أخبار عاجلة
حين تتحوّل الدعارة إلى ملاذ..”سطوب” فيلم جديد يستفز المغاربة

حين تتحوّل الدعارة إلى ملاذ..”سطوب” فيلم جديد يستفز المغاربة

متابعة بتجــرد: ينزع البعض للتمرد على الأعراف والتقاليد أو تجاوز الخطوط الحمراء الممثلة في جملة من النواميس الأخلاقية، لكن بقطع النظر عن الدوافع التي تحرّضهم على ذلك يصبح هذا العالم المرفوض اجتماعيا ملاذا لهم للهرب من الفقر والتهميش.

ويحمل فيلم “سطوب” للمخرج المغربي مصطفى فاكر الكثير من هذه التفاصيل التي تتحول فيها الدعارة إلى الملاذ الوحيد للتمكن من الحصول على “لقمة العيش”، وحيث يصبح الملهى الليلي مستشفى مؤقتا في عالم تطغى فيه المظاهر.

ويقدم هذا العمل السينمائي تحليلا اجتماعيا حقيقيا لاستقراء عميق لفهم كل ذلك، حيث يعرض الفيلم ذو الحمولة الفلسفية للعديد من القضايا الاجتماعية من خلال اعتماد بنية درامية تستفز الحس النقدي للمشاهد من أجل تحفيز النقاش أو التفكير العميق في عدد مهم من الموضوعات.

وفي نوع من السخرية الاجتماعية التي تتخذ مدينة آسفي كخلفية لها يغوص الفيلم بالمتفرج في العديد من مشاهد الحزن وقلق الشخصيات غير النمطية سواء في رؤيتها للحياة أو في تباين اتجاهاتها.

ويكشف مصطفى فاكر من خلال نظرة فريدة عددا من القضايا المتعلقة بتشيئ المرأة وقضايا اجتماعية أخرى مثل الاتجار بالمخدرات والسكر والفساد.

ويعرض فيلم “سطوب” أيضا للتضارب القديم الجديد بين الخير والشر ومسارات حيوات تسممها المعاناة تبدو فيها الدعارة الملاذ الوحيد للتمكن من الحصول على “لقمة العيش”، وحيث يصبح الملهى الليلي مستشفى مؤقتا في عالم تطغى فيه المظاهر.

وقال منتج الفيلم ومؤلف موسيقاه إبراهيم بركات وفقا لوكالة المغرب العربي للأنباء إن “سطوب” يشكل “حكاية إنسانية” تم إنجازها خلال فترة كورونا بمشاركة عدة ممثلين من فرقة المسرح الحي بآسفي.

وتدور أحداث الفيلم حول قصة طالبة شابة تدعى سناء تعد أطروحة حول العديد من الآفات الاجتماعية (تهريب المخدرات، الدعارة، الفساد..) وعصام المغني في ملهى ليلي الذي يعيش خلافا يوميا مع والده المؤذن المتقاعد الذي لا يروق له نمط حياة ابنه.

ورغم اختلاف وجهات النظر حول مجموعة متنوعة من المواضيع التي يعالجها الفيلم بما في ذلك النظرة إلى المرأة التي تعتبرها سناء التي تلعب دورها (فاطمة الزهراء ميراني) “محيطا” بينما يعتبرها عصام الذي يجسد دوره (أنس محسن) مجرد شيء، سيتقاطع قدرهما ويفضي بهما المسار إلى ولادة قصة حب تجمع بينهما.

ويقف المشاهد مع تطور الأحداث على التعارض القائم بين عالم الأخلاق وعالم التمرد على الأعراف الاجتماعية، وفي الخلفية الدرامية يوجد الفقر والتهميش والمعاناة.

ومن خلال عرض هذه التناقضات والاختلاف في التصورات والشرط الإنساني للمرأة وشبكات الاتجار بالمخدرات وإشراك الأطفال فيها وقسوة الحياة وأحزان الشخصيات، يقدم الفيلم تحليلا اجتماعيا حقيقيا ولا يكتفي بمجرد عرضه، بل يوفر جميع المتطلبات اللازمة لإنجاز دراسة اجتماعية لهذه القضايا التي تسود جميع دول العالم.

ويضم فيلم “سطوب” عددا من نجوم السينما والدراما المغاربة منهم أحمد الناجي ورفيق بوبكر وفاطمة وشاي وإبراهيم خاي وآخرين إلى جانب مواهب شابة مثل يوسف أوزلال.

وخرج الفيلم أخيرا إلى مصافحة عشاق الفن السابع في مختلف قاعات السينما بعدة محافظات بالمغرب، وجاء ذلك بعد عرضه ما قبل الأول في قاعة سينما “ميكاراما” بالرباط بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة.

إلى الأعلى