متابعة بتجــرد: حصل براد بيت للمرّة الأولى على لقب “الرجل الأكثر جاذبية” من مجلة “بيبول” في العام 1995، ووقع الخيار عليه للمرة الثانية في عام 2000. وخلال حضور النجم الهوليوودي على السجادة الحمراء لعرض فيلمه وزميله النجم جورج كلوني “Wolfs” في لوس أنجليس، سُئل عمن يجب أن يحظى باللقب في عام 2024، فردّ مازحاً عن كلوني: “هذا هو الرجل الذي لا يزال الأكثر جاذبية”.
غير أنّ إجابة بيت الذكيّة والمتواضعة، فتحت باب السؤال بالمضمون نفسه مفاده: هل يستعيد براد بيت مرّة ثالثة لقب “الرجل الأكثر جاذبية؟”.
واقع الأمر، أنه مع مرور السنوات ظلّ بيت محافظاً على سحره وجاذبيته بالرغم من الوجوه الجديدة التي برزت، و نادراً ما تمكّن أحد من الحفاظ على السحر العالمي والأناقة اللتين يمتلكهما “وسيم هوليوود” ما يجعله مرشحاً لهذا اللقب حتى اليوم.
في عمر الـ60، انضمّ بيت إلى النهج القائل إنّ “العمر مجرّد رقم”، ومن الطبيعي الخروج إلى استنتاج يكشف عن سرّ يسير على خطاه بيت والعديد من نجوم ونجمات هوليوود. فالجينات الجيدة وأسلوب حياة صحي، وربما القليل من مساعدة أفضل خبراء الجمال واللياقة البدنية في هوليوود، جميعها عناصر لا يمكن إغفالها على اعتبار أنها أحد الأسلحة الواجب توفّرها لمحاربة التقدّم بالعمر. لذلك، لاحظ كثر أنّ تقدّم بيت بالعمر زاده وسامة، وانتقل من الشاب الوسيم ذي الشعر الأشقر إلى الرجل الناضج ذي الشعر الفضي.
تمكّن بيت من تجسيد التوازن المثالي بين الشباب والخبرة، وهذا انعكس على إطلالته وخياراته في عالم الأزياء سواء الرسمية أو اليومية، مازجاً بين الأساليب الكلاسيكية والبساطة الراقية.
ظهر في إحدى إطلالاته بسروال ضيق بنمط المربعات بلوني الأحمر والأبيض العاجي نسّقه مع قميص أبيض مفتوح على طول الصدر، كاشفاً عن قلادات من الذهب زيّن بها عنقه ووضع نظارات شمسية بنمط الطيارين المفضّل إليه “Aviator”.
كما أنّ الأزياء المريحة هي شعار بيت، لذلك لوحظ اعتماده على الكتان في أكثر من إطلالة آخرها كانت خلال العرض الأول لفيلمه “Wolfs” في لوس أنجليس، حيث بدا أنيقاً ببدلة من الكتان بلون بيج حيادي نسّقها مع قميص باللون الأبيض وانتعل جزمة قصيرة من لون بدلته. إطلالة مشابهة اعتمدها سابقاً متأنقاً ببدلة عصرية من الكتان باللون الأزرق السماوي نسقها مع قميص قطني أبيض اللون، واضعاً نظارات شمسية بنمط الطيارين.
الأسود عزز الصورة الجذابة في إطلالات بيت، لا سيما عندما وقف على السجادة الحمراء في مهرجان البندقية السينمائي، فأضفى طابعاً شبابياً معاصراً.
ويبدو أنّ النجم الهوليوودي يعشق اللون الأصفر، إذ إنه ارتدى هذا اللون أكثر من مرة، وقد اختار بدلة عصرية بتفصيل درزات داكنة حول ياقة وجيبي السترة المقفلة وعند سحاب السروال المكمل لها، ونسقهما مع قميص قطني أبيض اللون لتعزيز المظهر الشبابي من دون أن يستغني طبعاً عن نظاراته المعتادة.
في المقلب الآخر، لم يعد مصطلح “جذاب” في عصرنا الحالي مرتبط بالشكل والإطلالة فحسب، ولعلّ مسيرة براد بيت التي شهدت انتعاشاً في السنوات الأخيرة جعلت منه صاحب موهبة متجددة وقوّة فعّالة في عالمي التمثيل والإنتاج السينمائي. فقد تميّز بأدائه الحائز على جائزة الأوسكار في فيلم “حدث ذات مرّة في هوليوود” (Once Upon a Time in Hollywood) عام 2019. وواصل تقديم الأداء المتميز، متّجهاً إلى الإنتاج السينمائي، حيث لعبت شركته للإنتاج “Plan B” دوراً في إنتاج أفلام حازت على إعجاب النقاد مثل Moonlight و12 Years a Slave. ولعلّ التصفيق الذي حاز عليه وكلوني في مهرجان البندقية السينمائي (4 دقائق) يكشف عن شخصية متطوّرة لـ بيت تجمع بين الصلابة والحنكة والحس الفكاهي، والأهم الشغف المتجدد بالفن.
ولا شكّ أنّ هذا البريق الذي يطلّ فيه بيت في الآونة الأخيرة لفت الأنظار إليه بعد ظهوره العلني مع حبيبته المديرة التنفيذية لدار المجوهرات “أنيتا كو” اينيس دي رامون. وعاد بيت ليقدّم صورة الرجل الرومانسي بعدما تصدّر عناوين الصحافة العالمية بمشاكله الشخصية التي خاضها ولا يزال ضد طليقته الممثلة أنجلينا جولي، لا سيّما اتهام الأخيرة له بالتسبب لها ولأولادهما بضرر جسدي ونفسي، ولا تزال فصول هذه المعركة مستمرّة إلى اليوم.
لذلك، يرى كثر أنّ لحبيبة بيت الجديدة دوراً في استعادة ما كان غافلاً عنه خلال غرقه بظروفه الخاصة، فعاد ليكون أكثر التزاماً بسبب حالة الحب التي يعيشها اليوم.
وهو ما أكّده مصدر لصحيفة UsWeekly قائلاً: “إنهما في حالة حب كبيرة”، لافتاً إلى أن “الثنائي ارتبطا ببعضهما لأنهما يشتركان في شغفهما بالفن والموسيقى. ويحب براد تعريف أصدقائه بإينيس لأنها مصدر بهجة، وتظهر أفضل ما في براد”.
بعيداً من المسيرة السينمائية والحياة الشخصية، يمتد تأثير براد بيت إلى مجالات العمل الخيري وصولاً إلى الهندسة المعمارية. فهو معروف باهتمامه بالتصميم، إذ شارك في تأسيس مؤسسة “Make It Right” في عام 2007 لبناء منازل مستدامة للمتضررين من إعصار كاترينا، ما يعكس جانباً من جاذبيته يتجاوز الجمال الخارجي. مساهمات بيت في الجهود الإنسانية تضيف عمقاً إلى شخصيته الجذابة في عام 2024، حيث يُنظر إلى الجمال بشكل متزايد على أنه مزيج من المظهر والتأثير.
منذ اعتلائه السجادة الحمراء ووقوفه بجانب المصوّرين، أكّد بيت أنه يحتل مكانة فريدة في الوعي الثقافي. وبينما نتقدم في عام 2024، قد يتغير لقب “الرجل الأكثر جاذبية” تقنياً من عام لآخر، لكن براد بيت يظل بلا شك واحدًا من أكثر الرموز استمرارية وتميزاً. فهذه الجاذبية غير محصورة بالظهر الجميل، وإنما بالقدرة على التطور في عالم متغيّر باستمرار.