دي كابريو يثير الجدل في هوليوود بفيلم جديد “سياسي جداً”

متابعة بتجــرد: يسلّط فيلم “وان باتل آفتر إيناذر” One Battle After Another (معركة تلو الأخرى)، الذي يتولى بطولته النجم ليوناردو دي كابريو، الضوء على قضايا ملتهبة في الولايات المتحدة، من عنف المتطرفين وتنامي نظرية تفوّق العرق الأبيض، إلى الأساليب القاسية في توقيف المهاجرين غير النظاميين. ويقدّم العمل رؤية درامية ناقدة تحمل رسالة تحذيرية من هذا المنحى المتصاعد.
مزيج من الأكشن والكوميديا السوداء
الفيلم الجديد للمخرج الأمريكي بول توماس أندرسون، صاحب أعمال بارزة مثل “There Will Be Blood” و”Boogie Nights” و”Licorice Pizza”، يدمج بين الأكشن والكوميديا الدرامية والفكاهة السوداء. تدور أحداثه حول ثوري سابق في الستينيات من عمره يُدعى بوب (ليوناردو دي كابريو)، كان في شبابه ناشطاً مسلحاً على الحدود الأمريكية – المكسيكية مع حبيبته بيرفيديا (تيانا تايلور). بعد أن يخترق الكولونيل لوكجو (شون بن) مجموعتهما، يفرّ بوب مع ابنتهما الصغيرة ويلا.
وبعد 16 عاماً، يعود ماضيه ليطارده مع بلوغ ابنته المراهقة (تشيس إنفينيتي) مرحلة النضج، لتجد نفسها ضحية لإرث والديها.
دي كابريو: “ماضيه ينتقل إلى الجيل التالي”
قال ليوناردو دي كابريو في مؤتمر صحافي بلوس أنجلوس إن الفيلم يعطي فكرة “عمّا سيواجهه الجيل المقبل”، مضيفاً: “ماضيه يعود ليطارده، وينتقل إلى الجيل التالي كنوع من الصدمة”. وأشار في حديث مع “نيويورك تايمز” إلى أن العمل “سياسي جداً”، معتبراً أنه يعكس “الاستقطاب الحاد الذي جعلنا جميعاً عشائريين”.
استقبال نقدي وترشيحات مرتقبة
قوبل الفيلم باستحسان ملحوظ على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفه النقاد بأنه من أبرز المرشحين المحتملين لجوائز الأوسكار المقبلة. وأكدت الممثلة تيانا تايلور أن الفيلم “قد يثير حواراً صحياً ونقاشات مهمة ينبغي إجراؤها”.
مصادر الإلهام
المخرج بول توماس أندرسون اعترف بأنه استلهم فكرة “تشتت الثوار” من رواية “Vineland” للكاتب الأمريكي توماس بينشون، بعد أن اقتبس سابقاً روايته “Inherent Vice”. كما أشار إلى أن شخصية بوب استوحيت من مزيج من “The Big Lebowski” وفيلم “Dog Day Afternoon”.
بطل “ناقص للغاية”
أندرسون وصف بطل الفيلم بأنه “بطل ناقص للغاية”، وهو ما جذب دي كابريو إلى الدور، مؤكداً أن الطبيعة البشرية لهذا النموذج هي ما يجعل الحكاية قريبة من الواقع.
“One Battle After Another” لا يكتفي بسرد قصة ثوري متقاعد وصداه في حياة ابنته، بل يضع المجتمع الأمريكي أمام مرآة تكشف التوترات السياسية والاجتماعية الراهنة، في عمل يمزج الفن بالسياسة على طريقته الخاصة.