أخبار عاجلة
“التونسية” فيلم يوثق تجربة بشيرة بن مراد النضالية

“التونسية” فيلم يوثق تجربة بشيرة بن مراد النضالية

متابعة بتجــرد: تستقبل مدينة الثقافة بالعاصمة تونس بعد طول انتظار العرض الأول من الفيلم الوثائقي “التونسية” للمخرج منصف بربوش الذي اختار في عمله الجديد الاحتفاء برائدة الحركة النسائية بشيرة بن مراد.

وجاء إعلان بربوش عن موعد عرض الفيلم الذي سيكون بقاعة عمار لخليفي بمدينة الثقافة في 4 فبراير/شباط ليؤكد الانتهاء أخيرا من إنجاز هذا العمل الذي شهد أزمة في إنتاجه، إذ لم يتلق المخرج تمويلا من الدولة التونسية مكتفيا بإمكانياته المادية الشخصية وبدعم من عائلة بشيرة بن مراد.

وكشف المخرج عبر صفحته الخاصة على فيسبوك أن إنجاز عمله الجديد استغرق سنتين، لكن عملية جمع الوثائق والصور الخاصة بالراحلة بشيرة بن مراد (1913 / 1993) استغرق ثلاثين سنة.

ولفت إلى أنه استند في إعداد فيلمه إلى وثائق متنوعة تحصل عليها من الأرشيفين الفرنسي والبلجيكي، إلا أنه لم يجد أي وثائق تتعلق فهذه المناضلة في الأرشيف الوطني التونسي.

“سنمضي إلى الأعالي، سنمضي إلى الآفاق وأقدامنا راسخة في هذا البلد” بهذه الكلمات التي اقتباسها بربوش عن بشيرة بن مراد كشف أن تفاصيل هذا الحلم الفكري يحاكيها فيلم “التونسية”.

ورسم الفيلم الوثائقي بين التحرر الفكري المجتمعي والنضال الديمقراطي صورة تكاد تكون مكتملة عن حياة بن مراد وانطلق المخرج من وسطها العائلي الذي أثرى زادها المعرفي وانتهى بدورها السياسي في الدفاع عن قيم الديمقراطية وتكوين برلمان تونسي.

ويتضمن العمل شهادات عن مشاركة المناضلة الراحلة في الحراك الذي عرفته تونس خلال النصف الأول من القرن العشرين وهو من بطولة الممثلة حليمة داود.

وقال بربوش إنه اعتمد على “الكثير من الشهادات الحية والمتنوعة من عائلة بن مراد وشخصيات حقوقية وسياسية من أصدقائها”.

وأشار إلى أن “المراوحة بين محاكاة الأحداث وتجسيدها كشفت عن تفاصيل دقيقة تخص حياة رائدة الحركة النسائية في تونس ومؤسسة الاتحاد الإسلامي النسائي التونسي الذي كان يهدف إلى تعليم الفتيات وجمع التبرعات لفائدة طلبة شمال أفريقيا الذين يدرسون في فرنسا”.

ويوضح الفيلم في عمقه فشل الاستعمار الفرنسي في صد (للا بشيرة) عن النضال والتوق إلى إعلاء مكانة المرأة التونسية في المجتمع، بحسب بربوش.

وتتوالى الأحداث لتكشف عن نجاح هذه المناضلة في زيارة الكثير من المدن وتأسيس فروع نسائية تابعة للاتحاد النسائي الإسلامي وهو ما يدفع بالشرطة الفرنسية إلى سجنها داخل الحمّام السوري توجسا من قدرتها على التأثير وتكوين شعبية ثورية.

وأكد بربوش أن “الكثير من الحقائق الأخرى تتضح في زوايا الفيلم من بينها علاقة بشيرة بن مراد بالرئيس السابق الحبيب بورقيبة وزهدها في حياتها الاجتماعية والسياسية”.

ففي سنة 1953 تم استبعاد بن مراد عن المساهمة الفعلية في العمل النسائي بسبب غضب الحبيب بورقيبة منها إثر خطاب ألقته في معهد كارنو بتونس دعت فيه إلى المساواة المطلقة في الحقوق السياسية بين المرأة والرجل في وقت كانت فيه تونس على أبواب الاستقلال.

وشوق بربوش متابعيه للعرض المرتقب غدا السبت قائلا “بشيرة بن مراد بطلتي العزيزة فهمت الطريق الصحيحة لمناعة الإنسان التونسي ورقيه”، معربا عن شكره لكل فريق العمل، ومترحما على روح المناضل السياسي عبدالحق الأسود.

إلى الأعلى