أخبار خاصة

“المحامي”.. أول مسلسل درامي يوثق جرائم الإبادة في غزة

متابعة بتجــرد: في خطوة فنية جريئة تتقاطع مع واحدة من أفظع المآسي الإنسانية المعاصرة، اكتمل مؤخرًا في لبنان تصوير المسلسل الجديد “المحامي”، الذي يُعد أول عمل درامي يتناول جوانب من الجرائم المرتكبة في قطاع غزة منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ويضيء المسلسل، وفق صُنّاعه، على الإبادة المستمرة بحق الفلسطينيين، من خلال حبكة تدور داخل قاعة محكمة دولية رمزية، حيث يُعرض في كل حلقة ملف جديد من جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وتُستدعى شهادات حقيقية من غزة، إلى جانب شهادات إسرائيلية أحيانًا، في سرد درامي يمزج بين التوثيق والتمثيل.

ويُجسّد المسلسل صراعًا قانونيًا بين طرفي الادعاء والدفاع؛ حيث يُمثّل محامي الادعاء الفلسطيني ومساعدته صوت الضحايا، في مواجهة محامي الدفاع الإسرائيلي، في محاولة لتقديم محاكمة رمزية للعدوان، ومنح صوت لمن لم تُسمع شهاداتهم في ساحات العدالة الدولية.

المسلسل الذي لا يخفي انحيازه الأخلاقي والإنساني، يعتمد على وقائع موثّقة، ويُسلّط الضوء على تدمير المساجد والكنائس والمستشفيات، وجرائم التطهير العرقي، واستهداف المعالم التاريخية مثل المسجد العمري وكنيسة القديس برفيريوس.

إنتاج عربي مشترك رغم الضغوط

منتج العمل عدي عزي أكّد أن المسلسل يقدّم رسالة إنسانية إلى العالم أجمع، قائلاً: “لم نرَ أحدًا يتحدث أو يدافع عن أهل غزة أمام المجازر، فاخترنا اسم ‘المحامي’ ليكون الصوت الذي لم يسمعه أحد.”

وأضاف أن العمل يضم ممثلين من عدة دول عربية، منها لبنان، سوريا، مصر، والأردن، مشيرًا إلى أن عددًا من النجوم رفضوا تقاضي أجر مادي احترامًا لرسالة العمل، رغم ما وصفه بـ”الضغوط الخارجية التي حاولت إفشال المشروع”.

وقال عزي: “تلقينا اتصالات تحذرنا من استكمال العمل بزعم أنه مشروع خاسر لن يُعرض ولن يتبناه أحد، لكننا اعتبرنا ذلك حافزًا للمضيّ قدمًا.”

محاكمة فنية للتاريخ

من جهته، قال المخرج إيلي رموز إن كل حلقة تقدّم شهادة موثّقة من غزة، مدعومة بأدلة حول التدمير الممنهج، وأضاف: “نحن لا نصنع مسلسلًا فقط، بل نسجّل وثائق فنية ستبقى للأجيال القادمة، لتقول: كانت هناك إبادة، وكانت هناك مقاومة فنية تسعى للعدالة.”

أما الممثل السوري سامي نوفل، فرأى أن ما يحدث في غزة أزمة إنسانية تجاوزت الأطر الإقليمية، وأكد أن المسلسل يقدّم محاكمة رمزية منصفة للضحايا، ضمن صيغة درامية متماسكة وقائمة على حقائق مؤلمة.

“المحامي” ليس فقط عملاً فنيًا، بل محاولة جادّة لكسر الصمت، ومنح العدالة حضورًا ولو مؤقتًا عبر شاشة صغيرة.. في وجه غيابها الكبير على المسرح الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى