أخبار عالمية

جدل واسع حول فيلم “سوبرمان” الجديد: رسائل سياسية تثير الغضب والإعجاب معًا

متابعة بتجــرد: أثار فيلم “سوبرمان” الجديد من إنتاج هوليوود جدلًا واسعًا، بعدما اعتبره كثيرون أحد أكثر أفلام الأبطال الخارقين حمولة سياسية في السنوات الأخيرة، بسبب ما تضمّنه من إسقاطات يُعتقد أنها تشير إلى الحرب الإسرائيلية على غزة وسياسات الهجرة في الولايات المتحدة. وفي تقرير نشره موقع Middle East Eye، تم تسليط الضوء على هذه التفسيرات السياسية التي تصدرت النقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الفيلم، من إخراج جيمس غَن، اجتذب اهتمامًا عالميًا منذ طرحه، واعتبره بعض النقاد والمشاهدين رسالة غير مسبوقة في تأييد فلسطين ضمن عمل سينمائي ضخم من إنتاج استوديوهات أمريكية كبرى. ورغم أن المخرج لم يُدلِ بأي تصريحات مباشرة توضح نواياه السياسية، فإن كثيرين رأوا أن الرموز التي تضمّنها العمل تُحاكي الوضع في غزة، خصوصًا ما يتعلق بالقصف والحصار والسيطرة العسكرية.

تدور أحداث الفيلم جزئيًا في دولة خيالية تُدعى “بورافيا”، تظهر كحليف قوي تقنيًا للولايات المتحدة، وتواجه اتهامات بفرض هيمنة عسكرية على دولة مجاورة محاصرة، ما اعتبره البعض إسقاطًا واضحًا على ممارسات إسرائيل في قطاع غزة. وقد عبّر العديد من المشاهدين عن قراءتهم السياسية للفيلم، خاصةً في ظل تصوير “الغزاة” بأنهم ذوو بشرة بيضاء، مقابل ضحايا من ذوي البشرة السمراء.

منشورات عديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصًا في منتدى “إسرائيل” على موقع “ريديت”، عبّرت عن انزعاج واضح من محتوى الفيلم، وجاء في أحدها: “من المؤلم أن يُستخدم بطل خارق ابتكره فنانان يهوديان لتقديم رسائل ضد إسرائيل في وقت تتزايد فيه معاداة السامية حول العالم”.

وعلى منصة “إكس”، سخر بعض المستخدمين من غضب أنصار إسرائيل، متسائلين: “كيف تعرفتم أن الفيلم يُدين إسرائيل من دون أن يُذكر اسمها؟”. أما المعلق السياسي حسن بايكر، فقد ذهب إلى اعتبار أن شخصية زعيم “بورافيا” مستوحاة من ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، وعلّق قائلًا عبر “تويتش”: “الفيلم كله، ساعتان وعشر دقائق من: تبا لإسرائيل”.

ولم يقتصر التأويل السياسي على الشأن الفلسطيني، بل رأى كثيرون أن الفيلم يوجه أيضًا رسالة إنسانية داعمة لقضايا الهجرة، في وقت تصعّد فيه السلطات الأمريكية حملات ترحيل المهاجرين. واستُحضر في هذا السياق أصل شخصية “سوبرمان” باعتباره مهاجرًا فضائيًا نشأ في أمريكا، وهو ما عدّه البعض دفاعًا رمزيًا عن حقوق المهاجرين.

وفي رد فعل غير مباشر، نشرت القنصلية الإسرائيلية في لوس أنجلوس منشورين على فيسبوك تحت وسم #الأبطال_الحقيقيون، ظهر فيه جنود إسرائيليون بصورة تشبه أبطال القصص المصورة، كما تضمّن فيديو دعائيًا كتب فيه: “حين يعلو الشر، يظهر الأبطال الحقيقيون”، ما اعتُبر ردًا مضادًا على محتوى الفيلم.

واختتم المخرج جيمس غَن الجدل بتصريح عبر حساباته الرسمية، قال فيه: “أنا فخور بتقديم نسخة من سوبرمان تُظهر جانبه الإنساني… هو شخص طيب يهتم دائمًا بمن يحتاجون للمساعدة”، مضيفًا: “كون الفيلم يلقى هذا الصدى حول العالم، فهو دليل مشجّع على الخير الكامن في الناس”.

الفيلم إذًا فتح بابًا واسعًا للنقاش بين مؤيدين رأوا فيه عملاً شجاعًا يحمل رسائل سياسية جريئة، ومعارضين اعتبروه منحازًا ومسيسًا في وقت تتزايد فيه الحساسية تجاه القضايا الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى