لم تكن يوماً اعماله عادية، فتامر حسني نجمٌ سبق العصر بمراحل منذ أولى نجاحاته على الساحة الفنية العربية. يبحث في كل عمل جديد يقدّمه عن رسائل ومعاني لا يفكر فيها كثر، فالفن بالنسبة له لا يقتصر على الحفلات والمسارح بل يتعدّاها إلى أبعد من ذلك بمسافات.
تامر حسني يخرج إلى الجمهور هذه المرّة مع المخرج ياسر سامي بدور جديد وصعب مختلف عن كل ما يقدّم من أعمال مصوَرة، فعودته إلى الأغنية الرومانسية كانت هذه المرة على كرسي متحرّك. تامر الفنان الذي تخلّف عن موعد مع حبيبته بسبب تأخر حفله وتفاعل الجمهور الكبير معه، يستعين بدراجته النارية الفاخرة ويقودها بسرعة جنونية ليختصر المسافات والوقت ويصل الى موعده، وهنا تقع الكارثة حيث يتعرض لحادث سير مروع يفقد على إثره حركة جسده الا يده اليمنى تحافظ على نظامها الطبيعي.
أوقات حرجة يمرّ بها في المستشفى ليخرج بعدها من غيبوبة الموت ويدخل في غيبوبة الكآبة والحزن، غيبوبة الألم والغبن بعد أن تخلت عنه حبيبته التي واجه الموت لإرضائها وحين تغلّب عليه لم تحاول حتى تهنئته، فيتعلق تدريجيا بالممرضة التي تركت كل ما لديها لتعتني به وترافق مراحل علاجه رغم كل طباعه الصعبة بسبب كل ما يدور حوله ومعها يخلع الكرسي المتحرك ويعود الى المسرح الذي لا يليق الا به ويحتضن مرّة جديدة جمهوره، وحينها يكون الأوان قد فات لعودة الحبيبة عن خيانتها.
العمل يختلف ١٨٠ درجة عن الأعمال المصوّرة الأخرى ويحمل في أحداثه رسائل إنسانية سامية أراد أن يوصلها تامر حسني. من عدم السرعة في القيادة إلى عدم التخلي عن المريض وخاصةً الشخص الذي يعاني من إعاقة جسدية وصولاً إلى تقديم يد العون والصدق والإخلاص في الحبّ كلها تضع الفيديو كليب في خانة فريدة وخاصة.
ضخامة الإنتاج:
تامر حسني من النجوم الذين لا يطرحون عملاً فنياً إلاّ وتجتمع فيه كل عناصر الإبهار وهو ما يميّز فيديو كليباته، ويظهر واضحاً في كليب “180 درجة” الإنتاج الضخم الذي خصّصته شركة روتانا لهذا العمل الذي يتعدّى مرحلة الكليب إلى فيلم سينمائي قصير.
بتجرد، تامر حسني ينتفض في هذا العمل على كل معاني الإبداع والإنسانية ليتربع على عرش كل منهما ويغيّر في كليب معالم الحبّ ١٨٠ درجة.