خلال العقود الماضية راهن كثر على إنعدام الدراما اللبنانية وسط الدراما المصرية والسورية، حكموا على أفكارنا وقدراتنا وكنا نخاف الدّفاع عن إنتاجنا الدرامي لأنّ ما كان يقدّم على الشاشات فعلاً لا يقارن بالأعمال العربية الأخرى إن كان من حيث معالجة النصّ وصولاً إلى الإخراج وكلها أمور تتعلق أولاً وآخراً بالإنتاج، فكانت الإنجازات التي نحققها في ظلّ الظروف المادية المأساوية المفروضة علينا تفشل فور مقارنتها بأعمال جيراننا.
منذ سنتين تقريباً عرفت الدراما اللبنانية نهضة لم يسبق أن شهدتها، فكان مسلسل روبي للنجمة اللبنانية سيرين عبد النور محطّ الأنظار ورفعت نخب نجاحه أهم المهرجانات الدّولية والعربية، وكانت الإستمرارية بمسلسل “لعبة الموت” لسيرين أيضاً فأثبتنا حينها أن للبنان وجود على خريطة المسلسلات العربية، لتتوالى بعدها الأعمال والنجاحات بـ “جذور”، “وأشرقت” وغيرها وصولاً إلى رمضان 2014 حيث إحتدمت المنافسة بين أكثر من مسلسل لبناني الهوى منها مسلسل “لو” الذي حقق نسبة مشاهدة مرتفعة جداً في كافة أرجاء الدّول العربية بين قائمة الأعمال العربية الخاصة بالشهر الفضيل.
حاول البعض تعكير نجاح العمل علينا وعلى الجمهور فخرجت تصريحات وجّهت فيها أصابع الإتهام نحونا بالإقتباس وغيرها من الأمور التي لن ندخل في تفاصيلها لأنها لا تستحقّ، تجاوزنا الإتهامات التي لم نجد فيها عيباً فأجمع الجمهور على تميّز المسلسل وحرفية تنفيذه إن كان من ناحية النصّ الذي حمل واحدة من أخطر القضايا الإجتماعية “الخيانة” وعواقبها على كل الأطراف فيها وعالجها كل من نادين جابر وبلال شحادات، من إخراج سامر برقاوي المتميّز وأداء الأبطال اللبنانية نادين نسيب نجيم، اللبناني يوسف الخال والسوري عابد فاهد وغيرهم من الممثلين.
كل الإنتقادات سقطت أمام هالة النجاح وكانت الحلقة الأخيرة قاسية لكن واقعية إلى أبعد الحدود، فأعطى “لو” درس إجتماعي وأثبت أن وراء كل عمل رسالة سامية لنجتمع اليوم على حقيقة واحدة: “الخيانة ما بعمرا لح تكون قصة جميلة الخيانة نهايتا وحدة المأساة والدمار والعذاب”. حقيقة عبرت ووصلت للجمهور مع أغنية العمل التي قدّمتها النجمة اللبنانية إليسا بأصدق المشاعر والأحاسيس.
مع نهاية العمل لا يسعنا إلاّ ورفع القبعة لنجوم مسلسل “لو”، المشاركين فيه والمنتج صادق صّباح منتظرين من الآن السباق الرمضاني الجديد ومتمنين للدراما اللبنانية دوام النجاح والتميّز.