أخبار عاجلة
مشهد يفتح باب الانتقادات على “السرايا 2”!

مشهد يفتح باب الانتقادات على “السرايا 2”!

متابعة بتجــرد: تم حذف مشهد من الجزء الثاني من المسلسل الليبي “السرايا” الذي يعرض حاليا ضمن البرمجة الرمضانية لقناة “سلام”، وذلك نزولا عند رغبة المشاهدين.

وجاءت هذه الاستجابة من القناة “كاعتذار وإعلاء للصلح” وفق وصفها لما أحدثه أحد مشاهد المسلسل من جدل في ليبيا بسبب إثارته غضب أهالي مدينة ورشفانة الذين وجدوا في المشهد إساءة لهم ولمدينتهم.

وفي المشهد المثير للجدل أخبر فتحي كحلول الذي يجسد شخصية (سليمان) صديقه عن تعرض شجرتي لوز في أرضه بورشفانة للسرقة وأن القاضي أمر بالقبض على الفاعل، دون أن يذكر أن السارق من أهالي تلك المنطقة.

وكانت هذه اللقطة كفيلة بجعل المسلسل يتصدر المواقع الاجتماعية ومحرك البحث غوغل، حيث قسم المشهد المتابعين إلى مستنكر ورافض لهذه الإساءة في حق أهالي ورشفانة وبين من لا يجد في العمل ما يقلل من شأن المدينة وسكانها.

ومسلسل “السرايا” من تأليف سراج هويدي وإخراج أسامة رزق وإنتاج وليد اللافي وهو ثمرة تعاون ليبي – تونسي، إذ جرى تصويره في تونس وشارك فيه ممثلون من ليبيا وتونس.

ويضم العمل نخبة من النجوم العرب منهم معتصم النهار وبيار داغر وشكران مرتجى وسماح السنكري وأنور المجادي ومحمد عثمان وربيع القاطي ونضال كحلول وجمال صالح فريخ وأنور النخيلي وواصف الخويلدي ورندة عبداللطيف وسلسبيل عبدالرزاق محمد وفرج بن ناصر وأميمة عبدالقادر وأنور التير وآخرون.

والعمل الذي حصد شهرة كبيرة بين الجمهور الليبي وحتى في دول الجوار، منذ عرض جزئه الأول، يتناول بشكل درامي شيّق الصراع الكبير الذي حدث بين ليبيا والولايات المتحدة وحرب السنوات الأربع في الفترة بين 1801 و1805، والصراع بين أبناء يوسف باشا القرمانلي على حكم طرابلس، وفق تصريحات لمخرجه أسامة رزق.

وركز المسلسل على العلاقات المتشابكة وسرد الوقائع التاريخية والقصص العاطفية والمغامرات، ليعرض التاريخ بمعالجة درامية تجذب الليبيين، وخاصة أولئك الذين لا يعلمون الكثير عن تلك الحقبة الزمنية من تاريخ بلادهم.

وتكشف أحداث المسلسل عن قوة ودهاء يوسف باشا القرمانلي وذكائه في التعامل مع الدول العظمى آنذاك، في الوقت الذي كانت فيه مدينة طرابلس إيالة عثمانية، ولكنه استطاع أن يرفع من مكانتها وشأنها بين هذه الدول الكبرى، حتى أصبحت مدركة لأهميتها.

وكان الجزء الأول من المسلسل فاز بجائزة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في مجال المسلسلات التاريخية.

ويتطرق الجزء الثاني أكثر إلى الصراع الكبير الذي دار بين أبناء يوسف باشا القرمانلي، وهم أحمد بك ومحمد بك وعلي بك، على الحكم وتولي العرش من بعده، وخاصة أحمد بك الذي تمسك بحقه في الحكم مهما كلفه الأمر.

غير أن مشائخ وأعيان وحكماء ورشفانة أصدروا بيانا شديد اللهجة يهدد بالتصعيد طالبوا فيه بإغلاق قناة “سلام” التي تبث المسلسل، فضلا عن إيقاف “السرايا” وسحب الحلقات السابقة التي تثير القبيلة وفتح تحقيق ضد المخرج وطاقم العمل، محملين وزارة الثقافة مسؤولية ما صدر عن القناة.

كما أدانوا في بيانهم المشهد لما اعتبروه “إساءة” لأهالي المدينة، مشيرين إلى أن المخرج والمؤلف والمنتج “تهكموا على قبيلة لها عروق وتاريخ جهادي معروف في كل الأوساط الليبية، ووصفها بالسارقة لا يليق بأي قبيلة لها تاريخ مسطر بأحرف من نور بتاريخ الجهاد”.

ولفتوا في البيان إلى أن “من وصف هذه القبيلة بهذه الأوصاف لا يعرفها جيدا ولا يعرف تاريخها، ونعتبره أجوف وغير متابع لتاريخ القبائل العريقة”، مشددين على أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيادي وسيحاسبونه على كل حرف كتبه في حق القبيلة عاجلا أم آجلا.

