أخبار عاجلة
بعد 24 عاماً.. الحلقة لا تزال مفقودة لحلّ لغز وفاة الأميرة ديانا

بعد 24 عاماً.. الحلقة لا تزال مفقودة لحلّ لغز وفاة الأميرة ديانا

متابعة بتجــرد: يصادف الأسبوع المقبل عيد ميلاد “أشهر امرأة في العالم”، حيث كانت ستبلغ الستين من عمرها. فبعد 24 عاماً على رحيلها لا تزال الأميرة ديانا وقصة وفاتها الغامضة تشغل الصحف العالمية.

وتخليداً لهذه المناسبة، تحدّث موقع “الدايلي ميل” البريطاني إلى مجموعة من الشهود المهمّين والمقرّبين منها، وكثير منهم لم يسبق لهم أن تحدثوا من قبل. 

اليوم، يحققون في لغز سيارة الـ”فيات أونو” التي اصطدمت بسيارة ديانا المرسيدس قبل ثوانٍ من وقوع الحادث. 

يشكّل سائق هذه السيارة بالنسبة للكثيرين، “الحلقة الناقصة” في قصة وفاة ديانا. ولو صحّت هذه المعلومة، فإن الرسالة السرية التي لم تكشف حتى الآن والتي كتبت وأرسلت عام 2017 من قبل المدير السابق لمقر الرئيسي لدائرة شرطة اسكتلندا، اللورد ستيفنز، إلى لاعب كمال الأجسام الفرنسي ستكون آخر محاولة جادة لوضع هذه الحلقة في مكانها.

وجاء في الرسالة: “الآن بعدما أصبحتَ والداً بدورك، آمل أن تعيد النظر في موقفك السابق من أجل الأميرين وليم وهاري، اللذين كانا طفلين عندما فقدا والدتهما ومن أجل كل الآلام النفسية والعواقب الأخرى التي ترتبت على خسارتها. هل يمكنك مساعدتي في إيجاد نهاية لهذا اللغز بشكل حاسم؟”.

وأكّد ستيفنز لمتلقّي الرسالة أنه لم يتم اعتباره بأي شكل من الأشكال مسؤولًا عن وفاة ديانا أميرة ويلز، التي فارقت الحياة في الساعات الأولى من يوم 31 آب 1997 متأثرة بجروح أصيبت بها عندما اصطدمت سيارة المرسيدس S280 التي كانت بداخلها في المقعد الخلفي بالعمود الثالث عشر من نفق “بون دي ألما” بسرعة قدّرت بـ105 كيلومترات في الساعة.

كان هنري بول، رئيس الأمن في فندق “ريتز” هو من يقود السيارة وتوفي في مكان الحادث وتمّ إلقاء اللوم عليه بسبب طريقة قيادته وكمية الكحول التي وجدت في دمه. يشعر البعض، بمن في ذلك ستيفنز، أن بول كان مجرّد “كبش محرقة” لأرباب عمله. 

ولكن كانت هناك سيارة أخرى متورطة في تلك اللحظات المصيرية الأخيرة للأميرة قبل الاصطدام الكارثي، حيث وقع اصطدام آخر، وإن كان طفيفاً، ربما عجّل سلسلة الحوادث النهائية. 

لكن هذا السائق الثاني وهو الشاهد المستقل الوحيد على اللحظات الأخيرة من رحلة ديانا لم يتحدث أبداً عن الموضوع، أو بالأحرى لم يعترف أبداً بوجوده في أي مكان بالقرب من النفق في تلك الليلة. 

ويروي بعض الشهود أنهم شاهدوا “فيات” تخرج من الطرف الآخر من النفق وتقود بسرعة فائقة بعيداً عن مكان الحادث. وبعد البحث والتدقيق حصر المحققون المشتبه بهم بشخصين: الأول هو جيمس أندانسون، المصور الفرنسي المستقل الذي تابع يخت ديانا ودودي على طول البحر الأبيض المتوسط في ذلك الصيف. كما كان محور 41 صفحة في التقرير النهائي من مؤامرة يُزعم أنّ العائلة المالكة قامت بها لقتل ديانا، وأمضى التحقيق البريطاني مدة ثلاثة أعوام بالتحقيق في هذه المزاعم، بقيادة اللورد ستيفنز.

