“ساق البامبو”.. مبروك للدراما الخليجية!

رأي بتجـــــــــــــــــــــــرد – خــاص: لم تتمكن الدراما الخليجية من تقديم صيغة فنية واقعية لمجتمعاتها عبر اعمالها الدرامية، فقدمت أعمال تكرس النظرة النمطية لأبناء دول الخليج العربي، حيث السيارات الفخمة والقصور..الخ. فضلاً عن خنق المبدع الخليجي في بيئات لا يستطيع التطاول على غيرها. مما ساهم في اطلاق جمهور المشاهدين للاحكام المسبقة على المسلسلات الدرامية الخليجية.

ومن أسباب تأخر الاعمال الدرامية الخليجية أيضاً الشروط والقيود التي يفرضها المجتمع والرقابة عليها خوفاً من تعقد الامور بين المحطات التي تعرض هذه الاعمال مع الدولة من جهة والشركات المعلنة من جهة أخرى، مما يؤثر على نوعية المسلسلات فتبقى محدودة السقف.

كل هذه التحديات واجهت مسلسل “ساق البامبو” الذي يعرض خلال شهر رمضان الحالي 2016، فمنع عرضه وتصويره في دولة الكويت لأنه تجاوز الخطوط الحمراء وطرح قضايا لأول مرة تطرح بشكل مباشر في الدراما الخليجية والكويتية ومنها على سبيل المثال العنصرية والطائفية والقبلية ومواضيع أخرى سنشهدها في باقي الحلقات . لذا، كان لا بد من توافر بيئة مؤاتية لتصويره خارج الكويت، فوقع الخيار على “دبي” و”الفليبين”.

واجه فريق العمل صعوبات كثيرة منها حالة الطقس فعانى الممثلون وفريق العمل من الحرّ الشديد ولكن رغم كل هذه الاحداث عرض المسلسل المأخوذ عن رواية الكاتب الكويتي سعود السنعوسى التي حصلت على جائزة البوكر عام 2013 خلال الشهر الفضيل وهو يحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة واعجاب كبير من المشاهدين في كافة دول العالم العربي.

أثار “ساق البامبو” جدلا بسبب قصته التي تتناول قضية البحث عن الهوية في الكويت ودول الخليج من خلال حياة الراوي، وهو ابن كويتي وفلبينية، وتدور أحداثها في هذين البلدين. ومع أنها ليست الأولى التي يتم فيها التطرق لموضوع العمالة الأجنبية في دول الخليج، إلا أنها تتصف بسلاسة الأسلوب بعيداً عن التعقيد والتعمق في التحليل. وتتجلى ازدواجية هوية البطل حتى من خلال اسمه المزدوج عيسى/خوسيه.

كما طرح المسلسل تساؤلات نقدية عميقة حول تداخل الدين والثقافة عند العرب، وعن السطحية التي تطغى على الخطاب و الممارسة الدينية عند العرب.

اذاً اثبت ساق البامبو ان الدراما الخليجية دراما تستحق المتابعة وان الممثلين الخليجيين يبدعون بأداء ادوارهم بعيداً عن التزيف والماكياج والقصور فنرى الرائعة سعاد عبد الله بقمة تألقها اضافة الى شجون والممثل الكوري وون هو تشونغ وغيرهم يعطون للدور حقه. فمبروك للدراما الخليجية.

 بقلم علي الدّوخي