أخبار عاجلة
جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية تدعم حرية الإبداع وترفض الابتذال

جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية تدعم حرية الإبداع وترفض الابتذال

متابعة بتجـــرد: تشهد كواليس نقابة المهن الموسيقية في مصر تصعيدا للأزمة المثارة بعد إعلان النقابة برئاسة الفنان المصري هاني شاكر منع 19 مغنيا من الأداء، ما دعا لمحاولات بعد الأطراف للتدخل في محاولة لتهدئة الأجواء في الوسط الفني في مصر.

وفيما أعرب عدد من الفنانين من بينهم الشاعر الغنائي والسيناريست أيمن بهجت قمر أن القضية سوق وعرض وطلب، أيد آخرون قرار المنع من بينهم الملحن حلمي بكر وأصدرت جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية (الساسيرو) أمس الأحد بيانا دعت فيه لتضافر الجهود بين نقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين وجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، لتفادي مثل هذه الأزمات.

وقالت الجمعية في بيانها إنها «رغم دعمها الكامل لحرية الإبداع، تعلن رفضها الكامل للابتذال بكل أنواعه، كما تعتبر القرار الصادر من نقابة الموسيقيين بوقف بعض الأصوات بموجب رأي لجنة متخصصة، هو قرار نقابي ومهني لنقابة تدافع عن مصالح أعضائها، ودون الدخول في سجالات حول من مع ومن ضد، نذكر بأننا أعلنا من قبل أننا لسنا ضد أي شكل من أشكال الغناء مهما زاد أو قل حجم خروجه عن المألوف، وما زلنا عند هذا الموقف، لكننا ضد الابتذال في الكلمات على طول الخط، وضد المصادرة أيضا».

وأضافت الجمعية «نرى أنه قد جاء الوقت لتضافر الجهود بين نقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين وجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وجاهزون لذلك، لبلورة موقف موحد وخطاب مشترك يرفع لرئاسة مجلس الوزراء لمحاصرة كل محتوى مبتذل، أو مسروق، أو تم نشره دون أن يمر على جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وكلها جرائم يعاقب عليها القانون، وننبه أنه قد جاء الوقت لبدء هذا التضافر فورا، ليكون حائط الصد الحقيقي والحل الناجز للوقوف في وجه الابتذالات والسرقات، مع حفظ حق كل فنان ابتعد عن الابتذال وأحترم القانون في التواجد على الساحة، وهو ما من شأنه أن يعطي كل زي حق حقه، وكل موهوب فرصته، ويسهم في خلق بيئة تحافظ على الذوق دون وصاية، ودون خلط قد يكلف مجتمعنا ومواهبنا الحقيقية ثمنا باهظا».

وختمت بيانها بالتأكيد على «أن يدنا الممدودة للوقوف في وجه الابتذال مع النقابة والرقابة، هي نفسها اليد الممدودة للوقوف خلف كل من ابتعد عنه أيا ما كان شكل ما يقدمه».

وكانت نقابة المهن الموسيقية أصدرت بيانا بمنع 19 اسماً من «مؤدي المهرجانات» عن العمل، وهم: حمو بيكا، وحسن شاكوش، وكزبرة، وحنجرة، ومسلم، وأبو ليلة، وأحمد قاسم فيلو، وأحمد موزة، وحمو طيخة، وريشا كوستا، وسمارة، وشواحة، وولاد سليم، والعصابة، والزعيم، وعلاء فيفتي، وفرقة الكعب العالي، ومجدي شطة، ووزة، وشكل، وعمرو حاحا، وعنبة.

مدحت العدل

وتعقيبا على القرار قال الكاتب والسيناريست مدحت العدل، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «كلمة أخيرة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي عبر فضائية «ON» إنه يسمع الأغنيات التي يستمع إليه أولاده والعكس، لافتًا إلى أنه يسمع أغاني مطرب الراب ويجز وأغاني المهرجانات بالرغم من أنها غير موافقة لذوقه.

وأضاف العدل، مساء السبت، أنه يتناقش مع أبنائه حول الجيد والسيئ فيما يسمعونه، مؤكدًا في الوقت نفسه أن أبناءه يسمعون أم كلثوم وفيروز.

وأشار إلى أن الفنان هاني شاكر، نقيب المهن الموسيقية، له مطلق الحرية في التعامل مع الأعضاء وفقًا للمحددات الموجودة داخل النقابة، مؤكدًا أنه يحترم القرار الأخير لشاكر بشأن منع بعض مطربي المهرجانات من الغناء.

وذكر أنه موافق بشأن الرقابة على المصنفات الفنية ومنع الكلمات الهابطة التي لا تتفق مع الذوق العام، لكنه لا يؤيد منع نوع موسيقى معين، موضحًا أن منع الكلمات ليس دور جمعية المؤلفين أو النقابة.

ولفت إلى أن كلمات أغاني فرقة «البيتلز» كانت غريبة بمقاييس العصر الذي اشتهرت فيه الفرقة، متابعًا: «لا يمكن الوقوف أمام الموجة التي يسمعها مئات الملايين، لكن دوري مرتبط بعمل أغاني أخرى جيدة وتناسب الذوق العام».

