أخبار عاجلة
“الصفقة”.. دراما كويتية على خطى العالمية عبر نتفليكس

“الصفقة”.. دراما كويتية على خطى العالمية عبر نتفليكس

متابع بتجــرد: في أول عمل كويتي من انتاج منصة نتفليكس، تثبت الدراما الكويتية، والعربية بشكل عام، أن العيب الوحيد الذي يمنعها من منافسة الأعمال العالمية هو الكتابة.

المسلسل الذي بدأ عرضه مؤخراً، مترجما إلى عشرات اللغات، يحمل اسم “الصفقة” بالعربية وThe Exchange بالإنجليزية، وبالمناسبة العنوان الانجليزي أدق، لأن الكلمة تعني أيضا “التبادل التجاري” أو “البورصة” والعمل يدور داخل أروقة البورصة.

يدور المسلسل الذي يتكون من 6 حلقات فقط، والمستلهم من شخصيات حقيقية، حول أول امرأتين تعملان في البورصة الكويتية خلال ثمانينات القرن الماضي، في مجتمع مغلق يحكمه ويسود فيه الرجال، ومعاد للنساء.

يبدأ العمل بطلاق فريدة (التي تؤدي دورها روان مهدي) من زوجها المخادع، الذي نعرف بعد ذلك أنه حصل على مبلغ مالي كبير من والد فريدة ليوافق على طلاقها، وأنه يرفض الانفاق على ابنته، ما يضطر فريدة إلى إخراجها من مدرستها الخاصة لتلحقها بمدرسة حكومية.

ولفريدة ابنة خالة عزباء هي منيرة (تلعب دورها منى حسين) تعمل بالبورصة، طموحة عملياً، ولديها استعداد لارتكاب بعض المخالفات الأخلاقية المهنية في سبيل النجاح والترقي.

ورغم علاقة القرابة والصداقة التي تجمع الاثنتين، لكن الغيرة والمنافسة متبادلة بينهما، وعندما تنضم فريدة للعمل بالبورصة مع ابنة خالتها، تواجه الإثنتان تحامل ومضايقات وتحرشات الرجال (وعدم وجود دورة مياه خاصة بالنساء في المبنى)، بالإضافة إلى التنافس الشخصي المستمر بينهما.

وبجانب هذه الصراعات الرئيسية هناك مشكلة فريدة مع طليقها، الذي يواصل ملاحقتها ومضايقتها بطرق مختلفة أملا في أن تعود إليه، وهناك علاقة منيرة بزميلها ورئيسها في العمل حسن (يؤدي دوره فيصل العميري) وهي مزيج من الاعجاب والحب والرغبة في السيطرة والتنافس الشرس.

ومن أفضل الخطوط الجانبية في المسلسل العلاقة المعقدة بين فريدة وابنتها، وهذه الابن، على عكس معظم أطفال الدراما العربية، شخصية مركبة جريحة بسبب طلاق أبويها، ولكن لا تتورع عن لوم أمها والحقد عليها واستغلال أبيها، وكذلك العلاقة بين منيرة وأمها التي تغار من ابنتها، وتقلل من شأن أي شئ تفعله.

الجدير ذكره أن مسلسل “الصفقة”شارك في كتابته آدم سوبيل وآن سوبيل ونادية أحمد، وقام بإخراجه كل من كريم الشناوي وجاسم المهنا.

وقد قام كلا المخرجين بدورهما في بث الحياة والحيوية في النص، من خلال التنفيذ التقني الجيد وتوجيه الممثلين المبدعين سواء في الأدوار الرئيسية أو الثانوية، وأيضا من خلال تجسيد الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، عبر الاهتمام بالديكورات والملابس والسيارات وتفاصيل البيوت والشوارع بشكل عام.

لكن ذلك كله لم يكن ليتحقق بدون انتاج واع وسخي، والتحية واجبة لمنصة نتفليكس والشركة الكويتية المنتجة لهذا العمل المشرف.

إلى الأعلى