أمّا المشتبه به الآخر فهو لو فان ثانه، وهو فرنسي من أصل فيتنامي، الذي كان يبلغ من العمر 22 عاماً حينها ويعمل حارس أمن في باريس وقت وقوع الحادث. في اليوم الذي ماتت فيه ديانا، كان كل من أندانسون وفان ثانه مالكي “سيارات فيات أونو” البيضاء القديمة التي اصطدمت بسيارتها المرسيدس.  

أحد هؤلاء السائقين “المشتبه بهم” توفي بظروف غامضة، بعد اندلاع حريق في سيارته الـ”بي إم دابليو” صُنّف على أنه انتحار على الرغم من شكّ البعض أنه قُتل بدوره خوفاً من أن يفصح عن أي معلومة. كما تعرّض مكتبه للسرقة وكلّ ما سُلب كان بعض الصور التي كان يحتفظ بها في خزنته، يُعتقد أنها للحظات الأخيرة من تلك الليلة المفجعة ولم يتم استردادها حتى اليوم. 

أمّا الآخر، فلا يزال على قيد الحياة وتم تعقب منزله الذي يقع على الضفة الشمالية الغربية للعاصمة الفرنسية عبر “الدايلي ميل” هذا الأسبوع. 

ولفتت انتباه السلطات السيارة بعد ستة أسابيع من وفاة ديانا عندما أخذها شقيق فان ثانه، وهو ميكانيكي، إلى مركز للشرطة لأمر إداري روتيني. أثار تفصيلان اهتمام الضباط، أحدهما اللوحة التي تحملها والثاني هو تغيّر لونها وكان من الواضح أنّ الطلاء لا يزال حديثاً. أظهر الفحص الإضافي أن اللون الأصلي كان أبيض. 

وتم استدعاء فان ثانه للاستجواب، لكنه نفى طيلة الساعات الطويلة أنه كان سائق سيارة الفيات التي اصطدمت بها المرسيدس، على الرغم من اعترافه بأنه كان يعمل في باريس في تلك الليلة.

وقال إنه كان يعمل كرجل أمن يهتم بكلاب الحراسة في مجمع سيارات في شمال المدينة، وأنه أتم واجباته برفقة كلبه الروتوايلر “ماكس”. 

وزعم أنه تم إعادة طلاء السيارة باللون الأحمر يوم السبت 30 آب، أي قبل ساعات من وقوع الحادث بحجّة “أن ذلك سيوفر له نوعاً أفضل من الوظائف الأمنية”، لأن الأحمر يعتبر لون الحظ في الثقافة الفيتنامية. 

وقام ثنائي شاهد السيارة وهي تحاول تجاوزهما بجنون باختيار صورة  فان ثانه من بين مجموعة من الصور عُرضت إلى كلّ منهما على انفراد، مشيرين إلى أنه “ربما كان” السائق. 

لكن بعد فحص سيارته، أفاد الخبراء العاملون لدى السلطات الفرنسية أنه لا دليل قاطعاً على تورطها في تصادم مثل ذلك الذي وقع في نفق ألما. وقد أنهى قاضي التحقيق البحث عن السيارة في تشرين الأول 1998، من دون نتيجة. 

وبعدما طلبت السلطات الاسكتلندية في وقت لاحق من السلطات الفرنسية السماح لهم باستجواب فان ثانه، تم رفض ذلك على أساس أنه استجوب من قبل لجنة التحقيق الفرنسية. ولم يُسمح لهم أيضاً بفحص سيارة الفيات، بل كان عليهم الاعتماد على التقرير التقني الفرنسي. 

