أخبار عاجلة
كناوة المغربي يستعيد حيويته بعد غياب ثلاث سنوات

كناوة المغربي يستعيد حيويته بعد غياب ثلاث سنوات

متابعة بتجــرد: يعود مهرجان كناوة وموسيقى العالم بعد غياب ثلاث سنوات إلى صورته المعتادة في الدورة الرابعة والعشرين، حيث يقام في مدينة الصويرة بجنوب المغرب في الفترة من 22 إلى 24 يونيو/حزيران.

وقالت نائلة التازي مديرة المهرجان “يعود أخيرا المهرجان هذه السنة إلى صيغته وشكله الاعتياديين بعد غياب اضطراري بسبب الجائحة الصحية العالمية.. نعود اليوم أكثر إصرارا وتصميما لمواصلة مشوار الإبداع والتجديد وإدهاش متتبعينا”.

وأضافت “إذا كانت الأزمة الصحية العالمية قد أرغمتنا على تأجيل المهرجان لثلاث سنوات متتالية، فإنها بالمقابل لم تنجح في كبح عزيمتنا ومثابرتنا، فمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة يتغذى من شغفنا الكبير وإصرارنا المتواصل، اليوم وأكثر من أي زمن مضى، فإن الاستعدادات للدورة الرابعة والعشرين تثبت أن روح الصمود والتحدي لم يفارقنا أبدا”، وفقا لوكالة الأنباء المغربية.

وكانت آخر دورة للمهرجان أقيمت في 2019، بينما لجأ المنظمون في العام الماضي، بسبب بعض الصعوبات إلى ترتيب جولة للفرق المشاركة شملت أربع مدن مغربية هي الرباط ومراكش والدار البيضاء والصويرة.

وأكد منظمو المهرجان في بلاغ أنهم يعتزمون في فعاليات دورة هذا العام الاحتفاء من جديد بغنى وتنوع موسيقى كناوة وكذا بأنماط موسيقية عالمية أخرى، حيث ستمتزج نغمات الكنبري والقراقب المميزين بنبرات موسيقى الجاز بكل تلاوينه وتفرعاته، وبالفلامينكو والريكي والسالسا، وتنصهر مع إيقاعات الطوارق والتاميل.

وسيكون محبو المهرجان على موعد مع حفلات مميزة، تستهل بحفل افتتاحي استثنائي، سيجمع كلا من فرقة طبول بوراندي اماكابا وعازف الساكسفون الأميركي جليل الشاو والفنانة المغربية سناء مرحاتي والمعلمين محمد وسعيد كويو.

ورسخ مهرجان كناوة وموسيقى العالم منذ تأسيسه سنة 1998 اسمه كأحد أهم المواعيد الثقافية على الصعيدين الوطني والقاري، فمن خلال برمجة فنية دقيقة ومتجانسة ومتاحة للجميع، يجذب الحدث كل سنة آلاف الزوار من مختلف بقاع المعمور، إضافة إلى حضور عدد هائل من الفنانين والمثقفين.

ويسلط المهرجان منذ ربع قرن من انطلاقه الضوء على نوع من الموسيقى تجمع بين الشجن والصخب يقول الباحثون إنها صوت أنين وآمال العبيد الذين كان يتم جلبهم قديما من أفريقيا السوداء إلى شمال أفريقيا تمهيدا لنقلهم إلى أوروبا.

واكتسب هذا النوع من الموسيقى شهرة عالمية بعد اكتشاف نقاط تماسها مع موسيقى الجاز والبلوز المنتشرتين وسط السود في الأميركتين، وساهم المهرجان بشكل كبير في تسجيلها بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 2019.

وأعلن منظمو المهرجان أن برنامج الدورة المقبلة سيجمع فرقا وعازفين من المغرب وغينيا وبوروندي ومالي وبنين والكونغو والسنغال وفرنسا وكوبا والأرجنتين وألمانيا والولايات المتحدة وباكستان.

وبموكبه الافتتاحي التقليدي، وبحفلاته الموسيقية الأربعين الموزعة بين ثلاثة مواقع رئيسية بالمدينة هي فضاء منصة مولاي الحسن (وسط المدينة)، ومنصة الشاطئ، وفضاء “برج باب مراكش” التاريخي، وبالأمسيات الحميمية الخاصة المقامة بمقرات الزوايا الصوفية، فضلا عن منتدى حقوق الإنسان، يعود المهرجان لصيغته المعتادة.

ويشمل برنامج المهرجان هذا العام أربع موائد مستديرة يديرها عدد من المختصين والأساتذة الباحثين، بالإضافة إلى معارض فنية وورش كما يحافظ على “شجرة الكلام” وهي مساحة للتداول والحوار الهادئ بين صحافيين وفنانين وجمهور من أجل حوار بناء حول قضايا فنية وجمالية.

ويقام على هامش المهرجان اللقاء العاشر لمنتدى حقوق الإنسان الذي دأب المهرجان على استضافته، حيث يتناول في هذه الدورة موضوع “الهويات وسؤال الانتماء”.

إلى الأعلى