى كل العالم يرتدون كمامات في السوق، ولم يعد أحد يعرف الآخر.

إلى الأعلى