لا ينكر أحد أن الفنان عمرو دياب حقّق نجاحات كبيرة خلال مسيرته الفنية وفي الزمن الماضي يحترم ويقدّر عليها، فالأعمال التي قدّمها في بداياته حققت إنتشاراً واسعاً كان يعتبر حينها إنجازاً على الساحة الفنية. أمّا اليوم ومع تبدّل العصور والأجيال إختلفت الأحوال، فمع ظهور تامر حسني منذ 10 سنوات تقريباً تبدّلت المعادلة وراح عمرو دياب يتراجع تدريجياً في حين كانت خطوات تامر تصاعدية بالإنجازات التي وصل إليها ضجّت بها الأوساط العربية.
قد يكون الحديث الأكثر تداولاً على الساحة الفنية وفي الأوساط الإعلامية والجماهيرية هذه الأيام المنافسة بين ألبوميّ تامر حسني وعمرو دياب الذين صدرا مؤخراً في الأسواق عن شركة روتانا، فكثر من روّاد الإنترنت وضعوا العملين في مقارنة رغم أنها لا تجوز بينهما بحسب رأينا في موقع بتجرد فعمرو دياب ينتمي إلى جيل الماضي أما تامر فهو نجم جيله اليوم وبالتالي أثبتت الأيام أن نجومية عمرو دياب خفتت فيما تمرّس تامر على عرش الصدارة بعمله الدؤوب على أغنياته، أفلامه، مسلسلاته، حفلاته وإطلالاته ليبتكر بذلك خطاً فريداً لا يستطيع أحد منافسته فيه.
وقد تكون صدمة عمرو دياب اليوم كبيرة فبعد أن فشل ألبومه الأخير “الليلة” تسرّع في طرح ألبوم جديد ولم يعمل على إختيار أعمال تليق بتطلعات الجمهور فظهر واضحاً حجمه والفارق الكبير بينه وبين تامر حسني في شركة واحدة.
وقد ترجمت روتانا ذلك باحتفاظها حتى اللّحظة بصورة ألبوم تامر حسني الجديد على الـ Cover Page الخاص بصفحتها الرسمية على فيسبوك رغم طرحها لألبوم عمرو دياب الجديد “شفت الأيام” وذلك بسبب النجاح القياسي الذي حقّقه 180 درجة وإحتلاله المرتبة الأولى في الإيرادات ما عوّض روتانا عن خسائرها في ألبومات أخرى لم تحقّق أي نجاح يذكر.
هذا وقد ظهر واضحاً الفرق بين دعاية ألبوم تامر حسني التي إجتاحت كافة الدّول العربية بالإعلانات التي ملأت الطرقات ودعاية ألبوم عمرو دياب “شفت الأيام” التي لم تتخطى حتى اللّحظة 1% من ما خصّصته شركة روتانا لألبوم 180 درجة، باعتبارها أن العمل الذي قدّمه الهضبة “دون المستوى” وهذا ما تردّد عبر مواقع التواصل الاجتماعي في صفوف جمهور عمرو دياب وعشاقه الذين أجمعوا على إستيائهم العميق إن كان من الكلام، الألحان وحتى التوزيعات الموسيقية التي شبّهت بتوزيعات التسعينيات.
أما من ناحية غلاف ألبوم “شفت الأيام” فقد فاجأ عمرو دياب الجمهور بإقتباسه مرّة جديدة لأفكار الغرب وسرقة صور الفنان العالمي إنريكيه إغليسياس في دلالة واضحة على أنه أصبح غير قادر على الإبداع وهذا ما كان له بالفعل تأثير واضح على مبيعات ألبومه التي لا تذكر حيث انه لم تنفذ الطبعة الأولى منه رغم مرور 4 أيام على طرحه بعكس ألبوم تامر حسني الذي نفذت طبعته الأولى في ساعات وتستعدّ الشركة اليوم لتوزيع الطبعة الخامسة في الأسواق.
كل هذه الأحداث ترافقت مع إستنساخ عمرو دياب لجلسة تصويرية عقدها تامر حسني منذ شهور لصالح إحدى المجلات فجاءت صورة غلاف عمرو نسخة عن صورة تامر بالإضافة إلى محاولة تقليده لجماهير حسني في التجمعات التي قاموا بها لشراء النسخة الأصلية إلاّ أنه لم ينجح في جمع أعداد عشاق تامر، وهنا نضع اللّوم على عمرو دياب الذي كان عليه أن يمنع مكتبه الإعلامي من نشر صور لمحبيه الذين لم يتجاوزوا الـ 15 شخص لتفادي المقارنة بينه وبين تامر الذي حضر له مئات الأشخاص.
من الواضح أن عمرو دياب لم يحسب خطواته هذه المرّة أيضاً بطريقة صحيحة فبدل أن يحاول النهوض من جديد سقط وأكّد للجميع أنه لا يتمتع بأي قاعدة جماهيرية في الدّول العربية لا بل أنه إنتهى عربياً وخرج عن خارطة المنافسة حتى في مصر مسقط رأسه والخيط الرفيع الذي كان يتمسك به، وبالتالي جلس في المرتبة الثالثة بعد تامر حسني والكينغ محمد منير.