و”انفجرت القنبلة” عام 2006، حين أجرى والد فان ثانه مقابلة زعم فيها أن ابنه أعاد طلاء سيارته بعد حادث وفاة ديانا، مفصلاً أنه اتصل بأخيه الميكانيكي في منتصف تلك الليلة وطلب مساعدته العاجلة لتغيير اللون. إلا أنّ فان ثانه نفى هذا الادعاء وقال إن والده أدلى به نتيجة خلاف عائلي. تمت دعوته للسفر إلى المملكة المتحدة والتحدث إلى القائمين على التحقيق، لكنه رفض بعد النظر في الأمر. 

مع اقتراب الذكرى العشرين لوفاة ديانا عام 2017، علم المحققون أن فان ثانه أصبح أباً واغتنم ستيفنز الفرصة لتغيير المنظور الذي يتم من خلاله التواصل مع فان ثانه عبر محاميه. ورداً على ذلك، نفى فان ثانه من جديد أن يكون له أي دور في الحادث ورفض الإفصاح عن المزيد.

قال ستيفنز لصحيفة “الدايلي ميل” هذا الأسبوع: “الدلائل ظرفية تشير إلى أنه كان هناك. لم يتم تغيير لون السيارة فحسب، بل كان يمتلك كلباً كبيراً رآه الشهود في المقعد الخلفي من السيارة. نعتقد أنه كان هناك بالتأكيد”. 

وتابع: “أحد الأسباب التي أعتقد أنها تردعه من البوح بأي معلومة أنه خائف من المحاسبة بتهم جنائية. فإذا غادرت مكان وقوع حادث في فرنسا، قد يتم اتهامك بارتكاب جريمة جنائية وستحصل على عقوبة سجن طويلة الأمد، إذا ثبتت إدانتك”. 

وأضاف: “تخيل لو اكتشفت أن واحداً من الأشخاص الذين ماتوا في ذلك الحادث كانت أشهر امرأة في العالم. وأنت مجرد شاب من الطبقة العاملة ومن أقلية عرقية. تخيل كم سيكون الأمر مخيفاً لو كنت مكانه. لكن الحصول على شهادته كان مهماً جداً بالنسبة لنا. الشيء الوحيد الذي لا يجيب عنه التقرير إجابة قاطعة هو: من كان سائق سيارة الفيات؟ على الرغم من أنه من الواضح في التقرير أننا نعتقد أنه فان ثانه”.

يضيف ستيفنز: “لو أفصح بالحقيقة حول ما حدث في تلك الليلة، لما كان تحقيقنا سيستمر لمدة ثلاثة أعوام. كان سيثبت منذ البداية أن هذا كان مجرد حادث سير مأساوي، وليس مؤامرة. لا نعرف ما إذا كان سيدلي بشهادته في المستقبل، لكننا بذلنا قصارى جهدنا لمحاولة حثه على التعاون، وإذا تغيرت ظروفه، فقد نتخذ نهجاً جديداً”. 

شرعت الصحيفة كجزء من تحقيقها الخاص في العثور على فان ثانه، الذي قلّص مستوى نسبة إطلالاته إلى أدنى المستويات مع الحرص على الحفاظ على الحد الأدنى من الحضور على المنصات الاجتماعية.

اليوم، يعيش في عقار من طابقين في شارع من منازل منفصلة بحدائق أنيقة في إحدى ضواحي باريس، ويقود سيارة مرسيدس C-Class رمادية اللون.

عندما قرع أحد مراسلي الصحيفة بابه، ظهر فان ثانه، الذي يبلغ من العمر اليوم 46 عاماً، وهو مفتول العضلات، وأصلع. سار برفقة صبي يعتقد أنه ابنه المراهق أمام المنزل، لكن بمجرد أن عرّف الصحافي عن نفسه، قال فان ثانه إنه لا يريد التحدث وعاد إلى المنزل. 

ترك مراسلنا عدداً من الأسئلة حول الحادث ورفضه بالتعاون مع المحققين، لكن الأخير لم يجب عن أيّ منها، لتبقى الحلقة مفقودة!

إلى الأعلى