أخبار عاجلة
مهرجان الفيلم المغربي في طنجة يسدل الستار بجدل حاد حول نتائجه

مهرجان الفيلم المغربي في طنجة يسدل الستار بجدل حاد حول نتائجه

متابعة بتجــرد: سمة المشهد الفني في المغرب أن يرافقه الجدل في كل سكناته وحركاته، وهو ما كان مع الدورة الثانية والعشرين من المهرجان الوطني للفيلم الذي اختتم فعالياته في مدينة طنجة أول أمس السبت، بإعلان قائمة المتوجين من أفلام طويلة وقصيرة روائية ووثائقية، لتنطلق مباشرة موجة التنويه من جهة والتقريع من جهة أخرى.

ويمكن اعتبار الدورة العشرين دورة «جبر الخواطر»، فالكل حضر والكل شارك والكل فاز عندما فازت السينما المغربية وبسطت فرجتها بِغَثِّها وسمينها، والتقط الجميع صورا للذكرى من دورة أصرت على أن تكون استثنائية حتى وهي تعلن عن قائمة المتوجين، فقد جاءت بعد غياب اضطراري تسبب فيه «كوفيد 19».

الحفل الختامي للمهرجان الوطني الذي احتضنه المركز الثقافي «أحمد بوكماخ» في طنجة، شهد تتويج فيلم «زنقة كونتاكت» للمخرج المغربي إسماعيل العراقي بالجائزة الكبرى. أما باقي الجوائز فقد توزعت بين جائزة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ومنحت مناصفة لفيلم «ميكا» لإسماعيل فروخي، وفيلم «لو كان يطيحو لحيوط” لحكيم بلعباس الذي فاز أيضا بجائزة التوضيب.

في حين آلت جائزة أحسن دور رجالي للممثل يونس بواب عن دوره في فيلم «جبل موسى» للمخرج إدريس مريني، فيما كانت جائزة أحسن دور نسائي من نصيب الممثلة جليلة التلمسي عن دورها في فيلم “أسماك حمراء” لعبد السلام كلاعي الذي فاز بدوره بجائزة أحسن سيناريو.

وبالنسبة لجائزة ثاني أفضل دور رجالي فقد منحت للممثل عز العرب الكغاط عن دوره في فيلم “ميكا” لإسماعيل فروخي، كما نالت جائزة ثاني أحسن دور نسائي الممثلة فاطمة عاطف عن دورها في فيلم «زنقة كونتاكت» لإسماعيل العراقي.
جائزة العمل الأول منحت مناصفة لكل من فيلم «بين الأمواج» للهادي ولد امحند، و»جرادة مالحة» لإدريس الروخ، أما المخرج نبيل عيوش فقد فاز بجائزة أحسن إخراج عن فيلمه «علي صوتك».

باقي جوائز المهرجان منحت تتويجها في الصوت لحمزة فاكر عن فيلم «أناطو» لمخرجته فاطمة بوبكدي، وجائزة الإنتاج لحسن الشاوي عن فيلم “السلعة”، وجائزة التصوير لعلي بنجلون عن فيلم «حبيبة» لمخرجه حسن بنجلون، وجائزة الموسيقى الأصلية لإدريس المالومي في فيلم «فاطمة المرنيسي السلطانة التي لا تنسى» للمخرج محمد عبد الرحمان التازي.

كما نوهت اللجنة بشكل خاص، بالطفل زكرياء عنان عن دوره في فيلم “ميكا” للمخرج إسماعيل فروخي.

لم يتوقف سيل الجوائز عند الأفلام الروائية الطويلة، بل شمل كما هي العادة نظيرتها القصيرة، فتم تتويج فيلم «حكاية» للمخرج محمد بحاري بالجائزة الكبرى، أما جائزة أحسن سيناريو في الصنف نفسه، فقد عادت لفيلم «زياد» للمخرج يونس المجاهد، بينما منحت لجنة التحكيم جائزتها مناصفة لفيلم «أيام الربيع» لعماد بادي وفيلم «صمت عايدة» لكمال المسعودي، فيما نال فيلم «نجمة مارس 2020» لليلى مسفر تنويها خاصا من اللجنة.

الأفلام الوثائقية بدورها كان لها نـــــصيبها من التتويج، حيث فاز فيلم «مدرسة الأمل» لمــــحمد العبودي بالجائزة الكبرى، فيما منحت جائزة لــــجنة التحكيم، مناصفة، لفيلم “الشيخ ماء العينين الإمام المجاهد والعالم الرباني” لعز العرب العلوي، وفيلم “بوليود المغرب” لعبد الإله الجوهري. وحصل فيلم «لمعلقات» لمريم عدو على تنويه خاص إلى جانب «لعزيب» لجواد بابيلي.

المهرجان خصص حيزا لجوائز الجمـــعية المغربية لنقاد السينما، والجمعية الوطنية للأندية السينمائية، وتم تتويج عدد من الأفلام.

