أخبار عاجلة
جدل وانتقادات.. “دي جي سنايك” يغني للجزائر

جدل وانتقادات.. “دي جي سنايك” يغني للجزائر

متابعة بتجــرد: يقترب فيديو كليب “ديسكو مغرب” للموسيقي العالمي ذي الأصول الجزائرية، دي جي سنايك، من تحقيق 10 مليون مشاهدة، بعد ثلاثة أيام من طرحه على منصة يوتيوب. لكن هذا النجاح الباهر الذي يصور جمال الثقافة الشعبية الجزائرية، لم يخلّف وراءه الإعجاب فقط، بل طالته انتقادات كثيرة، لكونه قدّم، في نظر البعض، كليشيهات غير واقعية عن البلاد.

يصور الفيديو كليب، في أربع دقائق، عدداً لا متناهياً من طبوع الرقص الجزائري الشعبي، الذي يتم تأديته في الحفلات والولائم والمناسبات، وتتغيّر الصور باختلاف مناطق البلاد، حيث لكل جهة رقصتها الشهيرة، وعروض فرسانها على الأحصنة الجزائرية الأصيلة، أو على الجمال في الصحراء، وحتى على الدراجات النارية التي يتفنّن بعض الشباب في  تقديم استعراضات بها لا تخلو من مخاطر.

وينطلق الفيديو بعرض مشاهد تحنّ لزمن “ديسكو مغرب”، وهي أشهر مؤسسة فنية تخصّصت في إنتاج أشرطة أغاني الراي لكبار المطربين الجزائريين سنوات الثمانينات، ثم اندثرت مع الزمن، ولم يبق منها سوى مقرّها القديم كشاهد على وجودها الذي لم يُمحَ من ذاكرة الجزائريين، فديسكو مغرب، رغم أنها صارت من التاريخ، لا تزال لازمة يقدم بها مطربو الراي الجدد أغانيهم ويتبركون بمجدها الذي صنع أسماء عالمية.

ويظهر الموسيقي في مقاطع قصيرة، وهو يرقص مردداً عبارات إيقاعية شعبية مثل “شطح ردح” أي: “ارقص وحرك”، وأحياناً وصلات من أغاني الراي، تقطعها أنغام الآلات الموسيقية التقليدية مثل “الغيطة”، وهي مزمار شعبي أو”الدربوكة” وهي الدف، في جو من المشاهد يبعث على السرور والرغبة في الفرح.

وبدا “دي جي سنايك”، واسمه الحقيقي “وليام سامي غريغ احسين”، مبتهجاً جداً بالعمل الذي قدّمه، ومعتزاً بأصوله الجزائرية، رغم نشأته في فرنسا. وكتب على أنستغرام يقول: “عندما كنت طفلاً صغيراً، أذكر أنّ عمّي كان يشغّل أغاني حسني وخالد وهو يقود سيارته في باريس”. وتابع يقول: “اليوم أيضاً، لا يزال كلّ ذلك حاضراً بالنسبة لي، ولا يزال (الفن الجزائري) يلهمني، قبل أن يضيف: “من نيويورك إلى دلهي، كل عمل أقدّمه يحكي قصة، هي قصّتي”.

وكعادة كل عمل فني يتناول بلادهم، اختلف الجزائريون على كليب الموسيقي، بين من رآه يسوّق نظرة حسنة، بل ويساهم في الترويج للوجهة الجزائرية في السياحة، على اعتبار أن الفنان لديه صيت عالمي، وبين من قال عكس ذلك، إنه عمل يعطي نظرة سلبية وعشوائية عن الجزائر ووهران، ويعطي صورة نمطية عنها أنها مدينة الشباب المتمرد على التقاليد.

وكتب أحد المعلقين على فيسبوك في هذا الشأن بالدارجة الجزائرية: هذا العمل إذا لم يدخل في البروبغندا، فإنه وقع في stéréotype أو الكليشيهات.. وصراحة وهران تعاني من تشويه ممنهج لصورتها من خلال المسلسلات أولاد الحلال والبابور.. وهران يا إما تصور بالدرون من الفوق ونرى ناطحات السحاب والزجاج … يا إما يصورون فيها عالم الجريمة والسهرات.. لا يوجد شيء في الوسط كنا يراه كل من يذهب لوهران مع عائلته”.

وانتقد آخرون بشدة صور الشباب الذين يقودون الدراجات النارية ويقومون بحركات بهلوانية في الكليب، واعتبروا ذلك ترويجاً لظاهرة موجودة بكثرة في الجزائر ويتعمد أصحابها إيذاء السائقين في الطرقات، وأحيانا التسبب في حوادث خطيرة.

بالمقابل، كتب الصحفي محمد علال مدافعاً عن العمل قائلًا: “سُحقًا للشعبوية التي تحاصرنا، مؤسف ما يكتبه البعض من انتقاد غير مبرّر لأغنية دي جي سنايك، لحد التشكيك في نوايا هذا الشاب الذي عاد إلى أصوله الجزائرية، واجتهد وقدّم عملًا فنيًا حقيقيًا بعيدًا عن البروبوغندا التي يدعو إليها البعض، معتقدين أنها الأقدر على التأثير في العالم وتغيير نظرته عن الجزائر”.

وأضاف الصحفي المختص في الشأن الثقافي يقول: “إن رسائل التسامح َالبهجة والبساطة التي جاءت في فيديو كليب أغنية (ديسكو ماغرب)، هي الأهم من وجهة نظري، وما يجب أن نقوم بتسويقه للعالم، فالغرب لا يحتاج أن يرى في مدننا ناطحات للسحاب أو قصورًا، ليصحح الأفكار السلبية، بل لمثل هذه المشاهد، لأنه يجهل أن هناك على أرض الجزائر شعب طيّب وعفوي ومبهج، ويتنفس الفرحة بأشياء بسيطة، يحسد عليها، يرسم ابتسامة لا يصل إليها أثرياء العالم، ولا يصنعها المال”.

كما دافع الروائي والصحفي عدلان مدي عن الفيديو كليب، وقال على فيسبوك: ” ما قيل هو مجموعة من الحماقات مصدرها بعض أبناء العاصمة وأقلية في الخارج لا ترى نفسها سوى من نظرة البيض لها”، مشيراً إلى أن هذه الفئة أنتجت لفظا عنصريا يخاطبون به الآخرين.

إلى الأعلى