بات واضحاً أن بعض الأطراف في مصر تعمل جاهدةً على إستمرار منع عرض فيلم “حلاوة روح” للنجمة اللبنانية هيفاء وهبي، فرغم أن الحقيقة قد ظهرت وبراءة العمل من كل الإتهامات التي وجهت ظلماً نحوه سقطت إلاّ أن جهات رسمية لا تزال تقف في وجه تقرير لجنة التظلمات التي شكلت من الرقابة على المصنفات الفنية التي قال أعضاؤها: إن الفيلم لا يستحق المنع من العرض.
فرغم هذا الإعلان الذي تمّ تسريبه وتأكيده للوسائل الإعلامية كافة فإن الوزير محمد صابر عرب عارض إجازة “حلاوة روح” مجدداً في الصالات السينمائية ودور العرض في مصر دون أي مبرّر مقنع ضارباً في عرض الحائط تقرير اللّجنة التي طالب سابقاً رئيس الوزراء إبراهيم محلب تشكيلها من قبل الرقابة للنظر في محتوى الفيلم وإصدار قرار نهائي بحقّ العمل.
هذه التصرفات والقرارات العشوائية التي يتّخذها مسؤولون لم نعد ندرك حجم مسؤوليتهم فعلياً لا تعتبر إلاّ إغتصاب جديد للفنّ والثقافة في الشارع المصري الذي إنتفض على الظلم والتخلّف لأكثر من مرّة في فترة لا تفوق السنتين مطالباً بالحريّة. نستغرب وبأسلوب شديد اللّهجة ما يرتكبه البعض اليوم حيث أنه وعلى ما يبدو جهة مدعومة جدّاً قد وضعت سيناريو مدروس للهجوم على “حلاوة روح” فقط لأن البطلة فيه النجمة هيفاء وهبي .
هيفاء وهبي لم تعد تنتظر اليوم عرض العمل من عدمه، فحين يواجه البحث في موضوع كهذا تحديات وإعتداءات غير مبررّة يفقد مطلق إنسان الثقة في الوصول إلى قرار عادل مجرّد من أي تدخلات، فبطلة “حلاوة روح” أخافت كثيرات لا بل أثارت الرعب في نفوس أصحاب الشأن في قطاع السينما المصرية بموهبتها وقدراتها التي لا تعرف حدود وأثبتت مرّة جديدة أن إسمها وحده يشغل حكومات وشعوب على حليها يترك رجالها والمؤتمنون عليها السياسة وأهم القضايا الوطنية للوقوف أمام هالته، ولمن لم يدرك بعد هيفاء وهبي إنتصرت بـ “حلاوة روح” وأحدثت إنقلاب سيصل عاجلاً أم آجلاً لكم كالصاعقة حين تستيقظون من غيبوبة الجل والتخلّف التي ترقدون فيها.