حفلات ومهرجانات

مشاركة فنان تونسي متهم بالتطبيع تُشعل الجدل في مهرجان عقارب.. ونداءات للمحاسبة

متابعة بتجــرد: أثار ظهور الفنان التونسي فتحي بن علي، المتهم بالتطبيع مع إسرائيل، في مهرجان الفروسية بمدينة عقارب بولاية صفاقس، موجة غضب عارمة في الأوساط الشعبية والنقابية والسياسية، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن برمجة حفل غنائي له ضمن فعاليات الدورة الستين للمهرجان.

ويأتي الجدل بعد أن أحيى بن علي حفلاً غنائيًا في المهرجان، رغم ما نُسب إليه سابقًا من مشاركات فنية في إسرائيل، وهو ما اعتبره الكثيرون “إهانة للثوابت الوطنية” وتناقضًا مع موقف تونس الداعم للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار العدوان على غزة.

وخلال جلسة استماع لوزيرة الثقافة أمينة الصرارفي تحت قبة البرلمان، طالب النائب شكري البحري الوزيرة بتقديم اعتذار رسمي للتونسيين، وفتح تحقيق فوري لتحديد المسؤولين عن إدراج اسم الفنان في برنامج المهرجان، قائلاً: “مهرجان عقارب للفروسية برمزيته وتاريخه يمثل صوت المقاومة الثقافية، ولا أحد يزايد على موقفنا من فلسطين وغزة.”

من جهتها، عبّرت نقابة التعليم الثانوي في عقارب، التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، عن استنكارها الشديد لما وصفته بـ”الطعنة” في حق أهالي المدينة، معتبرة أن “برمجة حفل لفنان مطبّع هو فعل مستفز وسط الحصار والإبادة في غزة”، وجاء في بيانها تحت عنوان: “التطبيع خيانة وليست وجهة نظر”: “بدلاً من توحيد مهرجانات البلاد تحت شعار (مهرجانات من أجل الأرض)، تُبرمج حفلات مشبوهة لا تعبّر عن وجهة عقارب ولا عن تطلعات الشعب التونسي.”

كما حمّلت النقابة وزارة الشؤون الثقافية مسؤولية السماح بإقامة هذا الحفل، متهمة إياها بارتكاب خطأ جسيم لا يمكن التهاون معه. ووجّهت أيضاً اللوم إلى هيئة تنظيم المهرجان، متهمة إياها بتمرير البرنامج دون تدقيق كافٍ، رغم الأهمية الرمزية للمهرجان في المنطقة.

ودعت النقابة السلطات إلى سنّ قانون يُجرّم التطبيع في جميع المجالات، مؤكدة دعمها الكامل لـ “الشعب الفلسطيني الصامد” تحت شعار: “مقاومة ومقاطعة”.

الواقعة أعادت إلى الواجهة جدلاً متكرراً في تونس حول التطبيع الثقافي، لا سيما بعد حوادث سابقة، من بينها تصريحات الفنان عبد الوهاب الحنّاشي الذي عبّر عن رغبته في الغناء في إسرائيل “بسبب الجوع”، وفق تعبيره، بالإضافة إلى تقارير نُشرت عام 2019 عن حفلات لفنانين تونسيين في مدينة إيلات الإسرائيلية، والتي قوبلت أيضاً باستنكار شعبي واسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى