ختام اللحّام: لا هوية للفن

ختام اللحّام: لا هوية للفن

نقلنا لكم – بتجــــــــرد: تتمتع الممثلة اللبنانية القديرة ختام اللحام بحضور استثنائي في المشهد الفني اللبناني، بنفس مختلف في الدراما لا يمكن أن يكون محطّة عابرة في أي دور تؤدّيه.

حضورها الصادق والحقيقي يشكّل دفعاً للمخرجين والكتّاب لإعادة النظر في ممثلين لبنانيين قدّموا الكثير، وهم قابعون في منازلهم من دون أي التفاتة، وتوضح لصحيفة “القبس” الكويتية أنّ “النّص بات يفرض على المخرج والكاتب ترشيح أسماء كثيرة ليقع الخيار على أحدها. ولا شك بأنّ صنّاع الدراما باتوا يعتبرون هؤلاء الفنانين قيمة مضافة تدعم الأعمال التي يقدّمها جيل الشباب في أهم الأعمال التي تقدّم، وبالتالي لم يعد الأمر مرتبطاً بتجاهل مقصود لفنان قدير”.

تعترف اللحام بأنّ حضورها الوازن في الدراما يضعها أمام مسؤولية مضاعفة: “أتحدّى نفسي وأبذل الجهد لإبراز الشخصية التي أؤديها، رغبتي الدائمة في أن تعلّم هذه الشخصية في نفوس المشاهدين، خصوصاً أنني أديت في مسيرتي جميع الأدوار، والشكر الأكبر لربّي لأنني على مدى كل هذه السنوات أفلح في تجسيد أدواري في شكل صحيح”.

تابع الجمهور جبروت هناء وحقدها على سلفتها أم جبل (منى واصف) وعائلتها التي تصاعدت حدّتها بعد مقتل زوجها غازي شيخ الجبل، وصولاً إلى مشهدية زيارة أم جبل لها بعد تعرّضها لانتكاسة صحية جعلتها طريحة الفراش في الحلقة التاسعة عشرة من “الهيبة الرّد”، لتنتقل الى أداء دور صامت تبذل فيه جهداً في إبراز تعابير الوجه والجسد.

تقول اللحام عن كواليس هذا المشهد: “عندما زارت ناهد (أم جبل) هناء الجبارة، أضيفت مشاعر ثقيلة على قلبها، بدايتها كانت صعبة. عشت المشهد بكل تفاصيله حتى أن الدموع سالت من عينيّ، والجمهور رصد ردّة فعلي عن بُعد لكن في الحقيقة تملّكني التأثر، خصوصاً عندما بدأت ناهد تلين معي، فعادت بهذه السرعة هناء الطيبة. في داخل كل إنسان قلب أبيض، لكن الظروف تدفعه لتقمّص تلك الشخصية الحاقدة الفاقدة للوعي الإنساني. لكن في وقفة ما، يزول كل هذا السواد عن القلب ويُمحى سوء التفاهم”.

لكن أمام هذا المشهد، مشهدان راسخان في قلب اللحام فيما يخص مشاركتها بمواسم “الهيبة”، وتعترف: “لا يمكن أن ينتسى من ذاكرتي مشهدان. الأوّل عندما زارت هناء قبر ابنها شاهين، والثاني عندما اجتمعت به”. فمشهد زيارة هناء قبر ابنها شاهين في الموسم الثالث من “الهيبة”، حينما نبشته وحفرته بأظفارها وندبته بكل ما يكتنز قلب كل أم مفجوعة على خسارة وحيدها، وصولاً إلى مشهد لم شملها بشاهين بعدما أعمى الدمع والحزن نظرها، دفعا الكثيرين إلى وصف اللحام بـ”مجرمة تمثيل”.

اللحام صادقة وحقيقية حتى في الرّد على موضوعات لا تزال مادة للنزاع وساحة للصراع على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحمل في طيّاتها إساءة ممنهجة للممثلين اللبنانيين والسوريين. ولعلّ لقب “ناهد الشامية” و”هناء اللبنانية” الذي يقدّم صورة عن صراع السلايف يختصر في أبعاده الكثير من التفسيرات التي قد يوظّفها البعض في خانة الممثل اللبناني والممثل السوري، وتقول اللحام: “رغم أنّ مشهد ناهد وهناء لا يحمل في أبعاده سوى صراع السلايف، فإنّ الكلام المستمر عن الممثل السوري واللبناني اليوم بهذه الطريقة مرفوض. لا أحد يلغي أحداً، ولا أحد يرفع أحداً، في النهاية الممثل هو ممثل ولا هوية له. الممثل من يقدّم ويضحي لفنّه، وهو ليس ممثلاً لبنانياً أو سورياً أو مصرياً، فالجميع يكملون بعضهم، وعليهم أن يكونوا عائلة واحدة”.

تنتهي اللحام من تصوير دورها في فيلم “ولا غلطة”، الذي يحمل توقيع المخرج اللبناني سعيد الماروق، وكتابة الممثل فؤاد يمّين ورامي عوض، وتقول اللحام: “الفيلم لايت كوميدي ورومانسي، أؤدي فيه دور والدة زياد برجي ومن الأعمال التي سيحبّها الجمهور”.

كما تستعد اللحام لتصوير عملين دراميين جديدين ينضمان إلى السباق الرمضاني: الأول بعنوان “لغز الأقوياء”، سيبدأ تصويره في بيروت، ويجمع نجوماً من لبنان وسوريا. أما العمل الثاني فيحمل عنوان “للموت”، وتشارك فيه اللحام إلى جانب الممثلتين ماغي بوغصن ودانييلا رحمة، ولم يحدد بعد موعد انطلاق تصويره. العمل من كتابة نادين جابر، وإخراج فيليب أسمر.

إلى الأعلى