ووجد مُعمر الضاوي آمر الكتيبة 55 مشاة في المشهد “محاولة لتشويه صورة المدينة وتصويرها على أنها كانت مهدا للحرابة والسرقة منذ القدم”، معتبرا أن “(السرايا 2) يسعى لرفع مستوى مشاهداته الهابطة على حساب تاريخ واسم مدينة ورشفانة”.

وقال إن “العمل المسموم يزور التاريخ خدمة لحقبة استعمارية غابرة… ويطعن في مدن الجهاد الليبي المشهود لها في التاريخ وتصويرها على أنها مدن للإجرام فقط لأنها لم ولن ترضى بأن يكون أي تواجد أجنبي على أرضها”، معربا عن استنكاره وامتعاضه الشديدين من هذا التصرف الأرعن غير محسوب العواقب من قبل كاتب ومخرج ومنتج العمل والقناة والممثل الذي جسد الدور.

وطالب “بتقديم اعتذار علني ورسمي وصريح وحذف المقطع المسيء لتاريخ ورشفانة وأهلها”.

وترى صفحة على فيسبوك باسم “السواني الجديدة” أن “المسلسل أساء للتاريخ قبل أن يسئ لأهلنا في ورشفانة”.

وأصدرت قناة “سلام” على ضوء البلبلة التي أحدثها المشهد بيانا تؤكد فيه دعمها لوحدة صف الليبيين واحترامهم، وأنها “لا تجد أي غضاضة في تقديم الاعتذار لكل من فهم المشهد على غير نيته أو حقيقته، وأن احترام القبائل الليبية ودرء الفتنة أولى لديها من الجدالات والنقاشات والدفاع عن وجهة النظر الأخرى”.

وأضافت أنها “إكراما لأهالي مدينة ورشفانة العريقة قد قررت حذف المشهد المشار إليه، مؤكدة أن قبيلة ورشفانة وأهلها أعز لديها وأولى من التبرير”، محذرة من “حملات الفتنة والتزوير”.

وشددت على أن “المشهد في مسلسل (السرايا2) الذي أثير حوله اللغط لا يتضمن ما حمل عليه من تأويلات وتحليلات غير واقعية وهي معاكسة تماما لمضمونه ووضعه ضمن السياق الدرامي”.

ورغم استجابة القناة وحذفها للمشهد، فإن صفحة “المغاربية الآن” على فيسبوك لفتت إلى أن “قبائل ورشفانة غرب ليبيا قررت اللجوء إلى القضاء لإيداع دعوى ضد طاقم المسلسل بتهمة الإساءة والتشويه، مطالبين بإيقاف عرضه”.

ونشر موقع باسم “أخبار ليبيا 24” على تويتر استطلاعا للرأي جاء فيه “هل يكفي اعتذار إدارة قناة سلام (النبأ سابقا) لقبائل ورشفانة عن التشويه الذي صدر عن فريق عمل مسلسل السرايا2 بقيادة وليد اللافي نعم أم لا؟

في حين دافع بعض النشطاء على المواقع الاجتماعية عن المسلسل، معتبرين أن المشهد لا يحمل أي إساءة في حق المدينة وأهلها، مشيدين بقيمة العمل وجودته وبأداء الممثلين.

وقال معلق يدعى محمد إبراهيم محمد “مسلسل السرايا 2 الذي يتم عرضه على قناة سلام .. رغم أنه يحكي عن فترة الحقبة العثمانية وحكم القرامليون .. إلا أن العمل واضح أنه مصروف عليه، وتم تنفيذه بحرافية وتقنية عالية ومجهود وطاقم العمل تم اختياره بحرافية عالية جدا.. كلمة حق تقال المسلسل يستحق المشاهدة”.

وأضاف معلق يدعى هاشم الزروق “السرايا 2 عمل فيه كمية كبيرة من الإبهار البصري والاقتدار الفني والأداء المتمكن”.

ويبدو أن المسلسل رغم الانتقادات يحظى بنسب مشاهدة عالية ما انفك المخرج أسامة رزق يؤكدها مع بث كل حلقة، حيث كتب على صفحته بفيسبوك “أكثر من 22 ألف مشاهدة في البث المباشر للحلقة الخامسة من السرايا التي شهدت معركة أبناء يوسف باشا بالسيوف”.

ويذكر أن إدارة مهرجان ليالي المدينة القديمة أتاحت فرصة أمام “السرايا” ليعرض الأزياء الخاصة بجزأيه في درا عبدالله كريستة طيلة شهر رمضان، ويعد هذا المعرض الأول من نوعه الخاص بمسلسل درامي في تاريخ ليبيا.

إلى الأعلى