متابعة بتجـــرد: انضمت ميسي إليوت ومغنية موسيقى الروك التجريبية كيت بوش و وأيقونة موسيقى الكانتري ويلي نيلسون إلى قاعة مشاهير الروك “روك أند رول هال أوف فايم”، الجمعة، في نيويورك بحضور نخبة من الموسيقيين الأميركيين، في أمسية ندد خلالها فنانون بالوضع الإنساني في قطاع غزة.
وشملت قائمة الفنانين المنضمين لهذا المحفل البارز هذا العام أيضا، المغني الراحل جورج مايكل، ومغنية الروك شيريل كرو، وفرقة موسيقى آر أند بي “ذي سبينرز”.
وقد جرى ضمهم إلى هذه القاعة الشهيرة التي انطلقت أولى حفلاتها السنوية عام 1986 وانفتحت مذاك على أنواع موسيقية مختلفة، بينها السول، والبلوز والـ”أر اند بي” والكانتري ثم الراب.
ووقف توم موريلو من فرقة “رايج أغينست ذي ماشين” الأميركية أمام عدسات المصورين حاملاً ورقة كُتب عليها “أوقفوا إطلاق النار”، على هامش الحفلة الموسيقية التي أقيمت في مركز باركليز في بروكلين.
ولم يتطرق موريلو علنا للوضع في قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف منذ الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس على أراضيها في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
واكتفى الموسيقي بالقول “العالم تغيّر للناس العاديين… الذين يريدون الالتزام من أجل بلد وكوكب أكثر إنسانية وسلاما وعدلاً”، وذلك لدى تسلمه الجائزة نيابة عن الفرقة التي استقطبت معجبين كثيرين بفضل موسيقاها والتزاماتها السياسية على السواء.
وعقب خطابه الناري، اعتلت ميسي إليوت، أول نجمة هيب هوب تدخل قاعة المشاهير هذه، المسرح لإحياء عرض فني إثر تقديمها من جانب المغنية كوين لطيفة.
وأكدت ميسي إليوت معتمرة قبعة ذهبية لامعة ومرتدية بزة رياضية متجانسة، أنها “تشرفت” بهذا التكريم، مذكّرة بتزامن ذلك مع الذكرى السنوية الخمسين لنشوء موسيقى الهيب هوب هذا الصيف في نيويورك، قائلة “بغض النظر عما يقوله الناس، فإن عالم الهيب هوب يتمتع بخصوصية وفرادة”.
وعند التعريف عن أيقونة موسيقى الكانتري ويلي نيلسون (90 عاما) المتحدر من تكساس، تطرق الفنان ديف ماثيوز أيضا إلى الصراع بين إسرائيل وحماس.
وقال “نعيش في عالم تُلقى فيه القنابل على الأطفال، ويتم الحديث عن أَضرار جانبية”، لكنه أضاف “أشخاص مثل ويلي نيلسون هم الذين يمنحونني الأمل”، في إشارة إلى الناشط المناهض للحرب.
وجرى الإعلان عن إدخال المغني الراحل جورج مايكل إلى القاعة العريقة من جانب زميله السابق في فرقة “وام!” أندرو ريدجلي. وأدّى ميغيل وآدم ليفين وكاري أندروود مجموعة متنوعة من أغنياته على المسرح، بينها “وان مور تراي”.
ولفت أندرو ريدجلي إلى أن جورج مايكل الذي توفي عام 2016، “كان ليشعر بالسعادة والاعتزاز”، مضيفا “كان جورج أحد أعظم المغنين في عصرنا… لقد شفى بآلامه وجعنا”.
وغنت مغنية الروك شيريل كرو بعضا من أشهر أغانيها، بينها “إف إت ميكس يو هابي” مع أوليفيا رودريغو، وانضم إليها لاحقا ستيفي نيكس وبيتر فرامبتون.
وقالت شيريل كرو “لقد كرّست كل طاقتي للتعبير عن تجاربي من خلال الموسيقى والكلمات، وها أنا أحصل على مقابل عما قدمته”.
