أخبار عاجلة
حين يسقط فنان العرب محمد عبده لبنان من خارطته

حين يسقط فنان العرب محمد عبده لبنان من خارطته

إيلي أبو نجم – بيروت: بعد أن كان مقرراً تصوير برنامج “محمد عبده وفنان العرب” الذي يتولى إنتاجه تلفزيون دبي في لبنان على غرار برنامج “صوت الجيل الجديد” الذي عرض منذ أشهر وبعد أن وصل نجوم لجنة التحكيم الفنانة السورية أصالة نصري، الفنان الكويتي عبدالله رويشد والملحن عصام كمال إلى بيروت للإنطلاق بالمشروع الذي يعتبر أولى تجاربهم في هذا المجال حزم الجميع أمتعتهم وسافروا إلى دبي محاولين ردم ما حدث وإبعاده عن وسائل الإعلام.

وقبل إنطلاق الحلقة الأولى بساعات مساء الرابع من شهر أكتوبر الجاري تبيّن أن الفنان السعودي محمد عبده وراء إنتقال البرنامج إلى دبي حيث رفض السفر إلى لبنان ووضع الجهة المنتجة أمام خيارين الأوّل إلغاء ظهوره مع الحفاظ على موافقتهم بأن يحمل البرنامج روح فنان العرب والثاني نقل التصوير والحلقات المباشرة إلى دبي فكان له ما أمر به حتى أن أصالة، عبدالله رويشد وعصام كمال خضعوا لرغبته وسافروا جميعهم إلى دبي بعد أن إنطلقوا بالتصوير لأيام عديدة وسط العاصمة اللبنانية.

ليست المشكلة بتصوير البرنامج في دبي لكن ما حدث يعتبر إهانة من محمد عبده للبنان والشعب اللبناني مجتمعاً فطلبه جاء بسبب خوفه من الأوضاع وكأن البلد في حالة حرب، أمّا الموضوع مختلف عن ما صوّره فإن كان يتحدّث عن التحركات الشعبية كان عليه أن يتحرّى أكثر عن الموضوع ليعلم أنها تنحصر وسط العاصمة وتحديداً في ساحة رياض الصلح لتصل إلى ساحة الشهداء كحد أقصى.

محمد عبده الوحيد بين الفنانين العرب الذي شطب لبنان عن خارطته فكل النجوم المشاركين في لجان تحكيم البرامج سافروا وأمضوا أسابيع وأشهر طويلة في بيروت ومنهم كاظم الساهر، تامر حسني، أحلام، شيرين عبد الوهاب، صابر الرباعي، حسن الشافعي، أسماء المنور، فايز السعيد وغيرهم كثر من الذين صوّروا حلقات خاصة لصالح بعض القنوات، حتى أن أصالة ورويشد تواجدا في بيروت ويعلمان جيداً أن هناك حراكاً شعبياً سلمياً لتنفيذ بعض المطالب لكن ليس حرباً ليمتنع المسافرون عن الحضور.

لا أشكّك للحظة واحدة بأن محمد عبده بفنّه ومسيرته الغنائية الحافلة بالنجاحات يستحق بجدارة أن يقال عنه “فنان العرب” لكن على كل حامل لقب أن يكون بحجم مسؤولية هذا اللقب فالشعب اللبناني جزء لا يتجزأ من العرب ولبنان كان ولا يزال مهد حضارات الشرق الأوسط ومن يرغب بان يكون فعلاً فناناً للعرب عليه أن يكون كذلك لكل العرب فإنّ مرّ بلد عربي بمحنة صغيرة لا يقاطعه ويعلن خوفه من زيارته فيضرب آخر رمق للسياحة فيه عرض الحائط.

كان على محمد عبده أن يتمثّل بالنجوم الآخرين الذي سافروا إلى لبنان وتزينت صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي بصورهم في ربوع هذا الوطن الذي لطالما إحتضن نجاحاتهم، بل كان عليه أن يعود إلى فيديوهات المؤتمر الصحفي الذي أقامته مجموعة “ام بي سي” وشدّد خلاله كاظم، شيرين وصابر على سعادتهم بالتواجد في لبنان ووسط الشعب اللبناني رغم المرحلة الدقيقة جداً التي كانت تسيطر حينها على الشارع اللبناني مؤكدين أن تواجدهم في لبنان ليس إلاّ رسالة لكل الشعوب الأخرى بأن هذا البلد يستحق الحياة.

محمد عبده لم يكن فنانا للعرب بما قام به على الأقلّ لم يحمل في لقبه اللبنانيين وخاصةً هؤولاء الذين كان المقرر أن يشاركوا ويعملوا في كواليس البرنامج فأجلسهم جميعهم في منازلهم. عفواً محمد عبده لكن لبنان الذي لم يغفل يوماً عن محبّتك كان يستحق منك أكثر من ذلك وخاصةً في هذه المرحلة، لبنان الذي كان موطناً لأكبر وأضخم حفلاتك في التسعينيات وبدايات القرن العشرين كان يتوقع منك أن تجلس في ربوعه وتسانده في هذه الفترة أيضاً…

إلى الأعلى