متابعة بتجــرد: في أولى تجاربه الإخراجية، تمكن من أن يقدم عملا مميزا ومختلفا، بل الأول من نوعه في الوطن العربي بالكامل، من خلال فيلم “سكر” الذي أعاد الأعمال الغنائية والاستعراضية للشاشة العربية، بعد غياب استمر لسنوات طويلة.. إنه المخرج تامر مهدي الذي قرر أن يقدم عملا يتقارب من أعمال ديزني العالمية، من خلال أحداث مستوحاة من رواية “صاحب الظل الطويل” للكاتب الأميركي جين ويبستر، في إطار موسيقي عائلي حول يوميات أطفال يعيشون في دار أيتام تحت إدارة قاسية، ويتعاونون معًا لمواجهة ظروفهم الحياتية الصعبة.
وفي حوار له مع “العربية” أكد أنه لم يتردد للحظة لتقديم هذا العمل، كما تحدث معنا عن فكرة تحويله من مسلسل لفيلم. إلى نص الحوار:
حدثنا عن فيلم “سكر” وما الذي حمسك لتقديمه؟
التحدي هو السبب الرئيسي وراء حماسي لتقديم عمل بهذا الحجم، وهو تقديم فيلم غنائي، فأنا أحب هذه النوعية من الأعمال الفنية، فعملي في مجال الإعلانات وتحديدًا الموسيقية، كان جزءا من حلمي في إظهار قدراتي وإمكانيات أكبر في الأعمال الغنائية، فقد كنت بحاجة لفرصة كبيرة ومختلفة، وعندما عرضت عليّ هذه الفرصة لم أتردد للحظة لتقديمها.
ألم تجد أن هذا العمل بمثابة مغامرة كبيرة؟
بالطبع كان أمرا مقلقا، فالفكرة في حد ذاتها بتقديم أول تجربة غنائية في السينما العربية مرعبة، خاصة مع عدم وجود مراجع أو تجارب سابقة نلجأ إليها في التحضير للعمل وتفاصيله، الأمر الذي ساعدني على الاطلاع واكتساب خبرات عديدة، طوال مرحلتي التحضير والتصوير، وكنت أعمل على تطوير نفسي بشكلٍ شبه يومي.
فالأمر كان بمثابة تحدٍّ ومغامرة كبيرة بالنسبة لصناع هذه النوعية من الأعمال، لأنها لا تقبل الوسط فإما أن تحقق نجاحًا كبيرًا أو تفشل فشلًا ذريعًا، أما بالنسبة لي فقد تأخرت في اتخاذ خطوة المشاركة في الإخراج السينمائي لأني انتقائي للغاية، وتجربة سُكر كانت مناسبة.
وكيف وجدت تلك التجربة من وجهة نظرك؟
كنت متحمسا لها بشدة، ففيلم “سكر” بالنسبة لي تجربة متكاملة الأركان من حيث الميزانية الإنتاجية، وأبطال الفيلم، ومواقع التصوير والإمكانيات المُخصصة لإنجاز الفيلم، لذلك الفيلم كان ناضجًا وفكرته مختلفة ، كما أن به كل العناصر التي أعشقها من غناء ورقص وتمثيل وكوميديا، بالإضافة إلى الجانب التراجيدي، والتقنيات الفنية من جرافيك وديكورات مميزة، وأيضًا النص كان مكتوبًا بشكل مشجع للغاية والأغنيات المكتوبة رائعة.
وماذا عن اختيار فريق عمل الفيلم والتعاون معهم؟
الحمد لله العمل كان فيه كوادر من الممثلين والفنيين على قدر عال من المسؤولية، فكل الممثلات لم يتعبنني فأنا أحب الممثل، وكلهم تعاونوا معي ليكون الفيلم في أفضل صورة أمام الجمهور.
فوجود ممثلة من العيار الثقيل مثل ماجدة زكي إضافة كبيرة للعمل، فهي ممثلة كوميدية قوية وتجيد الانتقال من الكوميدي إلى التراجيدي بسهولة، وبالتالي هذا الدور قدمها بشكل مختلف وعودة مميزة واستثنائية لها في السينما.
أما الأطفال فاختيارهم جاء عن طريق الإعلان عن اختبارات أداء، واخترت بعضهم بعد اجتماعات عبر تطبيق “زووم”، كونهم من دول عربية مختلفة، فهناك أطفال يخوضون تجربة التمثيل لأول مرة، وبذلت معهم مجهوداً كبيراً في بداية التصوير، ولكن بعد مرور فترة أصبحوا محترفين بالفعل، وكنت أصور أغلب مشاهدهم من أول مرة.
وكيف كانت التحضيرات لهذا العمل؟
لقد استغرقت فترة التحضير ما يقرب من عام كامل، بينما تم التصوير لأكثر من عام، وتحديدا 14 شهرا تقريبا، كما أن 90% من مشاهد الفيلم تم تصويرها في ديكورات صُممت خصيصاً لهذا المشروع، بالإضافة إلى اللجوء إلى عنصر الإبهار في الصورة، واستخدام الجرافيك، ومزج الفانتازيا بالمشاهد الواقعية.
العمل كان في الأساس مسلسلا ثم تم اتخاذ القرار بتحويله لفيلم، فكيف تم ذلك؟
بالفعل كان من المقرر أن يكون مسلسلا تليفزيونيا قبل أن نتخذ قرارا بتحويله لفيلم سينمائي في اللحظات الأخيرة من عرض العمل، فأثناء عملية المونتاج والجرافيك، وجدنا أن الشكل الأنسب له هو تحويله إلى عمل سينمائي، نظرًا لإيقاعه السريع حيث في السينما سيكون الإيقاع أسرع والتناول أسهل، وبالتالي سيتحقق عنصر الإبهار من خلال الصوت والصورة المجسمة في السينما، وهذا ما أسعى، له لذلك قررت مع الشركة المنتجة تحويله إلى عمل سينمائي، وهذا الأمر لم يكلفنا سوى تعديلات بسيطة.
تم الإعلان في نهاية الفيلم أن هناك جزءا آخر؟
هذا صحيح العمل سيتم طرحه على جزأين، إذ تم عرض الجزء الأول في السينما، ونحن في المراحل الأخيرة لتقديم الجزء الثاني له، والثالث يجري كتابته، والفيلم سيكون على شكل السلسلة، مثل هاري بوتر، قابل لتقديم عدد لا نهائي من الأجزاء، وأتمنى أن تكون التجربة مكتملة وممتعة.
ومن وجهة نظرك ما السر في غياب الأعمال الغنائية عن السينما المصرية؟
السر يعود لصعوبة تقديم هذه الأعمال، إذ قال: “تقديم هذه النوعية يحتاج إلى ميزانية ضخمة، سواءً في الملابس أو تصميم الرقصات أو الديكورات الخاصة بها، وبالتالي تجعل المنتجين يفكرون كثيرًا قبل الإقبال على هذه التجربة، بالإضافة إلى أنها تحتاج لكوادر تملك القدرة على تقديم هذه الأعمال؛ كما تحتاج لرؤية إخراجية خاصة ومميزة.