وقدّم مغني الراب “بيغ بوي” المغنية والمؤلفة الموسيقية البريطانية الشهيرة كيت بوش (65 عاما) التي أعلنت سابقا عدم تمكنها من حضور الحفلة، لكنها قالت إنها “تتشرف” بالحصول على التكريم من “القلب النابض لصناعة الموسيقى الأميركية”، بحسب بيان.
واستطلعت القاعة آراء أكثر من ألف شخص من الموسيقيين والمؤرخين والعاملين في القطاع للمساعدة في عملية اختيار الأعضاء الجدد. ويمكن إدخال الفنانين هذا الموقع العريق بعد 25 عاما على أول إصدار موسيقي تجاري لهم.
وتُعدّ قاعة مشاهير الروك أند رول التي أنشئت في كليفلاند بولاية أوهايو في شمال الولايات المتحدة، إحدى ركائز صناعة الموسيقى. وقد عملت في السنوات الأخيرة، مثل “أكاديمية التسجيل” (ريكوردينغ أكاديمي) القائمة على جوائز غرامي، على تجديد صورتها بعد انتقادات طويلة أخذت عليها هيمنة الذكور والبيض.
وتضم القاعة فنانات بارزات من أمثال ويتني هيوستن وأريثا فرانكلين ومادونا، لكنّ النساء يمثلن أقل من 100 من بين ما يقرب من ألف عضو في القاعة منذ عام 1986.
وعادت مشكلة صورة قاعة المشاهير هذه إلى الواجهة في وقت سابق من هذا العام، عندما أدلى جان وينر – أحد أعضاء مجلس إدارة القاعة والمشارك في تأسيسها – بتعليقات اعتُبرت مهينة تجاه النساء والأشخاص ذوي البشرة الملونة، نشرتها صحيفة نيويورك تايمز خلال مقابلة حول كتابه “ذي ماسترز”.
وتحدث وينر البالغ 77 عاما، والذي شارك في تأسيس مجلة رولينغ ستون عام 1967، عن سبعة رجال بيض من بينهم ميك جاغر وبروس سبرينغستين في كتابه.
وردا على سؤال حول غياب النساء والأشخاص ذوي البشرة الملونة، قال وينر إن أحدا من أفراد هاتين الفئتين لم ينجح في أن يكون من “فلاسفة موسيقى الروك”.
واعتُبرت هذه التعليقات على نطاق واسع بأنها عنصرية ومتحيزة جنسيا، وسرعان ما استُبعد وينر من مجلس إدارة القاعة.
وتعتمد المؤسسة في الآونة الأخير تعريفا للروك لا يتمحور على النوع الموسيقي بمقدار التركيز على الروح الفنية، مع ضمها عددا من نجوم الراب والبوب وموسيقى آر أند بي والكانتري. وكان رئيس قاعة المشاهير جون سايكس قد أكد سابقا أن مجموعة الموسيقيين هذا العام “تعكس تنوع الفنانين والأصوات التي تحدد موسيقى الروك آند رول”، مشيرا إلى أنها تتزامن مع عام مهم يُحتفل فيه بالذكرى الخمسين لنشوء موسيقى الهيب هوب، والعيد التسعين لأيقونة الكانتري ويلي نيلسون.
وفي مقابلة أجريت معه أخيرا، أكد سايكس على الجهود المبذولة “لتحديث هيئة التصويت العامة” من أجل أن “تعكس الفنانين المؤهلين” للقاعة.
وقال لصحيفة نيويورك تايمز “أريد أن أتأكد من أن هيئة التصويت شابة ومتنوعة بما يكفي لاتخاذ القرارات الأكثر ملاءمة بشأن من يجب إدخاله” إلى القاعة.
وذكّر سايكس بالنساء اللواتي جرى اختيارهن في السنوات الأخيرة، بمن فيهنّ بوش وإليوت وكرو هذا العام، قائلا “علينا أن نبذل جهدا أفضل، لكننا نحرز تقدما”. أما بالنسبة للتعريف المتغير باستمرار لموسيقى الروك، فقد فسر سايكس هذه الموسيقى بأنها “ما يحرك ثقافة الشباب”، مشيرا إلى أن موسيقى الروك آند رول هي النوع الموسيقي الذي “يبدي هوسا فيه شاب يبلغ 16 عاما”.