المنع لن يؤدي إلا لمزيد من الانتشار

ونوه إلى أن المنع لن يؤدي إلا لمزيد من الانتشار، مناشدًا وزارة الثقافة والأوبرا ونقابة الموسيقيين عمل أغاني محترمة تسمو بالفن، وترك حرية الاختيار والحكم في النهاية للجمهور.

وكان أيمن بهجت قمر، قال خلال مداخلة هاتفية مع البرنامج نفسه، إن مؤديي المهرجانات حققوا نجاحا ملحوظا، متابعًا: «هذا هو سوق وعرض وطلب، وحتى الآن عمرو دياب وتامر حسني وحسين الجسمي يتصدروا المشهد ومشاهدات اليوتيوب».

وأضاف أنه ضد المنع، لكن مع الالتزام بالقانون، موضحا: «مينفعش حسن شاكوش يقول الكلام المتدني اللي قاله والنقيب ميمنعوش من الغناء.. لازم اللي يغني يكون عاقل وعارف قدسية المسرح مش يعمل خناقة».

وشدد أنه ضد فكرة المنع، مستكملا: «مش هنبلغ البوليس على شاعر.. لكن الشعراء أيضا لازم يكون لهم نقابة تمنحهم ترخيص العمل، الشاعر حتى الآن ليس له نقابة، والنقابة هتكون وظيفتها الرقابة».

وأوضح أن الشاعر في مصر «بلا قانون»؛ محذرا من خطورة الكلمة وتأثيرها في الغناء، ومطالبا بضرورة تدشين نقابة للشعراء تراقب الكلمات وتمنح تراخيص لمزاولي المهنة.

واستكمل: «أنا كتبت أغنية بالبنط العريض لحسين الجسمي، وكانت رقم 1 في الوطن العربي كله، ولا يصح تصدير للناس صورة إن المهرجانات فقط هي اللي ناجحة، حتى الآن لازال هناك أم كلثوم وعبدالحليم ومدحت صالح وعمرو دياب وغيرهم».

الملحن حلمي بكر، قال خلال مداخلة لبرنامج «تحت الشمس» عبر قناة «الشمس» إن أي دولة بلا غناء وموسيقى لا تكون دولة، لافتًا إلى أن «الأغنية هي المرآة الحقيقية للمجتمع».

وأضاف بكر، مساء السبت، أنه لا وجود لمسمى «غناء حر» منوهًا إلى أن «الخطورة من فوضى الغناء التي تسببت في وجود حبوب هلوسة غنائية، تتم عن طريق مفردات وأصوات سيئة وألحان رخيصة».

وتابع: «الإذاعة والتليفزيون يذيعون مفردات رخيصة، هذه المفردات جعلت بعض الشباب يدورون في حلقة مفرغة من الهلوسة والتنطيط بلا معنى وعلى إيقاع صاخب، ونُقل ذلك للغناء المصري، ودوسنا على كل تاريخنا الغنائي نتيجة بعض الجهلاء».

النقاش في الأوساط الفنية في مصر، لم يقتصر على قرار المنع، بل تعداه إلى جدل حاد بين مؤيد ورافض لتصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس التي انتقد فيها قرار النقابة، قائلا إنه «لا يعجبه غناء هاني شاكر» وانتقد ما اعتبرها «وصاية تمارسها النقابة ضد الغناء وعلى ذوق المجتمع، أن الأمر نفسنة (حسد) وغيرة.»

وخاطب هاني شاكر قائلًا: «دورك لما يتعب تصرف عليه أو لما يطلع معاش تصرف له فلوس لكن مش دورك إنك تكون وصي على ذوق المجتمع.. أنت لست نقيب المصنفات الفنية».

ورد شاكر خلال تصريحات تلفزيونية: «أنا ميشرفنيش (لا يشرفني) أنه يسمعني ولا ينفع أصلا أنه يسمعني، لأن اللي بيسمع النوعية دي مينفعش يسمع هاني شاكر، ولا يشرفني أنه يسمعني».

وأضاف مستغربا اتهامه بالغيرة «من كزبرة ولا حنجرة.. هو أي تلقيح وخلاص.. مينفعش يحصل كده مع القامات الفنية».

ورفض شاكر ما ردّده ساويرس بأنّ النقيب دوره الاهتمام بصرف أدوية للمرضى من أعضاء النقابة أو صرف معاشات لكبار السن منهم، قائلًا: «هو أنا داية علشان اهتم بالمعاشات والدواء.. إيه الكلام الفارغ ده .. اللي ميعرفش حاجة ميتكلمش». وأعرب أيمن بهجت عن تأييده لشاكر قائلا: «الفن مش حتة ريَّش وقعدة حلوة وبس.. أستاذ هاني شاكر قيمة وقامة كبيرة، ولا يصح التحدث عنه بهذه الطريقة».

إلى الأعلى