أخبار عالمية

بين العنف والمشاهير.. محاكمة “بي ديدي” تتحول إلى عرض عام

متابعة بتجــرد: في مشهد يتكرر يوميًا أمام محكمة مانهاتن الفدرالية، يتدافع عدد كبير من نجوم مواقع التواصل الاجتماعي إلى الأرصفة حاملين هواتفهم الذكية لتوثيق كل لحظة من محاكمة مغني الراب والمنتج العالمي بي ديدي، المتهم في قضية الاتجار بالجنس، والتي قد يواجه فيها عقوبة السجن مدى الحياة.

وسط زحام كاميرات المحطات الإخبارية، يسطع حضور المؤثرين على تيك توك وإنستغرام ويوتيوب، الذين يثبتون هواتفهم على حوامل ثلاثية ويبدأون بسرد أحداث الجلسات، مشكّلين شبكة إعلامية موازية للصحافة التقليدية. يروون أدق تفاصيل ما يجري داخل قاعة المحكمة في الطابق السادس والعشرين من المبنى، حيث تُعرض شهادات مروّعة عن عنف واعتداءات جنسية.

الأسبوع الماضي، شكّل ظهور مغني الراب كانييه ويست في قاعة المحكمة كمتفرج حدثًا تناقله المؤثرون كما لو كانوا يغطّون عرضًا للأزياء، ما يعكس كيف باتت المحاكمات ذات الطابع العام منصة محتوى رئيسية لهم.

ويؤكد أستاذ الصحافة في جامعة مدينة نيويورك، ريس بيك، أن هذا الحضور اللافت للمؤثرين لم يعُد مفاجئًا، قائلًا:
“المنافسة بينهم شرسة، وهم مضطرون لإنتاج محتوى دائم لتجاوز منافسيهم. وفي هذا السياق، تُعدّ دورة الأخبار مصدرًا غنيًا جدًا.”

وأضاف بيك أن محاكمة بي ديدي تحتوي على جميع عناصر القصة الصحافية المثيرة: جنس، عنف، شهرة، موسيقى، وهيب هوب، ما يفسّر الاهتمام الرقمي الكبير بها.

وبحسب مركز بيو للأبحاث، فإن 17% من الأميركيين أشاروا في عام 2024 إلى أنهم يتابعون الأخبار عبر تيك توك، مقارنة بـ 3% فقط في عام 2020، وهو ما يعكس التحوّل في مصادر استهلاك المعلومات.

كما أشار تقرير معهد رويترز السنوي إلى تزايد نفوذ صنّاع المحتوى والمدوّنين الصوتيين على حساب وسائل الإعلام التقليدية، وهو ما يراه بيك مؤشراً واضحًا على “تراجع نفوذ” المؤسسات الإعلامية القديمة، سواء في تغطية المحاكمات أو في الفضاء الإخباري الأوسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى