تراجع ناصيف زيتون أمام موجة الشامي.. تحوّلات في الذوق العام

متابعة بتجــرد: لم تعد الساحة الفنية كما عهدها ناصيف زيتون، فالنجم الذي اعتاد تصدّر الترند وتحقيق الملايين من المشاهدات على مختلف المنصات، بات اليوم في موقعٍ متراجع أمام موجة الشامي التي فرضت نفسها بقوة.
وفيما ينتمي كلٌّ من ناصيف والشامي إلى الساحة السورية الغنائية، يبدو أن كلاً منهما يسير في مسار مختلف، يعكس تبدّل المزاج الجماهيري وتحوّل التوجهات الموسيقية لدى شرائح واسعة من الجمهور العربي، لا سيّما الجيل الجديد.
ففي الوقت الذي لم تحقق فيه أعمال ناصيف الأخيرة حضورًا جماهيريًا واسعًا كما في مراحله السابقة، سواء عبر ألبومه الأخير أو أغنياته المنفردة، برز الشامي كأحد الأصوات التي استطاعت أن تلامس الشارع مباشرة، من خلال أعمال تحوّلت إلى حالة فنية حيّة تتداولها المنصات والجمهور على حدّ سواء.
تراجعت مؤشرات التفاعل الرقمي لأعمال ناصيف على مختلف المنصات، بعدما كان يُعد من أكثر الفنانين استماعًا ومشاركة في المنطقة. في المقابل، يواصل الشامي تسجيل أرقام متقدّمة، معتمدًا على لغة موسيقية قريبة من الناس، تتماشى مع الإيقاع السريع للمنصات الحديثة ومتطلبات الجمهور المتغيّر.
وعلى صعيد الحفلات والمهرجانات، ظهرت هذه التحوّلات بشكل جليّ. فمهرجان “إهدنيات”، الذي استضاف ناصيف زيتون لعامين متتاليين ضمن فعالياته الكبرى، اختار هذا العام أن يمنح الحضور للفنان الشامي في حفل جماهيري واسع النطاق، ما يعكس توجهًا جديدًا لدى القائمين على هذه الفعاليات في مواكبة الذوق العام.
ورغم إعلان ناصيف عن ألبوم جديد مرتقب في صيف 2025، لم يُسجَّل حماسة جماهيرية لافتة حول المشروع حتى الآن، وذلك على غرار التفاعل المحدود الذي لقيه ألبومه السابق. وتُعد أغنية “ما في ليل”، التي جمعته بالنجمة رحمة رياض، من أبرز محطاته الأخيرة، وقد لاقت نجاحًا ملحوظًا مستفيدة من الشعبية التي تحظى بها رياض منذ نجاح أغنيتها “الكوكب”.
في المحصلة، لا يمكن إغفال أن الشامي مضى بخطى ثابتة في مرحلة صعودٍ ملحوظة، فيما يمرّ ناصيف بمرحلة مراجعة فنية قد تحمل معها تغييرات جديدة في الشكل والمضمون، ضمن مشهد موسيقي عربي يشهد تحوّلات متسارعة، تفرض على الفنانين مواكبة متطلّبات الجمهور، من دون المساس بهويّتهم الفنية.