ولم تمر سوى ساعات قليلة من اختتام المهرجان، حتى بدأ سيل التدوينات المهنئة والمنـــوهة الصادر عن المتوجين وأصدقائهم وعموم الجمهور الفني، وفي الجهة المقابل تدوينات غاضبة ومنتقدة وكاشفة لما يمكن أن يسمى عثرات الدورة 22 للمهرجان الوطني للفيلم.
نبدأ بالتدوينات السعيدة التي نشرها الفائزون أو بعض منهم في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ويحضر ما كتبه المخرج المغربي عبد الإله الجوهري عن فيلمه الفائز: «أن يحصل فيلم (مغاربة بوليود) على جائزة لجنة التحكيم من اللجنة الرسمية، وتنويه خاص من لجنة النقد، التي تكونت من أعضاء في الجمعية المغربية لنقاد السينما، دليل على أن العمل لامس شغاف الـــــقلب وأجاب عن أسئلة واقعية ممتدة في عمق الوجدان المغربي، كما استجاب للأبعاد الفنية والتقنية الخاصة بالفيلم الوثائقي ومميزاته الجمالية».

تدوينة أخرى في سياق الاحتفال كتبها المنتج عبد السلام المفتاحي، ولم يتجاوز في سطورها تعداد الجوائز التي حصلت عليها الأفلام التي أشرف على إنتاجها، أما المخرج إدريس الروخ صاحب فيلم «جرادة مالحة»، فقد أعاد نشر تدوينات زميلاته وزملائه المهنئين له على الفوز في المهرجان، كما قدم الفنان الشوبي التهنئة لفريق فيلم «زنقة كونطاكت» بمناسبة الفوز بالجائزة الكبرى.

في الضفة الأخرى، نــــجد تدوينات منتقدة بشدة وغاضبة، وأولها ما كتبه الناقد المغربي محمد شويكة الذي قال «بوصلة موضوعية التحكيم على وشك الضياع، مع العلم أنها اختلت منذ سنوات بسبب التحكمات التي صار يخضع لها تشكيل اللجان عن طريق إغراقها بالمصوتين والتابعين والحَوَاريين، وهو الأمر الذي لا يخدم الصناعة السينمائية الوطنية في شيء، ويُتَفِّه خطوات مبدعيها وصناعها ونقادها ومحبيها».

وبعد أن وضع عددا من نقاط الحذف التي تفيد أن هناك ما يقال، أضاف شويكة، لقد كان ذلك منتظرا إذا ما انتبهنا إلى كواليس الأوضاع السينمائية في الآونة الأخيرة»، وختم بالإشارة إلى أنه «لا قيمة لجائزة يتبعها اللغط» .

قسوة هذا التعليق لا تضاهيه سوى ما كتبه عبد المجيد السدراتي الذي عنون تدوينته بـ «من شوف تيفي إلى شوف سيني»، في إشارة إلى موقع إخباري مغربي يثير الكثير من الجدل في الوسط المهني والمجتمعي المغربي.

وقال إن لجان التحكيم عادة ما تتعرض «إلى انتقادات عن اختياراتها، لأنها منحت بعض الجوائز لأفلام أقل مستوى من أخرى».

وأضاف «أن تخطئ اللجنة في بعض اختياراتها فهذا وارد جدا بحكم عدم تجانس أعضائها واختلاف مشاربهم الثقافية ورؤاهم الفنية والجمالية. لكن ما حدث في لجنة الفيلم الوثائقي اليوم في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة غير مقبول على الإطلاق، وأمر يدعو إلى التـــساؤل على من يقف وراء هذه اللجنة التي وضعت بالمقاس، وتم اختيار أعضائها بعناية دقيقة لتأدية المهمة (التوصية) المنوطة بهم».

وحســـب صاحب التدوينة، فإن أغلب أعضاء لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي «نكرة في حقل السينما أو حديثي العهد به»، موضحا في السياق ذاته، «قد نتفق أو نختلف مع الجــــوائز الممنوحة في صنف الفيلم الروائي الطويل والقصير، رغم أن أكثر من ثلثي ما عرض في المهرجان عبارة (خردة سينمائية)».

وأكد سدراتي أنه «عندما تقدم لجنة الفيلم الوثائقي وتضع معيار الصداقة والمصالح محددا في التقييم، فهذا أمر يستحق منا وقفة تأملية حقيقية».

وأضاف جازما «لا يمكن مكافأة مخرجين فضلوا الاستسهال والتبسيط والتسطيح على حساب آخرين اختاروا الصعب، وشقوا من أجل تقديم أعمال في قالب فني ولغة سينمائية متميزة.»

في السياق ذاته، دعا المنتج رشيد حجوي إلى «إعادة النظر في لجنة التحكيم»، فيما كتب الفنان مصطفى العلواني إن «المبدع لـــحسن زينون عصفور النار، يغضب على لجنة تحكيم المهرجان الوطني للفيلم في طنجة… ويـــفضح المســـتور»، ولم يكشف عن هذا المستور الذي تم فضحه.

إلى الأعلى