أخبار عاجلة
“ليلة السقوط” تكشف فظائع داعش في الموصل

“ليلة السقوط” تكشف فظائع داعش في الموصل

متابعة بتجــرد: يطل مسلسل “ليلة السقوط” وهو من إنتاج مشترك بين مصر وسوريا والعراق أخيرا على الجمهور العراقي والعربي في الموسم الرمضاني الحالي، بعد عامين من انطلاق تصوير مشاهده.

ويتناول المسلسل أحداث الموصل إبان سنوات احتلالها من قبل داعش بين عامي 2014 و2017، ويستعرض الظروف المأساوية التي عاشها الأهالي خلال تلك الحقبة وكيف استطاعت القوات المسلحة العراقية بالشراكة مع قوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي من دحر التنظيم الإرهابي.

ويضم “ليلة السقوط” الذي تم تأجيل عرضه في العام الماضي 150 من الفنانين العرب ومنهم طارق لطفي، صبا مبارك، باسم ياخور، كندا حنا، جواد شكرجي، محمد قنوع، ذوالفقار خضر، كادي القيسي، رياض شهيد، ألاء نجم، ميلاد يوسف، أحمد صيام، والمسلسل من تأليف مجدي صابر ومن إخراج ناجي طعمي.

وقال باسم ياخور في تصريحاته لبرنامج “عيشوا معنا” الذي يعرض على قناة روتانا خليجية إن “المسلسل الذي تم تصويره في عدة مناطق متنوعة يركز على الشق الإنساني في ما ارتكابه التنظيم الإرهابي في منطقة شمال العراق من عمليات همجية وسبي في حق السكان، وكيف تم استجماع القوة والتضامن الشعبي لإيقاف هذه الممارسات”.

ولفت إلى أن “تصوير هذه الأحداث المؤسفة دراميا لا يقدم صورة متكاملة لما وقع في تلك المنطقة، لكنه يمنح المشاهد نقطة معينة باستطاعته تعميمها بأشكال أكبر وأشمل، فمن خلال الدراما نوثق جزءا من هذه الأحداث التي جرت في إطار درامي مشوق وقصة ممتعة متمنين أن تكون هذه الصفحة قد طويت”.

ويجسد باسم ياخور في المسلسل شخصية صحافي يرفض أن يكون بعيدا عن الحدث، فيدخل إلى جوهر التنظيم ليدرس حالته: كيف يفكر، كيف تتم هذه المسائل، ليوثق هذا الموضوع ويتعامل مع الجهات المختصة من أجل الوصول إلى إنقاذ الفتاة التي يحبها.

وكشف باسم ياخور أن “الصحافي لا يبحث عن الخلاص الفردي فحسب، وإنما يبحث عن إنقاذ من يحب من خلال المجازفة بنفسه، وأيضا يعرض نفسه للتهلكة من أجل قضية أكبر وهي قضية وطن بشكل عام”.

ويلعب الممثل المصري طارق لطفي أحد أدوار البطولة في المسلسل متمثلة في شخصية أبوعبدالله الدباح وهو اسم درامي ولا يمت للواقع بصلة، لكن الشخصية بتركيبتها وأفعالها تشبه العديد من قادة داعش.

ويبدو أن النجم المصري متمسك بعباءة الإرهابيين التي اكتسب بفضلها شهرة واسعة بدأت منذ الموسمين الرمضانيين الماضيين، حيث شارك في مسلسل “القاهرة كابول” الذي تناول التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة العربية.

ورغم لعب طارق لطفي البطولة في كلا العملين، فإن المؤلف المصري مجدي صابر ينفي في تصريحات لموقع النهار اللبناني أن تكون فكرة “ليلة السقوط” مُشابهة لمسلسل “القاهرة كابول”.

ويركز “ليلة السقوط” إلى جانب الحضور الذكوري للمقاتلين مع داعش والمقاومين له على حد السواء، على المرأة العراقية المقاومة للتنظيم الإرهابي وعناصره، ومدى قدرتها على تقديم الدعم ومساندة الرجال في المواقف الصعبة، وعدم الاكتفاء بالبقاء في المنزل، لكنه يتطرق أيضا للمرأة المجندة ضمن عناصر التنظيم والتجاوزات التي يمكن أن ترتكبها في حق غيرها من النساء.

ومن الأدوار النسائية المهمة في المسلسل، تحضر الممثلة الأردنية صبا مبارك في دور طبيبة إيزيدية تقع في أسر تنظيم داعش بالعراق، وتتعرض للتعذيب والتنكيل، وتقدم من خلال شخصيتها هذه صورة عمّا تعرضت إليه النساء الإيزيديات من انتهاكات ومعاناتهن من بطش عناصر التنظيم.

ومسلسل “ليلة السقوط” منذ الإعلان عن بدء تصويره في عام 2021 وهو لا يزال يثير الكثير من الجدل حوله، فإلى جانب حساسية القضايا التي يطرحها أحدث جدلا حول اختيار مجدي صابر لكتابة العمل، حيث ربط البعض بين ديانته القبطية وعدم قدرة على الإلمام بكل تفاصيل الجماعات التكفيرية الإسلامية ومنهجها الديني.

إلا أن المؤلف المصري شدد في العديد من التصريحات على أن اختياره من قبل شركة الإنتاج لكتابة “ليلة السقوط” كان بسبب نجاحاته السابقة وليس بسبب ديانته، مبينا أنه بحث لثمانية أشهر قبل الشروع في كتابة المسلسل، واعتمد على شهادات حية لأشخاص عايشوا احتلال داعش للموصل ومعاناتهم الشخصية، كما اطلع على الفتاوى التي أصدرها شيوخ التنظيم لتحليل جرائمهم باسم الدين.

ومع ذلك، فإن العمل الذي بدأ عرضه في الثالث والعشرين من مارس/آذار على عدد من القنوات العربية والعراقية أمام تحدي كبير لإيصال رسالته، إذ كيف لكاتب مصري ومخرج سوري وممثلين من جنسيات عربية متنوعة وبنص يراوح بين اللهجة البيضاء واللهجة العراقية أن يستطيع تجسيد معاناة الموصل وإيصالها إلى المجتمعات العربية على اختلافها.

إلى الأعلى